أليس لي ملك مصر الذي خوله الدستور لي؟
بسم الله الرحمن الرحيم

(وَلاَ تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُواْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاء عِندَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ) آل عمران /169.
(إِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً ) الأنبياء/92 .

(وَلْتَكُن مِّنكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُون) آل عمران/104.
(فَاخْتَلَفَ الأَحْزَابُ مِن بَيْنِهِمْ فَوَيْلٌ لِّلَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْ عَذَابِ يَوْمٍ أَلِيمٍ) الزخرف/65.
 
إن أفضل درجات الموت هو الإنسان الذي مات شهيدا فمن هو الشهيد ؟ يعتقد بعض الناس أن الشهيد هو الذي قتل في معركة حربية دفاعا عن دين الله والوطن فقط ، ولكن الشهادة في سبيل الله لها طرق كثيرة غير القتال في سبيل الله وهاهو سيدنا رسول الله صلى الله عليه وآله و سلم يحدد للناس من هم الشهداء في الأحاديث التي رويت عنه :
 
وقال الرسول صلى الله عليه وآله و سلم (( للشهداء عند الله ست خصال ، يغفر له في أول دفعة من دمه ، ويرى مقعده من الجنة ويجار من عذاب القبر ، ويأمن من الفزع الأكبر ويوضع على رأسه تاج الوقار الياقوت منها خير من الدنيا وما فيها ، ويزوج باثنتين وسبعين زوجة من الحور العين ويشفع في سبعين من أقاربه (( فاللهم أمتنا شهداء .... وأعطنا ثواب الشهداء وارزقنا الشهادة)).

أن الشهيد هو من سقط ضحية الظلم الذي يمارس عليه من أجل دفاعه عن قضيته فايرئ إن القضية واجب أن يقاتل من أجل تحقيقها فأما النصر أو الاستشهاد....
الشهيد عندما يسقط في ساحة المعركة يكون شهيدٍ وعندما يكون في أمان الله في بيته أو مكان عمله فيسقط قضاء الله عليه فتكتب له الشهادة بأذن  الله.

أن المبادئ والقيم إذ لم تطبق على أرض الواقع ويحس بها غيره فلا داعي من وجودها ولا داعي أيضاً لكي نحتضن أفكار أشخاصاً يدعون بها.

وهؤلاء الضحايا الذين سقطوا الواحد تلوا الأخر  في تونس ومصر وفي بعض الدول الأخر التي لم يعلن عنها!،سقطوا شهداء وضحية لأنهم تميزوا وأتقنوا عملهم  لتعبير عن الحرية التي منحها الله سبحانه وتعالى للإنسان .. فيجب على الجميع أن يكون يداً وأحد لمكافئتهم.
فما ذنب هؤلاء ؟، هل لأن أحدهم خرج على الملء ليقول الحق ويعبر عن رأيه ومعلناً للجميع برحيل من ظلمهم!  من أجل الحق فيجب أن يكون ضحية بعد نهاية التعبير مباشرتاً ، هل عقودهم الدكتاتورية تفرض عليهم  السكوت والذل ؟ أليس كلنا  نعمل من أجل الحرية ورفع الظلم؟
فما ذنب الضحية الذي سقطت بنيران الرصاص الحي من قبل أزلام  الرئيس وفي مناطق القصف المباشر له بدل أن يكرمه قصفه بقرار تعسفي ظالم يحجز حرية الإنسان ويستعبده ، فأعلم مني يا سيادة الرئيس ...! أني أعلمك أن كنت غافلاً لا استعباد بعد ثورة 1952م وتلاحم يوم اتحاد الشعب في عام 1956م  يوم تلاحم الحق والعدالة .

