• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : مقالات بحثية / الجزء العاشر- الرجل يريد الاحترام والمرأة الحب ! .
                          • الكاتب : مهند حبيب السماوي .

مقالات بحثية / الجزء العاشر- الرجل يريد الاحترام والمرأة الحب !

 

تشير جميع الاخبار الواردة من انحاء مختلفة من العالم على أن معدلات الطلاق في تزايد مطّرد، وان نسبها تزداد بمعدلات لافتة، وأحيانا مفزعة، في بعض المجتمعات والدول، وهو الامر الذي دفع الكثير من الباحثين والمختصين في المجال الاجتماعي والعائلي والنفسي لدراسة هذه الظاهرة والبحث عن اسبابها  وقراءة نتائجها التي لها من غير ادنى شك تداعيات ونتائج خطيرة على مستقبل المجتمعات التي تُطل هذه الظاهرة برأسها فيها على نحو كبير.

الدراسات الاجتماعية بدورها تؤكد ان من بين اهم  اسباب الخلافات والنزاعات بين الرجل والانثى هي عدم فهم مايريده كل منهما من الاخر، ولذا تبقى العلاقة دون درجة الطموح ومستوى الحياة الزوجية المثالية. فيصيب كل منهما احباط ناتج عن عدم حصول الرجل على مايريده من المرأة وعدم مقدرة المرأة على ان تنال ماترغب ان يمنحه اياها الرجل.

وفي الجزء العاشر من " مقالات بحثية" سنتطرق لمايريده الرجل من المرأة عموما وماتروم المرأة من الرجل تحقيقه لها، وهو مايمكن ان نعتبره الاساس الذي من الممكن ان تقام عليه العلاقة الصحيحة بينهما والتي تؤدي الى توفير بيئة مليئة بالتفاهم بين الزوجين ومناسبة وصالحة لنمو الاطفال نفسيا.  

يطرح الدكتور Emerson Eggerichs  مؤلف كتاب " الحب والاحترام....." و" لغة الحب والاحترام......" و" تجربة الحب والاحترام....... " 

- Love & Respect: The Love She Most Desires; The Respect He Desperately Needs 

- The Language of Love and Respect: Cracking the Communication Code with Your Mate

- The Love & Respect Experience: A Husband-Friendly Devotional that Wives Truly Love

وهو قس سابق ومتخصص الان في العلاقات العائلية ويعمل منذ عام 1999 مع زوجته Sara  على اقامة جولات في اماكن مختلفة من العالم يلقي فيها محاضرات عن تنظيم وتطوير العلاقة بين الرجل والمرأة، يطرح نظرية تقول بان" الحب هو اكبر محفز للمرأة في حياتها العاطفية وان الاحترام هو المحفز الاقوى للرجل في تعامله مع المرأة "، فالانسان يحتاج الحب والاحترام مثلما يحتاج الطعام والماء لكن بنسب تتفاوت من شخص لاخر وتختلف ايضا بين المرأة والرجل.

وقد أكدت البحوث، ومن خلال استقراء مايجري في المشكلات الزوجية، على ان الرجل غالبا مايتأثر حينما يشعر بعدم الاحترام، والزوجة تتاثر حينما تشعر بعدم الحب، وهو مايقود الى النزاع والصراع وربما في نهاية المطاف الى الطلاق، وقد سأل الدكتور Emerson Eggerichs حوالي  7000 شخصا السؤال التالي:

حينما تكون في حالة نزاع مع شريك حياتك او شخص مهم بالنسبة لك هل تشعر بعدم الحب او عدم الاحترام ؟

ماذا كانت النتيجة ؟

83% من الرجال قالوا انهم يشعرون بعدم الاحترام ...

72% من النساء قالت انهن يشعرن بعدم الحب ...

ماذا يعني هذا ؟

يعني ان اساس الخلافات والاختلافات بين الرجل والمراة هي عدم منح الرجل الاحترام التي ينتظره من المرأة، وعدم اعطاء الحب للمرأة التي تتوقعه من قبل الرجل، ومع اننا نحتاج الحب والاحترام على حد سواء فان الشعور يحتلف اثناء النزاعات والصراعات، وهذه الفرق مثل اختلاف اللون القرنفلي عن الازرق على حد تعبير الدكتور Eggerichs.

وفي سياق تأكيد نظريته، قام Eggerichs بدراسات اخرى لأكثر من 2000 علاقة زوجية خلال 20 سنة في مختبرات الحب في جامعة واشنطن ووجد بان " هنالك نمط متسق في الزواج  ازدهر على المدى الطويل وهم الازواج الذين عشقوا نسائهم والزوجات اللواتي احترمن رجالهم" وهو استنتاج جاء ليؤكد مرة اخرى حقيقة ان حاجة المراة الاساسية هي الحب وحاجة الرجل الاساسية هي الاحترام"  كما تقول الباحثة وخبيرة العلاقات العاطفية ومفاهيم السعادة ومؤلفة كتاب " عش حياة تحبها"،Susan Biali في مقالتها" نصيحة في العلاقات.. الرجل يريد الاحترام والمراة تريد الحب ".

الدكتور Eggerichs يوفر في الندوات التي يقيمها معلومات ومهارات ومعارف للازواج والمنفصلين والمطلقين وللافراد يجعلهم من خلالها يتمكنون من معرفة كيف يحلون مشكلاتهم وكيفية التعامل مع ردود الفعل السلبية  وهي ماتسمى(the crazy cycle) ، او يتعلمون كيف يحفزون بعضهم البعض للاستجابة لحاجاتهم  وهي دائرة (the energizing cycle) ، وحتى من يشعرون باليأس في علاقاتهم سوف يحصلون على فهم لكيفية التعامل مع عدم اكتراث الشريك وعدم تفاعله معه وهي(the rewarded cycle ). 

