• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : لا تشتموني..واشتموا باقر الصدر هذه المرة .
                          • الكاتب : جليل النوري .

لا تشتموني..واشتموا باقر الصدر هذه المرة

بسمه تعالى

انتابني شعور بالخجل وانا اتصفح بيانات السيد الشهيد محمد باقر الصدر قدس سره، التي كان يكتبها للشعب العراقي، ايام محنته وحصاره التي فرضها البعث الصدامي المجرم عليه، هو وعائلته الكريمة، في اخر ايام حياته.

اذ لمست في تلك الكلمات انها قد امتلات حبا وانسانية وشعورا قل نظيره بالوحدة ولمّ الشمل والوطنية والتدين الاصيل لا الدخيل.

هذه الخطابات التي اصبحت فيما بعد دستورا ومنهجا لكل الاحرار، ليس في العراق وحسب، بل في كل العالم، لانها خطابات حملت بين طياتها لغة الحرية من الطواغيت وعدم الخضوع والخنوع للاصنام والظلمة والجبابرة في اي بقعة من بقاع العالم، نعم، قد تكون في حينها الخطابات والبيانات موجهة ضد شخص المجرم صدام وزبانيته وبعثه الشوفيني العفلقي، الا انها كانت بمضمونها تحاكي كل الضمائر الطيبة المخلصة، التي تطالب بالحرية والتخلص من جيثوم الظلمة الذي ارهق سنينا طوال صدور الامم المظلومة.

وفي هذه المقالة، تعمدت ان ااخذ مقاطعا من تلك الانوار الجميلة، واقتبس منها اسطرا سرقت بمعانيها لبي، ليقراها ويفكر بمضمونها كل من يدعي حب الشهداء العلماء وعلى راسهم الفيلسوف العظيم السيد محمد باقر الصدر قدس سره، ليتسنى لنا معرفة من هم السائرون على نهجه، ومن هم القائمون بامره، ومن هم الدخلاء على فكره.

فالسيد الشهيد الصدر الاول، لو افترضنا انه كان حاضرا اليوم بيننا وقال تلك الخطابات العظيمة السليمة، ماذا سيقول عنه المتقولون: فمثلا حين يقول..

(يا شعبي العراقي العزيز ايها الشعب العظيم: إنّي أخاطبك في هذه اللحظة العصيبة من محنتك وحياتك الجهاديّة، بكلّ فئاتك وطوائفك: بعربكَ وأكرادك، بسنّتك وشعيتك، لأنّ المحنة لا تخصّ مذهباً دون آخر، ولا قوميّة دون أخرى، وكما أنّ المحنة هي محنة كلّ الشعب العراقي)..

هل سنقول عنه انه يعين الاكراد عملاء الصهاينة؟، كما يحب ان يسميهم سذج القوم؟؟...

وحين يقول:

(وإنّي منذ عرفت وجودي ومسؤوليّـتي في هذه الأمّة بذلت هذا الوجود من أجل الشيعي والسّني على السّواء، ومن أجل العربيّ والكرديّ على السواء، حيث دافعت عن الرسالة التي توحّدهم جميعاً وعن العقيدة التي تضمهم جميعاً، ولم أعِش بفكري وكياني إلّا للإسلام طريق الخلاص وهدف الجميع).

هل سنقول انه يريد ان يسقط الحكم الشيعي ويسلمه الى السنة؟..

وحين يقول:

(فأنا معك يا أخي وولدي السّنّي بقدر ما أنا معكّ يا أخي وولدي الشيعي .. أنا معكما بقدر ما أنتما مع الإسلام)..

هل سنقول انه يعين البعثيين ويناصر التكفيريين؟..

