• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : أخبار وتقارير .
              • القسم الفرعي : أخبار وتقارير .
                    • الموضوع : الخزرجي في الأبرار يناقش منهج الحوار مع الآخر .
                          • الكاتب : الرأي الآخر للدراسات .

الخزرجي في الأبرار يناقش منهج الحوار مع الآخر

مؤسسة الأبرار الإسلامية: لندن

عبّر الدكتور نضير الخزرجي عن قناعته بأن الإقتراب من منهج النبي محمد(ص) وأهل بيته(ع) في التعامل مع الآخر المخالف والموالف القائم على القبول بالحسنى هو السبيل السليم لتجنيب الأمة ويلات الخلافات الطائفية وتحصينها من نيران الدوائر الأجنبية التي لا تريد للأمة الإسلامية خيراً بكل مذاهبها الثمانية المشهورة.

وأكد الخزرجي الأستاذ في الجامعة العالمية للعلوم الإسلامية بلندن وهو يتحدث في ندوة فكرية عقدتها مؤسسة الأبرار الإسلامية بلندن يوم الخميس 16/5/2013م تحت عنوان (منهج الأئمة الأطهار عليهم السلام في التعامل مع الآخر)، أنّ قراءة التاريخ بصورة سليمة ومتأنية تفتح لنا آفاقا كبيرة لقراءة منهج الآخر في التعامل مع مفردات الحياة إن كان الآخر من المذهب نفسه أو الدين نفسه أو من خارجهما.

وتطرق الباحث في بداية الندوة الى مفهوم الفرح والحزن في الأدبيات الإسلامية وبخاصة وأن شهر رجب المرجب يضم ذكريات عدة بين الفرح والحزن منها ذكرى ولادة الإمام محمد بن علي الباقر(ع) والامام محمد بن علي الجواد(ع) والإمام علي(ع) والمبعث النبوي الشريف، وذكرى شهادة الإمام علي بن محمد الهادي(ع)، مشيراً الى أن الأصل في حياة الإنسان هو الفرح والسعادة والحبور وأن يسعد في هذه الدنيا وفي الوقت نفسه يحزن، وإذا تذكر مصيبة أو تذاكرها فهي من باب العبرة والإعتبار لقادم الأيام، وقد جاء النص الشريف عن الإمام جعفر بن محمد الصادق(ع): (شيعتنا منّا يفرحون لفرحنا ويحزنون لحزننا)، فقدّم الفرح على الحزن، ولذا علينا ان نفرح لفرح أهل البيت(ع) ونحزن لحزنهم ولا ننسى وظيفتنا في الحياة في البناء والإعمار، فاذا  قامت حياتنا كلها على البكاء فأين هو الاعمار والتقدم العلمي!

واستشهد الباحث في دائرة المعارف الحسينية، بنهضة الإمام الحسين(ع) مؤكداً أن ثورة الامام الحسين(ع) طابعها تراجيدي ومأساوي ولكننا نفرح ونسعد بانتصار المظلوم على الظالم، فالامام الحسين(ع) اراد الاصلاح للأمة كما عبر ذلك في  خطبته (انما خرجت لطلب الاصلاح في أمة جدي أريد ان آمر بالمعروف وأنهى عن المنكر)، فتذكر واقعة كربلاء والحزن عليها هو من أجل الإعتبار وتحسين واقع الأمة نحو الأفضل وتخليصها من براثن الجبت والطاغوت، وهذا الأمربعينه السعادة المبتغاة وذلك عندما تأخذ الأمة من السيرة الحسينية العَبرَة والعِبرة.

 ورأى الخزرجي أن كل مفصل من مفاصل حياة أهل البيت(ع) هو درس للمسلمين جميعاً وبخاصة للذين تتوجه إليهم تتوجه رسالة الإسلام للتعامل الحسن مع الآخر، مشيراً إلى نماذج من تعامل أئمة أهل البيت مع الآخر، ومنهم الإمام محمد الباقر(ع) الذي بقر أرض العلم بقراً وأخرج كنوزها، فاستطاع بحسن خلقه وتعامله أن يكسب إليه في قصة طويلة رجلاً من أهل الشام قد اعترف للإمام الباقر مرة أنه أبغض أهل الأرض له، وأنه كان يرى طاعة الله ورسوله وأمير المؤمنين (الحاكم) في بغض أهل البيت(ع)، كما كسب نصرانياً شتم والدة الإمام بالاستغفار له، ومن ذلك تعامل الإمام علي بن الحسين السجاد(ع) مع الحاكم المرواني الأموي في المدينة المنورة عندما انتفض أهل المدينة على يزيد بن معاوية وهو قاتل أبيه الإمام الحسين في كربلاء عام 61هـ، فإنه آوى الأسرة المروانية ومنع أهل المدينة من قتلهم، في حين يُفترض في مثل هذه الحالة أن يثأر الإمام السجاد من قتلة أبيه الحسين(ع)، ولكنه يقدم لنا درساً في الأخلاق الإسلامية وأن يعمل كل إنسان بأصله وخلقه، وخلق أهل البيت(ع) هو خُلق النبي الأكرم محمد(ص) وهو خلق رب العالمين.

