• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : أين يكون موقعي من الاعراب بين مسؤولياتي .
                          • الكاتب : شهد الدباغ .

أين يكون موقعي من الاعراب بين مسؤولياتي

الأسرة المحضن الأوّل للشباب وللفتاة على حدّ سواء، وعلى مدى التربية التي يتلقاها كلّ منهما في صغره يتحدّد مستقبلهما.فإذا حظيا بأسرة صالحة رجح أن يكونوا صلحاء، والعكس صحيح.
وقد تلعب عوامل خارجية كثيرة دورها في انحراف الشباب والفتيات، لكن دور العامل الأسري في الحماية والوقاية والصيانة من أهم العوامل على الاطلاق:
قال الحق تبارك وتعالى (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلائِكَةٌ غِلاظٌ شِدَادٌ لا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ - التحريم6.
المدارس والمعاهد والمراكز التعليمية والتربوية الأخرى هي البيوت الثانية للشبان والفتيات، ولعلك تشترك معنا في الرأي إذا قلنا أنّ (المعلم) إذا كان مربياً مخلصاً، نجح في انتشال الأجيال من براثن الانحراف.
فقد يفتقد الشباب القدوة في بيوتهم لكنّهم يجدونها في مدارسهم، فإذا تمسّكوا بها ولم يتأثروا بالأجواء البيتية فقد اجتازوا عقبة كبيرة وأمنوا من تبعات الانحراف.
المراجع والعلماء والفقهاء هم آباء الأمّة والمشرفون على خط سيرها والمسدّدون لخطاها، ودورهم في حماية الشباب من الانحراف يتمثل في التثقيف المباشر بالإسلام، أو تشكيل لجان ومؤسسات تربوية مسؤولة ترعى هذه الشريحة وتؤمّن لها سبل الحماية، وتشعر أبناءها من كلا الجنسين أنّهم محطّ عنايتها ومحبّتها واحتضانها الأبويّ.
وللمؤسسات الدينية والحوزات العلمية دورها المساند في تحصين الشباب ضدّ التحديات الثقافية والفكرية والسلوكية سواء بالتعريف بالإسلام بوجهه الصحيح وبأساليب عصرية مشوقة، أو بتقديم الحلول المناسبة لمشكلات الشباب الدينية والاجتماعية والنفسية برؤية معاصرة تخلق لغة تفاهم مشتركة بين هذه المؤسسات وبين الشباب.
هناك فراغ واضح وملحوظ يعاني منه الشبان والفتيات في هذا المجال وعدم الاهتمام بقضايا وهموم وشؤون ومشاكل وآمال الشباب,عدم نزول الكثير من علماء الدين والمثقفين إلى الميدان الشبابي أوجد هوّة أو غربة , حرمت الشباب من الأفكار والمفاهيم والأساليب التي يمكن أن تحصّنهم وتبني شخصياتهم بناءً متيناً.
وردم هذه الفجوة يحتاج إلى فتح قنوات حوار، وإعادة نظر في الأساليب التبليغية والدعوية والإرشادية التقليدية، فالكثير منها بات منفراً، أو في الأقل لم يعد صالحاً للزمن الذي يعيشه الشاب فلا يستهويه، خاصة إذا عقد مقارنة بين أساليب التربية والتوعية الحديثة ذات الطرح العلميّ الذي يعالج المشاكل معالجة موضوعية تجيب على ما يدور في أذهان الشباب من أسئلة أياً كان نوعها، وبين أساليب التوعية الدينية التي ما زالت تراوح مكانها إلّا ما ندر.
تتولّى المواقع الالكترونية مسؤولية جسيمة في رصد الظواهر الانحرافية وطرحها على صفحات مواقعها الشبابية والنسوية، ذلك أنّ الأنظار اليوم متجهة إلى هذا الاختراع الذي يشدّ الانتباه ويسترق الكثير من الوقت وينافس العديد من وسائل التثقيف التقليدية.
فدور المواقع الشبابية هو جزء لا يتجزأ من رسالتها أن توجد حالة التثقيف الأوسع بالظاهرة الانحرافية وطرق تفاديها، سواء باستشارة أخصائيين أو باجراء استطلاعات للرأي، أو بالردّ على أسئلة الشباب بأبوابها المختلفة، أو إدارة الحوارات التي يشرف عليها مختصون للخروج بأفضل الصيغ وأنسب الحلول.
ما يدمي القلـــب وترهق النفــــس وتجرح المشاعــر الإنسانيـــــة , المواقع التي تلقي رواجا عندنا ويلهث الشبـــاب وراءها ويلهث الكاتب وراء الكتابة فيها لتحقيق المكاسب و الأطماع الدنيوية و إشباع أنانيتهم و نفوسهم المريضة بشهوة السُلطة و المال.!!!!!
فتاة عارية ، قصة جنسية ، قصص مثيرة ، حوادث إغتصاب ، نساء ، جنس ، أخبار الممثلات والممثليين والراقصين والراقصات  من الفاسقين والفاسقات ،القصص الغرامية المخزية وكذلك نقل الانباء عن شخص وتصديقه من دون أي تبيُّن وتروي وتمحيص والبحث عن الحقيقة ،وإصدار الأحكام عليه جزافاً وفق هذه المعطيات الخاطئة .
