• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : فلسطين ميراثنا الشرعي .
                          • الكاتب : علي محمود الكاتب .

فلسطين ميراثنا الشرعي

خمسة وستون عاما ولم ينسى الفلسطيني صغيرا كان أو كبيراً ، امرأة كانت أو رجلا حلمه في العودة لفلسطين التاريخية ، ففلسطين لم تكن يوماً أرض بلا شعب لشعب بلا ارض  كما أراد إيهامنا وإيهام العالم ذلك المغتصب والمستوطن الغادر ، والصغار لن ينسوا وان مات الكبار ان في تلك البقعة من العالم حقً لا يزول ولا ينقضي بموت جيل النكبة ، فالجذور ممتدة وعميقة وبلادنا بزيتونها وتينها ونخيلها الشامخ لن تمحى من الذاكرة ، فصحيح أننا طردنا في العام 1948 م وخسرنا ارض ولكننا لم نخسر وطن لأنه يسري مجرى الدم في عروقنا وفي أعماق أفئدتنا … 
لقد كانت النكبة ليست صفعة للشعب الفلسطيني وحده بل لجميع أحرار وشرفاء العالم ، فالفلسطيني وحتى يومنا هذا يعاني من أثار التهجير ، لأنها نكبة دائمة ومتجددة ففي كل لحظه هناك استيطان واغتصاب للأرض وشهيد يصعد للعلياء ليلتحق برفاق قد سبقوه للمجد ، وليخبر السماء أننا باقون للأبد ندافع عن ثرى هذا الوطن …. 
ورغم ما يعانيه أهلنا في المخيمات داخل فلسطين أو في مختلف أماكن الشتات من معاناة وتهميش في بعض الأحيان ، إلا ان ذاكرتهم غدت كعادتها أصيلة ومتجددة ، فهم يحملون مفاتيح العودة موقنين دائماً بان الحلم بتحقيق الحرية والاستقلال قد بات قريباً …..
وواهم من اعتقد ان بداية نكبتنا كانت مع العام 1948 م ، فالحقيقة ان نكبتنا بدأت مع صدور الوعد المشئوم ، وعد بلفور  في الثاني من نوفمبر 1917 م ، هذا الوعد الذي جعل بريطانيا من لا تملك ان تعطي وعداً لمن لا يستحق ، عهد بريطاني تزعمه آرثر بلفور بكتابه المشهور الموجه لروتشلد زعيم الصهيونية وقتها …. 
كانت تلك هي الخطوة الاولى التي يتخذها الغرب لإقامة كيان لليهود على تراب فلسطين والتي سرعان ما أيدتها فرنسا وايطاليا وبريطانيا واستنكرها وغضب لها العرب وللتذكرة فنص الرسالة على النحو التالي : عزيزي اللورد "روتشلد"
يسرني جدًّا أن أبلغكم بالنيابة عن حكومة صاحب الجلالة التصريح التالي، الذي ينطوي على العطف على أماني اليهود والصهيونية، وقد عرض على الوزارة وأقرّته:
إن حكومة صاحب الجلالة تنظر بعين العطف إلى تأسيس وطن قومي للشعب اليهودي في "فلسطين"، وستبذل غاية جهدها لتسهيل تحقيق هذه الغاية، على أن يكون مفهومًا بشكل واضح أنه لن يُؤتَى بعمل من شأنه أن ينتقص الحقوق المدنية والدينية التي تتمتع بها الطوائف غير اليهودية المقيمة الآن في فلسطين، ولا الحقوق أو الوضع السياسي الذي يتمتع به اليهود في البلدان الأخرى وسأكون ممتنًا إذا ما أحطتم اتحاد الهيئات الصهيونية علمًا بهذا التصريح.
المخلص" آرثر بلفور" أنتهى …..
أن ميراثنا الشرعي في فلسطين واجب التحقيق مهما طال الزمن أو قصر ، لأنه ميراث وطني وديني وحق أصيل فقرابة ستة ملايين لاجئ فلسطيني يعيشون فوق المعمورة لن تحول بينهم وبين تراب فلسطين لا وعد بلفور ولا كل النكبات ولا النكسات فنحن كما قال زعيمنا الخالد أبو عمار "إن هذا الشعب شعب الجبارين، شعب الشهيد فارس عودة، شعب الجبارين لا ينحني، لا ينحني إلا لله".
ولكن يتبقي لنحقق الاستقلال وحلم العودة الى ديارنا أن نعمل على توحيد كلمتنا وهدفنا أولا ، وان نوجه البوصلة تجاه القدس ، فلا غزة ولا الضفة تصلح لتكون أيا منهما منفردة ، دولة مستقلة فحلمنا لا يجب ان يتقزم الى هذا المستوي المهين ولنتذكر مقولة العجوز التيً تقطن في احدى المخيمات الفلسطينية بلبنان وهي توجه أصبعها نحو شمال فلسطين "على قادة الشعب الفلسطيني ان يستحوا من أنفسهم ومن شعبهم ، وان يفيقوا من الغيبوبة ولتكن الوحدة الوطنية أجلاً وليس عاجلاً ففلسطين تستحق منهم الكثير "!



  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=31392
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2013 / 05 / 22
  • تاريخ الطباعة : 2025 / 02 / 3