• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : كصكوصة مقتدى الصدر .
                          • الكاتب : غفار عفراوي .

كصكوصة مقتدى الصدر

من التعريفات التي قرأناها أو سمعناها من القادة والرؤساء والسياسيين لمفهوم السياسة هي أنها فن الممكن، وهذا التعريف يشير إلى أن السياسي ممكن أن يفعل ما يشاء وما يحلو له من أجل الوصول إلى الغاية أو الهدف المرسوم من قبله أو من قبل حزبه تماشيا مع قاعدة ميكافيلي ( الغاية تبرر الوسيلة ). 

في العراق البلد الفتي والمراهق سياسياً وديمقراطياً نرى أن هذا التعريف قد تطور كثيراً، وتم التلاعب به بصورة كبيرة جداً فاقت جميع التصورات وتجاوزت كل الحدود المسموحة دولياً وعرفياً وحتى أخلاقياً! حتى بات السياسي العراقي يلعب بهذا المصطلح بما تشتهيه نفسه، وما يريده منه حزبه، وبما يوفر له العيش الرغيد، والحياة المرفهة، والعيش في قصور كبيرة، وحرس، وحمايات، وخدم، وسيارات، وتلاعب بالمال العام بلا رقيب ولا حسيب، لا من حكومة، ولا من حزب، لان الجميع مشترك في عملية الفساد وهدر المال وتقاسم الكعكة التي لا تنتهي ما دام النفط موجوداً، ومادام الحزب يبحث عن تمويل له ولإعلامه ولرواتب موظفيه وغيرها من أموال الشعب المسكين الذي يعاني الأمرين وخصوصاً أصحاب الدخل المحدود والعاطلين عن العمل فضلاً عن المتسولين الذين ينتشرون في الطرقات وإشارات المرور وقرب الجوامع والمستشفيات!

ما أثارني وأثار قلمي اليوم للكتابة هو ما شاهدته وسمعته من السيد مقتدى الصدر وهو يتحدث مع مرشحي التيار الصدري الفائزين في انتخابات مجالس المحافظات لهذه الدورة. فهذا الرجل الذي يعتبر رئيساً فعلياً للتيار الصدري بقواعده ووزراءه وأعضاءه مجالسه البرلمانية والمحلية، يفاجئنا يومياً بأفعال وأعمال لا يقدم عليها الكثير بل أغلب المتصدين للزعامة السياسية والدينية، فهو لا يفكر بالغاية التي تبرر الوسيلة وإنما يضع أمام عينيه ونصب تفكيره وأفعاله الوسيلة التي تتحقق بها أهدافه وغاياته التي دائما ما يكرر انها غاية وأهداف الإسلام والمذهب والشهيدين الصدرين.

قبل حديثه معهم قلدهم أوسمة الفوز وهي عبارة عن بدلات عمل زرقاء ليكونوا خدماً لشعبهم، لا متكبرين، ولا متجبرين، ثم قاموا جميعهم بأداء قسم ( يقسم الظهر ) أنهم سيكونون عوناً للمظلوم وسيفاً ضد الظالم وخداماً لأبناء بلدهم وحماة لدينهم ومذهبهم وفكر مرجعهم ونهجه العظيم.

حذرهم بدل أن يهنئهم، توعدهم قبل أن يسمعهم، أوصاهم قبل أن يعذرهم...

(( كلنا غير معصومين.. نحسن تارة ونخطئ تارة.. لا تكررون نفس أخطاء السابقين.. مو المهم أن ترضي قياداتك.. أرضي الله سبحانه وتعالى أولا وشعبك ثانياً.. قسما بالله العلي العظيم بالمرحلة القادمة إذا صار أكو تقصير لن اغفر إلى أي واحد منكم.. تدرون آني أقرب المقربين مني انزّل به ( كصكوصة ) .. اللي يشوه سمعة أبوي ويشوه سمعة المذهب والإسلام لا والله أشيله شيل.. وأبرأ منه .. منريد خربطة.. تنزل إلى الشعب وتعمل وتلتزمون بالقسم اللي أديتوه...)).

غريب هذا الرجل،  نعم إنه غريب في هذا الزمان المليء بالفساد، وحب المال، وحب الجاه، وحب الشهرة، وحب الفوز، وحب التسلط، وحب الكراسي، وحب النفس، وحب كل شيء على حساب الوطن والدين والمذهب.

كصكوصة عجيبة بإمكانها تغيير الوزراء وتغيير النواب وتغيير الأعضاء وتغيير مدراء المكاتب..

 إنها كصكوصة مقتدى الصدر التي أتصور إن بإمكانها تغيير العملية السياسية برمتها.

----------

كاتب عراقي

7/5/2013

Afrawi70@yahoo.com




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=30705
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2013 / 05 / 07
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 29