لقد أصيب المسلمون في هذا العصر بمحن عظيمة، وأحاطت بهم الفتن من كل جانب، واستعلن الناس بالمعاصي بلا خوف ولا حياء، وسبب ذلك كله التهاون بدين الله، وعدم تعظيم حدوده وشريعته، وغفلة كثير من المصلحين عن القيام بشرع الله، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
كان الرسول صلي الله عليه وسلم يتحدث عن زمن الفتن ويقول يبيع المرء دينه بعرض زائل من الدنيا ، والآن يبيع المرء دينه ويكتسب عشرات الآلف من السيئات دون مقابل!
يقول المولى سبحانه فى كتابه العظيم( إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَن تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لَا تَعْلَمُونَ (19) سورة النور
الفاحشة:
أي الأمور الشنيعة المستعظمة،ما ينفر عنه الطبع السليم، ويستنقضه العقل المستقيم.
المتأمل في الآية الكريمة يلاحظ أن الله سبحانه وتعالى لم يقل (الذين يشيعون الفاحشة )،بل قال:(الذين يحبون أن تشيع الفاحشة )أي حتى لو على مستوى حب إشاعة الفاحشة فإن الله توعد من يحب هذا العمل القبيح بالعذاب الأليم في الدنيا والآخرة ،مما يدل دلالة قاطعة على أنّ الله سبحانه أولى لهذا الأمر أهمية قصوى لعظيم خطر هذا الفعل القبيح على المجتمع فمثله كمثل السوسة التي تنخر الشيء فتجلله خواء هشاً ضعيفاً،وبما أن الإنسان مخلوق اجتماعي ،فالمجتمع البشري الذي يعيش فيه له حرمة يجب أن لا تقل عن حرمته الشخصية وطهارة كل منهما تساعد على طهارة الآخر،وقبح كل منهما يسري إلى صاحبه،وبموجب هذا المبدأ كافح الإسلام بشدة كل عمل ينشر السموم في المجتمع ،أو يدفعه نحو الهاوية والانحطاط ولهذا السبب حارب الإسلام – بقوة – الغيبة والنميمة ،لأن الغيبة تكشف العيوب الخفية وتسيء إلى حرمة المجتمع .
أن مجرد حب إشاعة الفاحشة يؤدي بصاحبه إلى وقوع العقاب الأليم عليه في الدنيا والآخرة. ونلاحظ أن الله ـ تعالى ـ لم يقل بأن عقوبتهم بالعذاب فقط وإنما وصفه بالأليم، ولن نستطيع أن نتخيل أبداً مدى ألم هذا العقاب، ومن ثم علينا ألا نستخف به، ونراه هيناً وهو عند الله عظيم، كما أن هذا العقاب لا يتوقف على حياة واحدة في الدنيا، بل يمتد إلى الآخرة ليشهد عقابه الأليم أهل القيامة، ويظل ينتظر الأمل بشفاعة قد تنجيه من هذا العذاب؛ فأي شؤم يطال محبي إشاعة الفاحشة بين الذين آمنوا في الدنيا والآخرة، وهو يتقلب في عذاب أليم قاده إليه قلبه لمّا أحب ما أبغض الله!
إذا كان ما سبق من عقاب أليم إنما خصص لمن أحب بقلبه إشاعة الفاحشة؛ فكيف بمن ساهم في نشرها بين الذين آمنوا بكل قوة وبذل مادي ومعنوي، ورصد لذلك الجوائز المغرية، والمسابقات الملفتة للنظر بفحشها ومجونها، وهيأ الأماكن المترفة، ونشر الصفحات والمجلات المتعددة، والمواقع المشبوهة، في تسابق محموم بغيض حاقد؟ فكلما ظهرت قناة تبعتها قنوات أخرى، وكلما أنشئت مجلة ماجنة نافستها مجلات على النهج نفسه، وكلما سطَّر قلم مجوناً وفحشاً تنافس معه متنافسون، وكلما ظهر صاحب فحش من الجنسين في أي مجال شيطاني؛ قام شياطين الإنس ببعث المئات من أمثالهم، وأصبح هؤلاء هم النجوم التي يهتدي بها بعض شباب المسلمين في حياتهم ليزدادوا ظلاماً وتيهاً.
الافتراءات والتهم:
من الأمراض المستشرية في المجتمعات على وجه العموم ، والتي لها الأثر الأكبر في إذكاء نار الفتنة وبث سم الكراهية والضغينة في القلوب،هو مرض (قالوا)والذي نعني به نقل النبأ عن شخص وتصديقه من دون أي تبيُّن وتروي وتمحيص والبحث عن الحقيقة ،وإصدار الأحكام عليه جزافاً وفق هذه المعطيات الخاطئة وهذا مما حذر منه الله سبحانه وتعالى في قرآنه الكريم حيث قال :( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَىٰ مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ) وعليه تكون النتيجة الحتمية لتصديق النبأ من دون تبين وتمحيص وتحري عن الصحة هي الندامة بعد إصدار الأحكام الخاطئة التي بُنيت على تلك الأنباء الخاطئة ،وهذا ثابت منطقياً،حيث أنه إذا كانت مقدمة القضية خاطئة فالنتيجة حتماً تكون خاطئة وهذا لا يختلف عليه اثنان عاقلان .