وحين يقول:

(يا أبناء علي والحسين، وأبناء أبي بكر وعمر أنّ المعركة ليست بين الشيعة والحكم السّني، إنّ الحكم السنّيّ الذّي مثّله الخلفاء الرّاشدون والذي كان يقوم على أساس الإسلام والعدل، حمل عليٌ السيف للدفاع عنه إذْ حارب جنديّاً في حروب الرّدة تحت لواء الخليفة الأوّل- أبي بكر-، وكلُّنا نحارب عن راية الإسلام وتحت راية الإسلام مهما كان لونها المذهبيّ، إنّ الحكم السّنيّ الذي كان يحمل راية الإسلام قد أفتى علماء الشيعة- قبل نصف قرن- بوجوب الجهاد من أجْله، وخرج مئاتُ الآلآف من الشيعة وبذلوا دمهم رخيصاً من أجل الحفاظ على راية الإسلام، ومن أجل حماية الحكم السنّي الذي كان يقوم على أساس الإسلام).

هل سنقول عنه انه يعمل لاجندات خارجية؟...

وحين يقول:

(يا إخواني وأبنائي من أبناء الموصل والبصرة .. من أبناء بغداد وكربلاء والنجف ... من أبناء سامرّاء والكاظميّة .. من أبناء العمارة والكوت والسليمانيّة .. من أبناء العراق في كلّ مكان، إنّي أعاهدكم بأنّي لكم جميعاً ومن أجلكم جميعاً، وأنّكم جميعاً هدفي في الحاضر والمستقبل .. فلتتوحّد كلمتكم، ولتتلاحم صفوفكم تحت راية الإسلام، ومن أجل إنقاذ العراق).

هل سنقول عنه انه يريد شق الصف الشيعي؟..

كفانا جهلا وامية، كفانا زورا وبهتانا، كفانا تسلقا على رقاب الشهداء، كفانا ادعاءات باطلة بالانتماء لهم، هذا هو قائدنا وقائدكم، سيدنا وسيدكم، شهيدنا وشهيدكم، مرجعنا ومرجعكم، بطلنا وبطلكم، قراتم كلماته وبياناته الوحدوية، في ظل تلك الظروف المعروفة للجميع، فهل لكم بعد ذلك من حجة او كلام تتفوهون به ضد من ينادي بالوحدة ولم الشمل وعدم التفرقة؟..

ان كان هناك نموذجا من هؤلاء فاقول له خاتما ما كتبت..

عذرا ابا اجعفر..انهم ليسوا من ولدك..انهم عمل غير صالح..

 

 يوم الاحد الموافق للسابع عشر من شهر جمادي الثاني للعام 1434

 

 


كافة التعليقات (عدد : 1)


• (1) - كتب : محمد الكوفي / أبو جاسم. ، في 2013/05/01 .

إلى/الإخوة الأعزاء المحترمين / في موقع كتابات في الميزان.
تعقيباً على المقال المنشور في موقعكم المحترمة لن يعد لي بل يعود إلى الكاتب جليل ألنوري. وشكرا جزيلا لكم جميعا وللكادر الاداره المحترم.

لا تشتموني..واشتموا باقر الصدر هذه المرة.... بقلم جليل ألنوري.
يوم الأحد الموافق للسابع عشر من شهر جمادي الثاني للعام 1434
انتابني شعور بالخجل وأنا أتصفح بيانات السيد الشهيد محمد باقر الصدر قدس سره، التي كان يكتبها للشعب العراقي، أيام محنته وحصاره التي فرضها البعث ألصدامي المجرم عليه، هو وعائلته الكريمة، في أخر أيام حياته.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
اشكر ألأخوة الأعزاء في موقع كتابات في الميزان المحترمين لجهوده الجبارة و مواصلتكم معنا خدمتاًً للإسلام الحبيب.
abo_jasim_alkufi@hotmail.com
محمد الكوفي / أبو جاسم.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
http://al-madinanews.com/index.php/permalink/12280.html


تم التعديل ومعذرة على الخطأ الغير مقصود

ادارة الموقع





  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=30360
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2013 / 04 / 29
  • تاريخ الطباعة : 2025 / 02 / 3