• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : ثوارنا آكلي الأكباد .
                          • الكاتب : رسول احمد .

ثوارنا آكلي الأكباد

إيه.. يا سيد الثوار !! اليوم أنت تكتب صفحة جديدة في سجل الحرية ،حرية طالما تغنينا بها وحلمنا بها من أرصفة الدكتاتوريات الى شواطئ الديمقراطية ،اليوم وأنت تلوك أكباد إخوتك في الوطن بأضراس الحقد ، وتمزق أجساد الأطفال بأنياب الانتقام تقول للعالم اجمع : إن ربيع الدم قادم ، فقد تساقطت قيم الحرية وشعارات التضحية ، اليوم نحرق كل كتب النضال ، لنؤسس منهجا ثوريا جديدا يقوم على نبش القبور وتفجير الآثار ، وتقطيع الرؤوس ، منهج يقوم على حراثة الدول بفؤوس التدمير ، وإزالة كل مظاهر الحضارة الكافرة .
إيه.. يا سيد الثوار !! كم عظيم وأنت تمضغ الكبد البشري ، والدماء تصبغ شفتيك ،نحن امة نركع للجزارين ،ونتوج المتوحشين أبطالا في أسواق جبننا التراثي ..
يا رافع راية الثورة ما أعظم يداك وهما تمسكان ببقايا أحشاء إنسان طالما قضيت معه اوقاتا ومصيرا وخبزا ووجعا ، ترى كيف كان طعمه ، لما كنت تبتسم ، هل هي ابتسامة المنتصر أم المستمتع ، لماذا تأكله نيئاً الم يكن أفضل لو كان مطبوخا ؟ هل في الأمر سرا صحيا أم فتوى من فقه التوحش ؟؟ أم أردت أن تسجل فلما وثائقياً لأكثر المفترسات على الأرض وحشية لفضائية نشنال جيوغرافيك ؟.
إيه.. يا سيد الثوار !! لقد أعلنت للعالم اجمع إن مرحلة الإرهاب انتهت ، ولت والى غير رجعة ولقد بدأت مرحلة التوحش ، فأنت اليوم قنبلتنا النووية التي نهدد بها جميع سكان الأرض ،ألسنا أصحاب مشروع ثقافة الإرهاب ! اللعنة أي سلاح نووي !! انه سلاح الجبناء يجعل البشر يتلاشون في لحظات ،أما سلاح ثوارنا الأبطال فهو أن تؤكل الضحية وهي حية ،لتعيش وجع مصيرها كما نعيش اليوم وجع الأمة ، انه التوحش الذي نعيد به رسم خارطة الانتقام الى بدائية ولت ، ونبدع بربيع ثورتنا ملحمة الحقد والكره .
يا سيد آكلي الأكباد !! على ماذا ستربي جيلنا القادم وأنت رمز ثورتنا ومستقبل حريتنا ، على الذبح وقطع الرؤوس ، أم على هواية خلع العيون من الأطفال ، أم على اغتصاب نساء الحي والجيرة باعتبارهن سبايا وإماء وجواري ، أم ستفتح جامعة لجهاد المناكحة ، أم ستطبقون نظريتكم الاقتصادية الثالثة التي تقوم على الغزوات المحلية وبيع الجواري الى سادة البترول .
أنت يا سيد الثوار ، يا آكل الأكباد المغوار ، سننحت لك تمثالا في قلب دمشق .. ودعني أبشرك بأنك ستكون يوما ملكا لأمة العرب ، لان التاريخ يعيد نفسه ، وقد تكونوا مؤسسا للجزء الثاني من سلالة ملوك آكلي الأكباد وقاطعي الرؤوس ونابشي القبور .



  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=31187
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2013 / 05 / 17
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 04 / 20