• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : هل سيتحاكمون ..؟ .
                          • الكاتب : ماجد الكعبي .

هل سيتحاكمون ..؟

 

 كنت احد المتابعين لبرنامج أستوديو التاسعة والذي تعرضه قناة البغدادية الفضائية , فأصبت بالصدمة والذهول عندما عرض ضيف البرنامج النائب بهاء الاعرجي رئيس لجنة النزاهة البرلمانية الوثائق التي تؤكد على هدر أموال الشعب المسكين تحت أغطية ترميم الفنادق وبيوت بعض المسؤولين الكبار ومصروفات القمة العربية . إن قوائم الأموال التي عرضها السيد الاعرجي أدمت القلوب الجريحة والنفوس المكلومة والعوائل المنكوبة في العراق , وان هذه التلاعبات بأموال الوطن هي بمثابة تنكر لأصحابها الشرعيين ألا وهم (( أبناء العراق )) الذين وهبوا حياتهم من اجل الوطن الكبير وكانوا ومازالوا  يفترسهم الألم والقهر والجوع والحرمان , في حين أن من يهمه الأمر والكريم بأموال غيره  يرفد ويمنح ملايين الدولارات والأموال التي ليس لها حدود لأشخاص وشركات انزلوها في جيوبهم وشربوا كأس النشوة عليها  . فهل من العدل والإنصاف تجاهل قوافل السراق والحرامية ..؟ أم يجب علينا تعريتهم وفضحهم ومحاكمتهم وان كان الثمن حياتنا..؟ وان السكوت وعدم إماطة اللثام عن هؤلاء الجهنميين ومقاصدهم المريبة , هو بمثابة تنكر إلى العوائل المنكوبة والمحرومة والتي هي بمسيس الحاجة لهذه الأموال المهدورة ظلما ..؟ فمن يصدق وفي العالم كله هذه المهازل :- مبلغ خمسين مليون دولار يصرف لترميم فندق الرشيد ، في حين قيمة الفندق الكلية اقل من مبلغ الترميم , وهكذا بقية الفنادق الأربعة , وكذلك صرف أكثر من عشرة ملايين دولار من أموال القمة على تأهيل منزل أحد المسؤولين الكبار رغم أن المنزل لا علاقة له بالقمة , وأيضا شراء  ستين سيارة مصفحة من نوع مرسيدس بسعر 259 ألف دولار للسيارة الواحدة التي لا يتجاوز سعرها 120 ألف دولار إضافة إلى شراء 300 سيارة أخرى غير مصفحة , وبالنتيجة بلغت كلفة اجتماعات القمة العربية نحو 500 مليون دولار. فمن المسؤول عن هذا  الهدر الكبير في المال العام ..؟ يبدو أن المتورطين الرئيسيين في الملف هم موظفون كبار من وزارة الخارجية إضافة إلى مهندسين كبار من وزارة الأعمار والإسكان أثبتت التحقيقات مسؤوليتهم عن الفساد في ملف القمة العربية  . أقول :- إن فقراء العراق قد قدموا للعراق الكثير من الانجازات والعطاءات, وفتحوا قارات من المواقف النافعة  و العملاقة والمفيدة وبدون ثمن وبدون أدنى مقابل , وان أكثرهم لن يملكوا ما يستحق الذكر , أليس هم أولى بهذه الأموال ..؟ والكل يتساءل بأي وجه شرعي وقانوني منحتم وصرفتم هذه الأموال ..؟  ولماذا حجمتموها عن فقراء الوطن ..؟ وما مدعاة هذا التنكر والجحود لهذه الشريحة المسحوقة ..؟ ما سبب هذا العداء والجفاء لأحباء الله – الفقراء -  ماذا دهاكم ..؟  وماذا أصابكم ..؟ فهل هذه المنح المالية التي تمنح لمشاريع وهمية وربحية تنطوي على تقيم وتثمين لدور فقراء العراق المساكين ..؟ وهل هذا السلوك ينم عن التزام بتنفيذ حقوق المواطنين الذين بدمائهم بقي ويبقى العراق شامخا عاليا محصنا ..؟ . أن فقراء العراق هم قناديل المسيرة , وإنهم رصيد الأمة المدخر , وإنهم فرسان المنازلات والبطولات , وأئمة الخلود والتخليد , فهل منحكم أموالهم للسراق والحرامية واللصوص يمكن السكوت عليه ..؟ . 

مدير مركز الإعلام الحر

majidalkabi@yahoo.co.uk

 




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=31357
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2013 / 05 / 21
  • تاريخ الطباعة : 2025 / 02 / 3