التأمل هو احدى الطرق العملية لتهدئة الافكار الداخلية للسماح لنا بالشعور بحقيقتنا الطبيعية وهو أسلوب لتغيير السلوك تجاه الحياة . هذا الاسلوب والتغيير ينشأ من داخل قرارة الانسان ، ايضا هو تبصر وتفهم للخبرات والتجارب الداخلية والخارجية.قد يتأمل إنسان شيئًا، يعنى أنه يمعن النظر فيه، يدقق يفحص، يحلله، يرى ما أعماقه. التأمل إذن هو الدخول إلى العمق، سواء في عمل الفكر أو عمل الروح. وهو الوصول إلى لون من المعرفة، فوق المعرفة العادية بكثير، هي معرفة قد تكون فوق الحس. معرفة جديدة عليك، مبهجة لروحك، تجد فيها غذاءً ومتعة روحية. من خلال تفتحّ العقل والقلب والروح لإستقبال هذه المعرفة ، هنا نلاحظ ان التأمل يحتاج لظروف معينة وخاصة ،يحتاج السكون والهدوء، والبعد عن الضوضاء التي تشغل الحواس، وبالتالى تشغل العقل وتبعده عن عمل الروح.. اذن فالتأمل يزداد عمقًا، كلما تحررت الحواس من الشغب الخارجى، وكلما تحرر العقل من سيطرة فكره الخاص لكي يستقبل ما تعطيه الروح. ويساعد على التأمل: الرغبة في الفهم، والسعى إلى العمق..وللتأمل مجالات عديدة قد يكون في الخليقة وقدرة الله تبارك وتعالى والطبيعة، والتأمل في السماء والملائكة، وفي الموت والدينونة وما بعدهما. وأيضًا التأمل في الأحداث، وفي سير الأبرار، وفي الفضيلة عمومًا،
إن الإنسان الروحى يستطيع أن يتخذ من كل شيء مجالًا للتأمل. ويمكن أن يستخرج من الماديات ما تحمله من دروس روحية.إن جسم الإنسان بحد ذاته هو مادة كافية للتأمل وأنه مجال واسع للتأمل.
فهو ليس مجرد فكر، إنما هو خلط الفكر بالقلب، وترك العقل كمجرد أداة من الروح. ثم تبتهل الروح لتأخذ من الله ما تعطيه للعقل... فلا تقف يا أخى في تأملاتك عند مستوى العقل
التأمل ليس ضد العمل أو الفعل وهو ليس الهروب من الحياة بكل بساطة هو يعلمك طريقة جديدة للحياة .
أنت لست الفاعل أنت المشاهد هذا هو سر التامل وهو جوهر قلب التامل وهو المشاهدة من خلال كينونتك.كل ماتفعله هو تأمل ،التأمل يقال له علم وفن وموهبة بدون تناقض علم لان هنالك تقنيات محددة تحدث نتائج محددة وهو فن وموهبة مثل السباحة تظهر بعد التجربة ، التأمل ظاهرة طاقية وهذه الطاقة تتحرك بقطبية مزدوجة توازن نفسها وهو أن تكون طفلا مرة اخرى.
كل شيء في الحياة يمكن ان يصبح مادة للتأمل أكلك ، شربك ، حديثك كتابتك ،قرائتك
لابد لنا من التأمل في كل شيء لاننا نحتاج الى راحة فمن خلاله يمنع التوتر من الدخول إلى الجسم ويطلق التوتر المتراكم داخل الجسم .
ولنسأل انفسنا هل نسعى للهدوء، راحة البال، الابتهاج، الصحة السليمة، طاقة أكثر، علاقات إيجابية، و الشعور بالإنجاز في الحياة؟ هل نرغب في التخلص من التوتر والقلق؟ يمكننا أن ننعم بكل هذه الفوائد وأكثر من ذلك بكثير، بواسطة التأمل. التأمل يقدم فوائد لا تعد ولا تحصى للجسد والعقل والروح. الراحة التي تحصل عليها في التأمل هي أعمق من أعمق نوم,. كلما استرحت أكثر، أصبح نشاطك أكثر ديناميكية.
العقل يصبح جديدا، مرهفا وجميلا.ومع الممارسة المنتظمة للتأمل ايضا يتناقص القلق
يتحسن الاستقرار العاطفي و يزداد الإبداع وتزداد السعادة ويتطور الحدس وتحظى بالصفاء الذهني وتحصل على راحة البال والمشاكل تصبح أصغر حجما قبل أن تصل إليك .
التأمل ينظفك ويغذيك من الداخل ويهدئك، كلما شعرت بالقهر، عدم الاستقرار، أو الانغلاق العاطفي. فعندما تتأمل تكون في فضاء متسع، هادئ، وأنت تطلق ذبذبات معينة. أنت تجلب الانسجام إلى داخلك، وتؤثر في طبقات الكون الخفية أيضا وكل خلية في جسمك لديها القدرة على الاحتواء اللامتناهي.ومن خلال الممارسة المنتظمة للتأمل، يمكنك أن تدرك هذه القوى الكامنة، التي وهبتك إياها الطبيعة.
عندما تضم التأمل إلى حياتك اليومية، فسوف تبزغ حالة الوعي الخامسة وتسمى الوعي الكوني وهو أن تعي الكون بأكمله كجزء منك.عندما تعي الكون بأكمله كجزء منك، فإن المحبة تتدفق بقوة بينك و بين العالم. هذه المحبة تقويك على تحمل القوى المعارضة والاضطرابات في حياتك. الغضب وخيبة الأمل تصبح عواطف سريعة الزوال، تظهر مؤقتا ثم تتلاشى. أنت تبدأ تعيش في "اللحظة" وتتخلى عن "الماضي .احتشاد المعرفة، الفهم والممارسة يجعل الحياة كاملة. عندما تصل إلى حالات الوعي العليا، فإنك تصبح جميلا وقويا في نفس الوقت زهرة ناعمة، رقيقة و جميلة تكون قادرة على التكيف مع قيم مختلفة في الحياة بدون أية شروط .
هل فكرتم بأن تجربوا هذه العبادة المنسية وهي عبادة التأمل ، التأمل في خلق الله والتي لايمكن احصاء فوائدها ،ربما يعجب المرء عندما يطلع على نتائج دراسات استمرت عشرات السنوات على التأمل ، فهو علاج وشفاء وعبادة رائعة .
من هنا نوجه دعوة لنتأمل سوية وبنظرة جديدة وراقية للحياة ولكل ما حولنا وبأجواء صافية وهادئة لنعيش أحلى وأجمل حالات الاسترخاء.