• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : المسخ والماسخ والممسوخ .
                          • الكاتب : خميس البدر .

المسخ والماسخ والممسوخ

عند الحديث عن المنظومة الاخلاقية لدى أي امة من الامم فلا يمكن ان نتجاوز الموروث او نقفز على الحاضر وبالتالي فنحن مسئولين عن المستقبل وكيفية تكونه او تشكيله او على الاقل الاقتراب من ملامحة ومعرفة الخطوط العامة له لاننا احد اسبابه فالجيل القادم سوف يرانا مسئولون بصورة او باخرى عن حياته وواقعه في السلب او الايجاب كما نظر قبلنا الى من سبقهم وكما نظرنا وحملنا من سبقنا بغض النظر عن الظروف الاخرى والتي تساهم في تاسيس وتكوين وترسيخ المنظومة الاخلاقية للشعوب ....ولا يختلف اثنان لما للاعلام من تاثير في تغيير القناعات او تبديل المفاهيم وفي مختلف اشكاله المقروء والمسموع والمرئي الالكتروني والمكتوب وخاصة في هذه الفترة الحساسة من تاريخ البشري كونها تحولت الى فضاء واسع ومفتوح يكون تحديد الحدود اشبه بالمستحيل ان لم يكن كذلك فالشخصي والعام الذاتي والمشاع الجميل والقبيح باعتبار امور نسبية تغيب عن الجميع تحديدها او صياغتها بحيث تاتي مسؤولية الانسان او( الدولة ) بتأسيس وتحديد واختيار ما يتفق عليه ليكون اساس وقاعدة يمكن ان يتبنى عليها الشعوب والدفاع عنها ....وهنا تاتي مسؤولية الاعلام والثقافة النخبة الواعية بحيث تحافظ على الحاضر ولا تفرط في الماضي لكي تضمن المستقبل وان لايترك المجال واسعا لعديمي المسؤولية او المبالاة بحجة التحرر والحرية الشخصية واكاد اجزم بان هذا الصراع هو صراع ازلي بين المصلحين والمفسدين وقد يغلف باغلفة معينة ومختلفة تستهوي العامة او الخاصة وبغض النظر عن مداليلها او جوهرها الاصلي فيخلط الحق بالباطل او تزوق القشور لتصدر على انها نظريات وتاريخ الانسانية مليء بمثل هذه التغيرات والحركات والتيارات والتي سادت واستملكت الارض وسكانها حتى استعبدتهم باسم الاممية والقومية والوطنية والمادية والرومانسية والدينية والتحرر والاباحية والحرية ...........وكل يدعي الخير والصلاح والحرص على الانسانية وتقدمها وياتي بادلة عليمة ونقلية وعقلية وقوالب كلام ويوجد له مدافعين ومنافحين الى ان تثبت فشلها وتراجعها وسقمها لكن بعد ان تاخذ ماخذها من الانسانية وبني البشر وتمسخ جيل اواجيال وتبقى الفكرة نائمة او مهملة حتى ياتي من يبعثها وتدب فيها الحياة وهكذا دواليك ...هذا بالنسبة للافكار الوضعية اما الفكر الديني الالهي او ما اراده الله لبني ادم فهو محفوظ ومدون وموجود في طيات الكتب السماوية ولعل خاتمها القران والمهيمن عليها المعجزة الباقية هو ما يثبت ان كل ما يريده الناس موجود بين دفتيه من علوم واخلاق واحكام وعلاقات ومفاهيم ونظريات وووووو فهو دستورا لهذه الارض ومن عليها ....لكنه ابتلي بمن يحمل هذا القران ومن فسره فابتعد منهم به كثيرا ومنه من ضيقه كثيرا ومنهم من لايعرف كنهه ومحتواه ولايفقه منه شيئا ليبقى اهله ومن حملوا الامانة اهل بيت النبي عليه وعليهم (افضل الصلاة السلام ) عدل القران وترجمانه ومن العلماء من اهل الورع والفطنة والامانة دعاة هداة مهديين ما ان ينطقوا حتى يملكون العقول وان تطفل عليهم من انصاف العلماء او دعاة العلم ووعاظ السلاطين والمخرفين والزنادقة والمتحذلقين ممن لبس ثوب الدين نكاية به واستقلال قدره واستهانة بتعاليم الدين و...لست خطيبا ولا واعضا ولا مصلحا بقدر ما انني من هذه الارض وابن هذا الوطن ومرت علي كثير من المراحل عشتها البعض بتفاصيلها ومررت على بعضها مرور الكرام شاهدت تحولات بلادي وما حل بشعبي وابنائه .....