• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : ثقافات .
              • القسم الفرعي : ثقافات .
                    • الموضوع : من كلثوميات السَّمر "أغار من نسمة الجنوب"..! .
                          • الكاتب : د . سمر مطير البستنجي .

من كلثوميات السَّمر "أغار من نسمة الجنوب"..!

 

لولا انه قَدر عليّ مقدّر...!

ولولا انه حَرام ومحرّم...!

لوددتُ يا عديل الروح أن أتعلّم من فنون السِحر شيئا لأُنسيكَها ؛ تلك المحظوظة بعشقك ،المحتلّة لقلبك ، الساكنة في حرفك.. تلك التي اجتبتكَ اليها عُمرا فأحللتَ فيها كبائر العشق وما خلاها لديكَ هَباءا ليس يُذكر...

فيا ليتك تُدرك يا أبهى أمانيّ كم أتعذّب من هوىً يُشغلك عنّي ويدنيك منها أكثر، فكلما ازددتَ منها اقترابا، اشتعلتُ أنا أكثر وأكثر.

فطوبى لربىً هي لك سماء وانتَ فيها القمر...

وهنيئا لوردٍ يُهديك من شذاه شذاً كلما حلّ السَحر...

فليلها في عينيكَ مرمر.. وفجرها في خُلدكَ عنبر...وكل شيء في أرضِها يُبهجكَ ويُغريكَ ويُسكِر...

فكم أغار منها ...!

كم أغار من شمسها من قمرها، من نهارها من فجرها ، ، من زهرها عطرها شروقها غروبها ..وكم تغيظني نسماتها الجنوبيّة وهي تراقصكَ في إيقاع مُثير،وتدنو لتعانقك بلهفة، ثم تندسُّ بخفّةٍ الى عُمقكَ كما العطر لتفتِن وتُبهر... وفي بحورعينيكَ تُسافر وتُبحر... 

فيا ليتني كنت ريشة في مهبّا ،أو فراشة في سديمها...يا ليتني كنت في أديمها قطعة سكر..أو في غيمها حبّة مطر... ومنك وقتما أشاء أدنو ،واليك وقتما أشاء أعبر...!

يا ليتني كنت ذرة حرّة تَمورُ في عَجاجِها ..فلربما أحببتني مثلما أحببتَها، ،أولربما أحببتني أكثر.. 

فيا أبهى أمانيّ...!

احبك مثلما هي تحبك..

وحتى أني أُشبهها ؛ وأكثر..

فعطري كعِطرها ،ما زال اليكَ يسعى في جنونٍ وشَغب..

وبي من سمائها شَبه ،فحروفي نجوم وقصائدي شُهب ..

وشتائها يشبهني ،فكلما اشتعل رأسها شيبا تلظّت مفاصلي بلا لهب..

وأنا كطيرها ؛ ما انفكّ يطارد غيماتها الشاردات  ليقتفي آثار العمر المطرود من عمره وقت اغترب....

وعميقة أنا كبحرها، نقيّة كمائها ،شامخة كسمائها ،رقيقة كطلّها.. غير أنك نَسيتَني واجتبيتَها ...

والآن ..!

ما عدت أُطيقُني بدونكَ..اني أتيتكَ هاربة من بلاد الصقيع الى بلاد الشمس ،أتيتك بمعطف الزُهد لأنتَبذ لي منك مكانا جنوبيّا..وخلعتُ نعليّ في أرض الماضي ووطئتُ أرضك حُبّاً... 

فاقتسم لي يا أنيسَ الروح بعضا من حظِّها..واعطِني بعضاً مما أعطيتَها..وهَب لي حبّا ووفاءا ،شِعرا وهياما مثلما وهبتَها،  واصبر عليّ قليلا حتى أُزهر مثلها...

فإني أخشى يا أبهى أمانيّ أن تُطوّحني هبّات النَوى ، ثم تُصفّق على قبري إذا ما قضيتُ نَصرا..

أخشى أن تأخذكَ الحوريات القادمات إليكَ عَبر الهَبوب قَسرا...

أخشى أن تأخذك مني تلك الجنوبيّات قَسرا .. 

 


كافة التعليقات (عدد : 4)


• (1) - كتب : د.سمر مطير البستنجي ، في 2013/06/25 .

إنما الحُسنُ هو تذوقكَ للحروف وإدراكك للمعاني أيها المجروح..
شكرا يا عريق.

• (2) - كتب : المجروح ، في 2013/05/22 .

احسنت وابدعت يا دكتوره فكلماتك تدخل القلب وتلامس المشاعر

• (3) - كتب : سمر مطير البستنجي ، في 2013/05/19 .

هو ليس إبداعا أو تفرّا أيها المجروح:
فــ وقت ترحل الشمس بوهج العمر !
تتعاطف الضّاد معنا،
وتخلّد الحروف أوجاعنا
وقبور الورق تشهد...
تلك هي القصّة التي تنجب أفراد حكايانا...


اما لهذه البشريه ان تقدم انموذج حب صادق لا يشوبه لوعه او فراق؟؟
في هذا الزمان أيها المجروح لا أظنّ،
لا أظنّ.



• (4) - كتب : المجروح ، في 2013/05/19 .

ما اروع كلماتك النابعه من حسك المرهف والمامك بمفردات العربيه يا دكتوره ولكن يبقي سؤال من زمن التعقل اما لهذه البشريه ان تقدم انموذج حب صادق لابشوبه لوعه او فراق؟؟



  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=31141
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2013 / 05 / 16
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 29