في الوقت الذي كانت فيه جموع الملاين من أبناء الشعب المصري الثائر تنتظر إذعان الديكتاتور لإرادة هذه الجموع الثائرة في التخلي عن الحكم والرحيل بعيدا عن مصر , وترك الشعب المصري الثائر يقرر مصيره بنفسه في الحياة الحرة الكريمة , وإنهاء النظام الديكتاتوري , وإجراء إصلاحات سياسية جذرية في البلد , جاء خطابه مخيبا للآمال ومخادعا ومتحديا إرادة الشعب المصري في التغيير الجذري , وذلك من خلال عزمه على استكمال ولايته الرئاسية حتى الخريف المقبل , وتعهده بإجراء تعديلات دستورية تتعلق بالترشيح للانتخابات الرئاسية المقبلة , وعن نيته لعدم الترشيح لولاية سادسة .
فالرئيس المصري ومن خلال هذا الخطاب المخادع يهدف إلى شق وحدة هذه الجموع الثائرة وخداعها بأنه جاد في عملية الإصلاح السياسي , متناسيا إن نظام حكمه بجميع المؤسسات المرتبطة به من الحزب الحاكم إلى مجلسي الشعب والشورى كلها فاقدة للشرعية وغير مؤهلة للقيام بأي إصلاح حقيقي وجذري .
وفي الوقت الذي ندعو فيه الشعب المصري الثائر الحذر من هذه الوعود الكاذبة والتي يراد منها إحباط الهمم وامتصاص نقمة الجماهير الثائرة وإجهاض ثورتها , ندعوهم إلى رفض كل شكل من أشكال القبول والركون لهذه الوعود الكاذبة .
ومن المؤسف في هذا المجال أن نسمع البعض ممن يعتبرون أنفسهم إنهم من القوى السياسية المعارضة لهذا النظام الفاسد , أن تصدق هذه الوعود الكاذبة وتدعو الجموع الثائرة بالعودة للبيوت وإنهاء التظاهرات المطالبة بإسقاط النظام .
فالحذر الحذر من هذه الأصوات ومن هذه الدعوات , فهي أصوات مأجورة ودعوات باطلة , فالنظام على ما يبدو يريد أن يستخدم هذه الورقة وهذه الأصوات ليشق وحدة جموع الشعب المصري الثائر وإجهاض ثورته المباركة .
إن أحرار العالم معكم يا شعب مصر الثائر , فكونوا حذرين ولا تصدّقوا الطغاة والديكتاتورين لأنهم قد كذبوا عليكم منذ عشرات السنين , وعيكم يا ثوار مصر الميامين كفيل بإسقاط كل مؤامراتهم القذرة , ونصركم المؤزر قد لاحت تباشيره في سماء مصر العروبة , شعوب العالم بأسرها تنظر بإجلال إلى صمودكم وعزمكم من أجل الخلاص والحرية .
فتحية لكم يا شعب مصر الثائر
وتحية لوعيكم وصمودكم الأسطوري
أبناء العراق معكم حتى الخلاص والتحرير
العراق |