• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : عصبية الأعراب قيمة عابرة لحدود الاديان .
                          • الكاتب : ماجد عبد الحميد الكعبي .

عصبية الأعراب قيمة عابرة لحدود الاديان

نال الأعراب نصيبهم من التقريع والقدح والذم في القران الكريم و الاحاديث النبوية الشريفة ، لانهم يمثلون تحديا كبيرا لقيم الاسلام الانسانية المدنية التي تتناقض تماما مع كل القيم البدائية الجافية القاحلة التي يؤمن بها الأعراب  والخالية من كل سمو روحي . وقد اثبتت الوقائع ان خطر الثقافة الاعرابية اشد على الاسلام من كل المؤثرات الاخرى ، لذلك ادرك  احبار اليهود ورهبان النصارى ذلك الاثر الكبير والذي يمكن ان يزعزع اية قيمة ايمانية اسلامية اخرى اذا ما استطاعوا النفخ فيه وإحيائه من جديد في نفوس الناس . وقد نجحوا في ذلك بعدما تسلم بنو امية زمام السلطة ، فأسس الاعراب دولتهم العنصرية العابرة لحدود الدين.

فاجتمع الاعراب المسلمون والمسيحيون واليهود على اصل واحد وهو العصبية القبلية ، ليقفوا خصما لدودا لكل القيم الانسانية المدنية التي اراد الدين الجديد اشاعتها بين الناس والتي جسدتها الاية الكريمة : (  يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوباً وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ ). لذلك لا نستغرب عندما يجتمع هؤلاء الأعراب المسلمون والنصارى واليهود في جبهة واحدة ضد الفرس المسلمين (لانهم ينتمون الى عنصر اخر )مثلما  وقفوا ضد الاتراك والدولة العثمانية للسبب نفسه . وهكذا نشأت الاحزاب القومية العابرة لحدود الاديان . واستمر هذا التيار منذ ان ظهرت الدولة الأعرابية الاموية الى  يومنا هذا حيث تأسيس الاحزاب الحديثة . وليس غريبا - كذلك -  ان يكون  مؤسس حزب البعث نصرانيا (ميشيل عفلق ) وأتباعه من المسلمين والمسيح واليهود وغيرهم .

ومن هنا بدأت قيم ومفاهيم جديدة تبرز في ساحة الخطاب الديني والسياسي ، منها ان (الفرس مجوس ) و( الشيعة العرب هم فرس ) لذلك فان الشيعة اخطر من اليهود لان اليهود عرب والشيعة فرس. وتأسيسا على ذلك فان الصحابي الجليل مالك الاشتر (والي الامام  علي ع ) المدفون في مصر يعرف بـ (السيد العجمي) على الرغم من انه ينحدر من اصل عربي معروف للقاصي والداني . 

هذه الثقافة التي جمعت بين يزيد بن معاوية والشاعر النصراني الاخطل والقديس يوحنا الدمشقي تحت خيمة واحدة في الماضي ، لازالت تجمع الاعراب تحت سقف قصر واحد ما بين فكر القرضاوي وبرنارد ليفي وشيوخ دول الاعراب. وهي التي دعت القرضاوي لطلب النجدة من  امريكا الكافرة ! وبـ ( اسم الرب ) للقضاء على بشار الفارسي المجوسي ! وليس على بشار البعثي العلماني.

ان هذا التيار الاموي الاعرابي وجد له انصارا ومؤيدين لثقافته الاعرابية مثل احمد بن حنبل وابن تيمية ومحمد بن عبد الوهاب وكلهم يذوب عشقا  ببني اميّة ودولتهم الأعرابية ،  في حين يوصف الامام الشافعي بانه (رافضي) بسبب حبه للرسول وال بيته الاطهار (ع). ولا يختلف اثنان حول  اجتماع هؤلاء الثلاثة على بغضهم وكرههم للصوفية  -ايضا – بسبب حبهم للرسول و اهله. تلك لمحة من القيم الاعرابية التي حذر منها القران الكريم والرسول العظيم (ص)، وما خفي كان اعظم.  




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=30632
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2013 / 05 / 05
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 28