وركز المحاضر على أهمية الإقرار بالتنوع والإختلاف كحقيقة فطرية والتحرك في إطارها لتقريب وجهات النظر والإعتراف بالآخر، كما علينا أن نتقبل المعارض السياسية من داخل المذهب الواحد ومن خارجه وعدم الإنجرار وراء الدوائر الظاهرة والخفية التي تعمل على تفكيك لحمة الامة بمعاول الهدم المذهبي والجهل الطائفي، وهذا لا يكون إلا باتباع منهج النبي(ص) وأهل بيته(ع) في التعامل مع الآخر القائم على القبول والرضا ما لم يرفع الآخر السيف، كما ينبغي في هذا الطريق قراءة سيرة أئمة المذاهب الإسلامية الأخرى لنقف على المشتركات، واستشهد الخزرجي في هذا المقام بما حلّ على إمام المذهب الحنفي أبو حنيفة النعمان من أذى من قبل سلطة المنصور العباسي وتعرضه للجلد والتعذيب ووفاته كمداً وصبراً لأنه رفض المنهج العباسي في قمع الإنتفاضات العلوية والحسنية ورفض تولي القضاء، وما تعرض له الإمام السابع من أئمة أهل البيت الإمام موسى بن جعفر الكاظم(ع) من أذى وسجن واستشهاد في سجون هارون العباسي، فالجاني هو واحد. وتمنى المحاضر على وزارة التربية العراقية وغيرها تسليط الضوء على هذه المسألة ليعرف المواطن العراقي السني والشيعي أن أئمتهم ماتوا تحت سياط حاكم واحد، وأنه من المعيب الإنتصار للمنصور العباسي تحت مدعى الإنتصار لمذهب أبي حنيفة وهو قاتل الإمام أبي حنيفة النعمان، وأنه من المعيب الدفاع عن هارون العباسي للمدعى نفسه وهو قاتل الإمام موسى الكاظم(ع).

وركز المحاضر على مسألة الحب والبغض والمغالاة بهما لدى المسلمين أجمع، ولابد من التوازن بينهما وأن لا يدخل الإنسان المسلم دائرة الهلكة التي حددها النبي الأكرم محمد(ص) بقوله لعلي(ع): (يا علي يُهلك فيك اثنان، مبغض قال ومحب غال)، والإنتصار للدين لا يكون بالبغض ولا بالمغالاة لأنهما من أدواة معاول الحروب الطائفية المهلكة، فالبغض ينبغي أن ينصب على الآخر الذين يعمل على تدمير وحدة المسلمين والحب ينبغي أن يتسرب الى الآخر لزيادة اللحمة الإسلامية.

وفي ختام الندوة لخص الباحث العراقي الدكتور نضير الخزرجي حديثه بأهمية التعامل مع الآخر بالحسنى والقبول والرضا، والإتزان في الحب والبغض، والإتزان في الحزن والفرح، وقراءة التاريخ قراءة واعية متحللة من سلاسل العصبية والجاهلية، كما أجاب على أسئلة الحاضرين ومداخلاتهم مستشهداً بمنهج المحقق الإسلامي الدكتور الشيخ محمد صادق الكرباسي في التعامل مع حوادث التاريخ وذكريات أئمة أهل البيت(ع) في الأفراح والأحزان، معتبراً أن أسلوب الكرباسي في قراءة التاريخ كما جاء في أبواب موسوعة دائرة المعارف الحسينية التي صدر منها 80 مجلداً من أكثر من 700 مخطوط، وبخاصة في باب السيرة والتاريخ وتراجم الأعلام، هو النموذج الأسلم في التعامل مع التاريخ مستشهداً في هذا المقام بما أثبته الكرباسي بعدم مجهولية قبر السيدة فاطمة الزهراء(ع) كما يذهب البعض، حيث يقع قبرها الشريف بجنب قبر أبيها(ص) كما جاء في الجزء الأول من باب الحسين والتشريع الإسلامي، وكذلك عدم مجهولية تاريخ وفاتها(ع) كما يذهب البعض، حيث يقع في اليوم الثالث من جمادي الثاني عام 12 للهجرة كما جاء في الجزء الثالث من معجم أنصار الحسين قسم النساء.

ويذكر أن الندوة قدّم لها الباحث الإسلامي الشيخ حسن التريكي بكلمة قصيرة تناول منهج أهل البيت(ع) في التعاطي مع الخلافات والإختلافات، وانتهت بمحاضرة للخطيب العراقي الشيخ مهدي الكعبي فصّل فيها القول عن سيرة الإمام العاشرة من أهل البيت(ع) الإمام علي بن محمد الهادي المدفون في مدينة سامراء بالعراق.




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=31341
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2013 / 05 / 21
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 29