وأنت يا مبارك هل تتصور أنت فرعون؟ ومن تجعل من نفسك ألهاً ؟ وتقول : تقومون بالثورة قبل أن آذن لكم؟ كما قال فرعون للسحرة عندما سجدوا لله وأسلموا؟ ما بالك ؟ تريد أن تجعلنا سخرية القدر من أن نضحك بذل أن نبكي حالنا ووضع أمرنا في يد أشخاص جاهلة الأمر فلأول مرة نسمع !ويكتب الزمان هذه السخرية ! تخرج عبر خطابك التلفزيوني وتسرد ما يحلو لو لك ! وتريد أن تتسلط  مرة أخرى على رقاب الشعب رغم سماعك الحق وهم يقولون أخر يا مبارك ! ما بالك هل تريد أن تسفك دماء الشعب بأكمله ؟ كما فعل المقبور صدام وغيره من الفاشيين مثل الرئيس اليمني وغيره في المنطقة الشرقية عام 1980ـ1981م وقتلوا عشرات الألف من الشعب العزل؟ هل تريد أن تعملها كما فعل الشاه في عام 1979م في يوم الجمعة السواد لقتله الألف ؟ ما بالك لا تذهب ؟  من أجل
  متمسك بالكرسي كما تتصور ! أنت سقطت أما الشعب والقانون والعرف اصحي يا مبارك فتنحى بقرار ينهي دورك وأذهب مكرماً قبل أن !! يتغير صبر الشعب والعالم !

هل هذه هي حرية كما تعرفها أنت؟ أم استعباد الإنسان ، فمنذ استلامك في أكتوبر1981 م  فانتهاكات لحقوق الإنسان في مصر وتحرض رؤساء دول عربية أخر بأن يظلموا شعوبهم؟  تتوالى  ، هل يجب أن يدفع شباب الغد هذا الثمن للوصول إلى غذهم المشرق ، فهل إيمانهم بالقضية يجعلهم غصب عنهم شهداء أم لأنهم خرجت منهم تصرفات صادقه تعكس حقيقة تمسكهم مصر الغد ، ونطقوا بكلمات منادين بحريتهم فكانت واقعها على  سيناريو  حبك للوطن؟ وأن صوت الشعب أقوى من القنابل التي يرمي بها بلطكيتك على الشباب والنساء والأطفال في جميع مدن مصر ، أم إن تميزهم على شاشات الغد ونجاحهم المتواصل والملموس جعلهم هدف واضح لصواريخ قراراتك عبر الإذاعة !
أن كانت مؤسسة الإذاعة إعلامية مستقلة والذي سعى لتكون هكذا هو الغد فلماذا يدنس  أزلامك هؤلاء ما سعى من أجله الكذب لماذا وفي كل يوم يسقط شهيد في هذه المؤسسة من الإعلاميين المتألقين لأسباب غير معروف ! فلا يوجد حتى اليوم من يردع هذه الصواريخ الموجه لأمال وطموح وإرادة الشباب المبدع !!

فأين حزبك الذي يضم الشباب أين هي ، أين هي التي تنادي بأنها تملك أكثر من 70 % من عبر القنوات أين هي سيدة مصر الأولى وسيد شباب مصر؟ والذي أوليتهم أمر الشباب ؟، أحلام يرسمها أمينها بكلام ممزوج بالعسل فلا يملك لنا إلا الكلام ، فهل ترجو من الله أن لا يفيق الشعب من أحلامه؟ وحقيقة وقع عليك واقع كبوس مريع ، كيف لا! وأنت مستهزأ بالشعب والوطن والاقتصاد الوطني ؟ وبما يحدث لهؤلاء الضحايا ؟ الشعب كله اليوم وشبابه يأكل بصحن واحد .. فكيف سيصمد الشباب المناضل وهم يعلمون بأن رئيس مخلوع وأن الشعب والشباب
يجد كل شيء يستند لستمرار عليه لكي يستمر في الإبداع ، فهم بين فكين إحداها التنحي والفك الأخر الرحيل .. فلا  تهمش في أجسادهم بدون رحمة ولا شفقة "فلا عجب من يوماً ترقص فيه الكلاب على جثت الأسود ".
ضحية يقصف بقرار لأنهم قدموا لتعبر عن رأيهم فيك وفي نظامك من أجل مصر الحبيبة  !...
عذراً يا شباب فلقد أفرغت ما في جعبتي فأرجو منك العفو مجدداً .. . وللحديث دائماً بقية ولكن نرجو بأن لا يكون الشباب ضحية . ويداً بيد والمرجو أن لا يخونكم صبركم وأصبر لان للصبر عاقبة محمودة الأثر مسلمين ومسيحيين ويهود وكل من هو على أرض الوطن من عقائد
لأن الله سبحانه وتعالى يخاطب الجميع بقوله : (إِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً ) الأنبياء. ومرة أخر يداً بيد وما النصر إلا من عند الله والله خير حافظ وهو أرحم الراحمين.
المحب للحرية
behbahani@t-online.de