• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : للفقر رجال لا يقتلهم الأنفجار والكاتم .
                          • الكاتب : واثق الجابري .

للفقر رجال لا يقتلهم الأنفجار والكاتم

الفقر شبح يطارد العراقيين لعقود من الزمن في بلد تربع على عرش الخيرات  لا يأكل منها , موارد زراعية وصناعية وسياحية وطبيعية وبشرية تعطلت ,  بلد طرد ابنائه وطاقاته وكفائاته للبحث عن  عمل ,  في دول تأخذ المساعدات والهبات من العراق  ولا تحترم مواطنيه , تعاملهم على الهوية وتصدر لبلدهم الارهاب والسموم والمنتجات المنتهية الصلاحية ولا تصلح للاستخدامات البشرية,  وتضرب جهودهم عرض حائطها المبطن بالطمع في ثرواته , من العجب والمعيب  تهاجر العقول وتبدع في دول خرى وتهدر ثروة وطنية ,  ترسم في معمارها حضارات وتقدم الشعوب ويعالج اطبائنا  الأمريكان والبريطانين والخليجين , الفقر ليس رجل ليقتل في انفجار او كاتم او يذهب في الموت المجاني في العراق , إنه بسبب أخطبوط  الفساد الممتد من ميناء ام قصر حيث تدخل البضاعة الفاسدة وتهرب اموال العراق الى أعلى قمة في اقصى الشمال , طوفان اقتلع كل التقديرات والعمل لوضع الدراسات لأيجاد  الوسائل لأختصار الطرق  بسبب غياب المؤوسسات الحقيقية  لتخفي كل القواعد البيانية , ويكون التناقل في الاموال بصورة عشوائية تعتمد على التقديرات التي تصب في جانب جهات لحد التخمة وجانب اخر لدرجة الجفاف ,  وعلى اساسها غابت التقديرات للفقر , وزارة التخطيط تجري مسحاّ لخط الفقر وفق هذه المعطيات وقدرت في عام 2009 نسبة  23% دون خط الفقر اما في كانون الاول 2012 تقول بأن النسبة انخفضت الى 17%  ولكن هذه الارقام لم تخضع للحسابات العلمية والدقة وحركة السوق والاسعار والعوائق الاجتماعية والامنية والاقتصادية وسوق العمل ومعدل ما يحتاجه دخل الفرد , أعتمدت على اسئلة تطرح على عينات مختلفة والاستبيانات عادة لا تخضع لتلك المصداقية من جانب المواطن , و الجهات الحكومية غير جادة لأظهار النتائج الحقيقية لتلميع أدائها وموظفين يقومون بملأ الاستمارات نيابة عن المواطن ولم تصل الى المناطق التي تعيش على النفايات والمخلفات ,  الحكومة لا تزال تعمل بسياسة الأعانات والهبات والمكارم لتجعل المواطن جائع تابع , ستراتيجية تغيّب دقتها وقوانين معطلة في دعم الطبقات المحرومة كأيقاف قانون التقاعد أعانة ذوي الاحتاياجات الخاصة والرعاية الاجتماعية ودعم الطفولة والمرأة وموظفي الدرجات  الدنيا ودعم الاستثمار والقطاع الخاص وتفاوت كبير بين رواتب الوزرات كموظف الاجر اليومي في التربية والصحة 150 ألف بينما قرينه في العدل او النفط 750-الف دينارويكون البديل للمتقاعدين مثلاّ 100 ألف منحة  .

 خصص لدعم الفقر 450 مليار دينار بعد ان احدث فجوة كبيرة بين الطبقات المجتمعية , محافظات الجنوب والوسط لها الحصة الاكبر في الفقر وفي السماوة 49% وبابل 41%  وصلاح الدين 40% بينما دهوك والسليمانية واربيل اقل من 10% , والعلاج لا يمكن ان يكون بتخصيص اموال وتوزيعها من عائدات النفط التي اعتمدت عليها الموازنة لتصل الى 95% منها , وإنما من استغلال بقية الثروات والطاقات واقامة المشاريع الستراتيجية وامتصاص البطالة التي وصلت 31% , سياسات خاطئة لمنح الهبات للدول واقامة المهرجانات والايفادات لننفق الأموال على من يبكي كذباّ على مأساتنا ويلعق في الموائد  من الفنانين العرب والمطرودين والمنبوذين في شعوبهم وعيون الفقراء تتطلع عليهم ,  نسبة كبيرة من الفقر نهشته مافيات الفساد  ولجان حقوق الانسان سياستها مقلوبة  تدافع عن الجاني ولا تلتفت للجائعوالضحية  وتتستر عن  تلك الحقوق المنهوبة التي قتلت الكثير واصبحت توازي الارهاب,  الفقر ليس من رجل واحد كي يقتل بالكاتم مثلما يقتل من يريد كشف ملفات الفساد  إنما هم مجموعة من الحيتان التي تملك مئات الارواح ومحاطة بالدروع والحواجز الكونكريتية ..




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=31258
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2013 / 05 / 19
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 29