كنت من جيل اقل ما يقال عنه جيل متمرد ولحقت بجيل منقرض وتبعني جيل تائه مضيع للهوية ولا ادري في أي مستقبل سيكون بلادي غير اطمأناني بالعدل الالهي وعدم عبثيته وما هو موجود حقيقي في هذه الارض وما تعنيه المرجعية الدينية من ثقل في الواقع العراقي والعراقي والتي كانت ولازالت صمام امان واثبتت انها قادرة على قلب المعادلة مهما كانت الظروف ومهما تكن خطورتها وحساسيتها ودقتها ....نعم لم تكن التغيرات يسيره او سهلة بل جاءت بسيل من الدماء(وتضحيات جسام ) وهلاك الحرث والنسل واستباحة المحرمات والاعتداء على المقدسات حتى انتج لنا ثقافة هجينة ومزاج مسخ نريد ان نزيحه او نقلل من اخطاره شيئا فشيئا وبالتدريج بسيادة ثقافة اللاعنف والحوار وتلاقح الافكار لكن هنالك من لايرد لنا ان نعيش بقصد او بغير قصد وبعيدا عن التامر والاستغفال فاننا نحتاج الى كل طاقة ومؤسسة وجهد ومال وباب كي نطرقه للخلاص من تركة الماضي وقشور الحاضر .....رسالة الى وزارة الثقافة والى من هو في قمة الهرم ومن يسال عن كل هذا (قفوهم فانهم مسئولون ) الى قناة العرقية بصفتها قناة الدولة (شبكة الاعلام العراقي) وتتمتع بميزانية خرافية تصل الى المليار دولار من ميزانية الدولة ناهيك عن البنى التحتية في جميع المحافظات مما يؤهلها ان تلعب دور يفوق باضعاف دورها الحالي فنمطيتها ورتابة برامجها وخلطها العجيب الغريب وغيابها عن الواقع عملها عكس التيار وبمزاجية يجعل منها سكين في ظهر المشروع الوطني والسياسي فالاستهانة بالذوق العام وترويجها لثقافة غريبة والابتعاد عن الواقع الفعلي والموروث لابناء الشعب العراقي يجعلها ممن ينتج مستقبل مشوه او جيل ممسوخ يندرج تحت طاولة الانبطاح امام الافكار الغريبة والثقافات الدخيلة وصل الامر في البرامج ان تعتمد اعتماد كل على اظهار التبرج والاستهانة بمشاعر المواطن بترويج (الفحش والجنس ) لتلتقي مع وزارة الثقافة في نفس النهج في فضيحة المسرح الوطني والفرقة الالمانية بنشر التعري والاباحية كما لايخفى مامارسته نقابة الصحفيين من نشر ثقافة الاباحية واحتفالات الزوراء و(مادلين مطر ) ومافعلته الحكومة برعايتها احتفالات مشابه وافتتاح مهرجان العراق عاصمة الثقافة العربية ما هو الا انموذج صريح وصارخ ......فلا نعرف ماذا يراد من كل هذه التصرفات هذا التطاول والانتهاك والاستهانة بالثقافة والتاريح والارث والذوق العام ولماذا نلجا الى العلماء والى الدين والى الله في الشدائد والملمات بينما نحن في الرخاء هذه تصرفاتنا ....من المسؤول هل هي الدولة (بكل مؤسساتها ) الحكومة الشعب او النخب او او او ....الشعب يريد معرفة السبب والمسبب ويريد ان يعرف من يكون في دولة من وفي تبعة من ام ان يبقى الامر على ما هو عليه فان الامور ستتجه نجو الهاوية ونحو الضياع فيجب ان يوضع حد لكل الممارسات الخاطئة المقصودة والغير مقصودة وان تجرم وتحضر كل وسائل ترويجها (على الاقل عدم التجاهر بها وجعلها امور طبيعية )فعلى البرلمان والقضاء والمسئولين والمثقفين المفكرين وكل من يهمه الامر من كافة ومختلف الاطراف والتوجهات ان يعو خطورة انحراف الشباب وغياب القدوة وانكسار المثال بأعين النشيء لانه سينتج جيل مائع منحرف مضيع للهوية وستنتهي كل المراهنات فلا نستطيع ان نراهن على أي شيء فان التحدي انما يكون بقوة الارادة وبهذه الطريقة سنكون مسلوبي الارادة لاننا فقدنا شبابنا وهويتنا.....عودوا الى دينكم عودوا الى تاريخكم عودوا عظمائكم عودوا الى شعبكم تاريخكم احرصوا على حاضركم خافوا على ابنائكم اجيالكم القادمة لانهم في خطر وانتم السبب نعم تذبح الاجيال بايدي ابائها ...... 



  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=30818
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2013 / 05 / 09
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 29