• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : الفرق الإسلامية: المفوضة .
                          • الكاتب : السيد يوسف البيومي .

الفرق الإسلامية: المفوضة

يعود تأسيس هذه الفرقة إلى القرن الهجري الأول وقد نشأت فرقة "المفوضة" بمقابل الفرقة "الجبرية" من جهة، وأيضاً فإن فرقة "المفوضة" كانت قد نشأت أيضاً مقابل فرقة "المشبهة" من جهة أخرى، ولذلك اشتهرت فرقة "المفوضة" بأمرين الأول بمقابل عقيدة "الجبر"، والثاني بمقابل عقيدة "التشبيه"، وإليكم التفصيل:
الأول: هو عدم اسناد أي من الأعمال والأفعال التي يقدم عليها البشر إلى الله عز وجل بأي وجه من الأوجه، ويقولون: بأن العباد لهم الفعل التام والمستقل في جميع شؤونهم وخياراتهم، وليس لله سبحانه وتعالى مدخلية في وجود هذه الافعال سوى إحداث القدرة، ويستطع الله عز وجل من أن يمنع نفوذ إرادة العبد إذا شاء.
وقد أراد أصحاب هذه الفرقة من أن يتحفظوا على عدل الآلهي فقاموا بسلب السلطان عنه والعياذ بالله، ولكن هذا الاعتقاد وكما أشرنا سابقاً هو بمقابل "الجبرية" الطائفة الذين أراد أصحابها التحفظ على السلطان الآلهي فقاموا بسلب العدالة عنه والعياذ بالله، فوقعت الفرقتين بين إفراط وتفريط..
الثاني: واشتهرت أيضاً بصرف الألفاظ القرآنية والحديثية عن ظاهرها، مع عدم التعرض لبيان معناها وما هو المراد منها، بل يتركون ذلك ويفوضون العلم به إلى الله عز وجل، عن سبيل القول:"الله أعلم بما يريد".. وهذا هو التفويض بالصفات الآلهية..
والتفويض في الصفات عند هؤلاء يعود للتالي:
الاعتقاد بأن ظواهر النصوص كالصفات السمعية والبصرية يقتضي فيها التشبيه، وعلى سبيل المثال حين يصف الله عز وجل نفسه بأنه:{السميع البصير}. فلا يعقل عند هؤلاء أن يكون لها معنى معلوم وإلا سيتم إضافة صفات المخلوقين إلى الله عز وجل، وبالتالي فإنه يتعين نفي التشبيه ومنع التأويل بها، وتفويضها لله عز وجل فهو الأعلم بحاله.
ولأن هذه المعاني الواردة في الصفات الآلهية هي نصوص مجهولة للمخلوقين، ولا سبيل لمعرفة كنهها ووقوف على حقيقتها، وهي مما استأثر الله بها في غائب علمه، ولا يستطيع أحد أن يعرف المراد منها، ولا يمكن تأويلها حتى لا يتم الاستناد لفهمها بالعلوم العقلية، ولا يمكن في ذات الوقت أن يشبوهوا هذه الصفات الآلهية بالصفات البشرية، فإنهم يسكتون عنها ويفوضون الأمر بها إلى الله سبحانه وتعالى نفسه.
وفي النتيجة حيث أن أصحاب هذه الفرقة أرادوا أن يهربوا من التشبيه وإضافة صفات المخلوقين إلى الخالق إلا أنهم وقعوا في نفي الصفات الآلهية عن الله عز وجل بشكل من الأشكال..
وأردوا أن يهربوا من الجبر الذي يلزم منه القهر ونفي العدل عن الذات الألهية فوقعوا في سلب السلطان عن الله عز وجل..
وأخيراً، إن القواعد التي انطلقت منها هذه الفرقة لكي لا تقع بما وقعت بها سائر الفرق من عقائد فاسدة سرعان ما وقع بها "المفوضة" والتحقوا بركب التيه والضلال..
ومن هنا، فإننا نتوجه من القارئ العزيز بالشكر الجزيل، والملتقى بكم مع فرقة أخرى نتعرف بها معاً...



  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=31188
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2013 / 05 / 17
  • تاريخ الطباعة : 2025 / 02 / 3