المتأمل في الآية المباركة (إذاجاءكم .....)وصفت الناقل للنبأ\"بالفسق \" ووصفت المتلقي الذي لا يتبين ولا يتحرى الصدق ويصدّر الأحكام جزافاً بأن عمله هذا\"جهالة\"
وأنّ مآله إلى الندامة ،وماذا تفيد الندامة بعد إصدار الأحكام الخاطئة على شخص بريء وتشويه سمعته واستغابته وبهتانه وإسقاطه من المجتمع ،وقد قيل قديماً(ترك الذنب ولا الاستغفار)،وقد يرد علينا وماذا لو كان ناقل الخبر مؤمناً،نقول أنَّ كونه مؤمناً لا يعطيه حصانة في نقل الأنباء العارية عن الصحة بأن تخرجه من حد الإيمان إلى حد الفسق ،لأن نقل الخبر عن شخص بما يكره والتحدث عنه بغير ما فيه غيبة وبهتان وهذان ذنبان من الذنوب الكبيرة التي تخرج المرء من حالة الإيمان إلى حالة الفسق ،لأن الغيبة فسوق والبهتان فسوق والتهمة فسوق والكذب فسوق وهكذا.
قال تعالى :
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيراً مِّنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ وَلَا تَجَسَّسُوا وَلَا يَغْتَب بَّعْضُكُم بَعْضاً أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَن يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتاً فَكَرِهْتُمُوهُ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَّحِيمٌ }الحجرات12،كما أن التحدث في مالا يعني المرء لغو واللغو ليس من صفات المؤمن (وَالَّذِينَ هُمْ عَنِ اللَّغْوِ مُعْرِضُونَ) ،إنّ تحدث الإنسان في ما لا يعنيه مدعاة لقسوة القلب،وهذا له مدخلية وشأن في عدم حضور القلب في الصلاة ،ولهذا السبب ولغيره نرى أن صلاتنا لا تنهانا عن الفحشاء والمنكر فتأمل.
وفي حديث  عن محمد بن الفضيل قال :قلت للإمام موسى بن جعفر الكاظم(ع)جعلت فداك الرجل من أخواني بلغني عنه الشيء الذي أكرهه فأساله عنه فينكر ذلك وقد أخبرني عنه قوم ثقات؟،فقال الإمام(ع) لي:(يامحمد كذّب سمعك وبصرك عن أخيك المؤمن ،وإن شهد عندك خمسون قسامة،وقال لك قول فصدقه وكذبهم ولا تديعنَّ عليه شيئاً تشينه به وتهدم به مروءته فتكون من الذين قال الله عز وجل:( إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَنْ تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ ۚ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ)،وقال أبو عبد الله الصادق (عليه السلام): (من روى على مؤمن رواية يريد بها شينه وهدم مروءته ليسقط من أعين الناس أخرجه الله من ولايته إلى ولاية الشيطان فلا يقبله الشيطان) .
اذا\" :
من ينشر الفسق (الغيبة والنميمة والبهتان والتهمة ) هل يدل على ما يرضي الله !!!
من ينشر المواقع الجنسية و ينشر القصص الخالعة ومن يرسل الصور الجنسية عبر الشات وعبر الايميلات الى بنات وشباب المسلمين هل يريد صلاح وخير ؟؟؟ من ينشر أرقام البنات هل يبتغي وجهه الله في هذا العمل ؟؟؟ من تخرج للقاء شاب هل خرجت في غزوه وجهاد ؟؟؟ من يدنس شرف بنت مسلمة من اجل شهوته هل قدم انتصار غالي للإسلام ؟؟؟ من يفسد أخلاق البنات عبر الجوال والإنترنت والهاتف( ومصائب كامرة الجوال) هل يريد نصرة الإسلام ورفعته ؟؟؟ نذكر قول الحق تبارك وتعالى : إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُوْلَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولًا - الإسراء ,36 .
ختاما ,, تبقى مسؤولية الشباب عن نفسه في حماية نفسه من الانحراف من أهمّ المسؤوليات، فقد لا تنفع الدوائر الأخرى في حمل الشباب على الإقلاع عن ظاهرة إنحرافية معيّنة، لكنّ الفتيان والفتيات – بما أوتوا من همّة عالية – قادرون على الوقوف بوجهها إذا تنبّهوا إلى مخاطرها الحاضرة والمستقبلة، ذلك أنّ الشاب وحده الذي بيده قرار الاستسلام للانحراف والانسياق مع المنحرفين، وبيده وحده قرار الممانعة والمقاومة ورفض الضغوط أو الإغراءات التي يلوّح بها الانحراف.




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=3088
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2011 / 02 / 05
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 29