ويشير الكاتب Mark Gungor في مقالته " حاجة الرجل الكبيرة : الاحترام" الى انه ليس بمفاجئ لنا أن نقول بان الرجال والنساء يريدون اشياء مختلفة، فلا احد منهم يريد ان يتقمص دور الاخر، وهؤلاء الذين يقضون وقتا لكي يجدوا مايريده او يحتاجه شريكهم منهم ويفعلون الشيء الذي يجعلهم يحصلون على هذه الاشياء لديهم مقومات الزواج الناجح اكثر من غيرهم.

ولذا تنصح الباحثة Susan Biali  المرأة في علاقاتنهم العاطفية بالقول بان البطاقة الذي تمنحها للرجل في عيد الحب ليس ان تقول له اني احبك ومتعلقة بك.. هذا جميل لكنه لايعني الشيء الكثير بالنسبة للرجل، نوع  الكارت الذي ينتظره الرجل ويرغب ان يراه أصدقائه هو ان تقول له " كم هي تحترمه بعمق ومعجبه به وكم هي تقدر كل مايفعله لها، ولعائلتها". 

فالرجل يشعر بالاحترام حينما  تشكره المرأة  على" عمله اليومي وعلى التزامه تجاهها وتجاه العائلة،وحينما تساله عن احلامه، وتمتدح  قراراته الصائبة وتقدّر سلطته امام الاطفال  وامام الاخرين،وتشكر نصائحه ومعرفته وتستجيب له غالبا بطريقة جنسية"  على حد تعبير الباحثة Biali  .

والمرأة بالمقابل تشعر بالحب والعاطفة حينما يهتم الرجل بها ويجعلها تشعر بانها محور اهتمامه وانها في باله دائما يتذكر ميلادها وتاريخ زفافهما ويشعر بآلامها ويعاملها بطريقة شاعرية عاطفية يجعلها تشعر بانوثتها وانها المراة الوحيدة في حياته بل انها، وكما تؤكد الباحثة Tamara McClintock   استاذة علم النفس في جامعة كاليفورنيا تعشق ان يراعي الرجل شعورها كما فصّلت ذلك في مقالها التي تتحدث فيه عن الفروق بين الرجل والمراة.

أحد المفكرين وهو الباحث Peter Gray نبهنا الى ان سمة الاحترام لاتتعلق بالعلاقات العاطفية وكيفية التعامل بين الرجل والمرأة فحسب، بل انها سمة ينبغي ان تكون اساس تعامل الابوين مع اطفالهم، أذ يحكي Gray  في مقالته " في العلاقات...الاحترام قد يكون  اكثر اهمية من الحب " عن تجربه ابوية معه ويقول" أذا سالتني هل كان والداك يحبانك فسوف  اتوقف وافكر بالجواب".

فالحب،وكما يشرح Gray  " مصطلح  ايجابي يستعمل للاشياء التي نشعر بانجذابنا تجاهها وولعنا بها ...فنحن نستطيع ان نحب الانسانية، بلدنا،  كلبنا، الاموال، الملابس، سيارتنا انفسنا، ازواجنا، اطفالنا،اما أنا فلم "  اعرف كيف انجذب نحوي والدي".

ولكنه في مقابل عدم شعوره بالحب التقليدي من قبل ابوي يؤكد ان هنالك شيئا آخر اهم من الحب كان والداه يمنحانه اياه وهو الاحترام، فيقول  " لكن ما اعرفه هو ان والداي  كانا يحترماني... فعندما ابدي  رأياً يستمعان اليّ وحينما يسألاني يستمعان لجوابي بجدية وكجزء من الاحترم ايضا كانا يثقان بي"، وهي سمة قد يبدو انها تغيب عن الكثير من العوائل الذي نراهم يحبون اطفالهم ولكنهم لايحترمونهم.

الاحترام والحب اللذان من المفروض ان يبديهما كل من  الرجل والمرأة تجاه بعضهما البعض تنفع بالطبع في الحالة الزوجية التي فيها قدر معين من الحب او الفهم وتكتنفها المشكلات وتمر بها الازمات كحالة عرضية لسبب ما، اما حالات الزواج الاخرى القائمة على اسس خاطئة او تفتقر لادنى تفاهم او عاطفة او ثقافة فلا اظن ان هنالك املا في ان تكون لمثل هذه النظريات الاثر الكبير في احداث تغيير فيها .

 

 

مهند حبيب السماوي

alsemawee@gmail.com

 

 

- للاطلاع على عناوين أجزاء السلسة السابقة من مقالات بحثية :

الجزء الاول: 

مقالات بحثية - أدمان الفيسبوك

الجزء الثاني:

مقالات بحثية- علاقة الأفلام الإباحية بالكآبة 

الجزء الثالث: 

مقالات بحثية - الكذب والغش والسرقة

الجزء الرابع :

مقالات بحثية - الفرق بين الحب والشهوة 

الجزء الخامس:

مقالات بحثية- كم مرة تمارس الجنس ؟

الجزء السادس:

مقالات بحثية- النوموفوبيا 

الجزء السابع:

مقالات بحثية- معنى صورتك في الفيسبوك 

الجزء الثامن:

مقالات بحثية- الانسان والهاتف النقال

الجزء التاسع

مقالات بحثية- كيف تميز اهدافك عن احلامك ؟

 




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=31261
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2013 / 05 / 19
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 29