• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : كل شي كتبناه بالورك ... الا الزلك .
                          • الكاتب : عبد الله السكوتي .

كل شي كتبناه بالورك ... الا الزلك

يحكى ان ( ملّه ) من الملالي ، كان كثير الوسواس ، فاتخذ دفترا يسجل فيه طرق اغواء النساء واسباب سقوط بعضهن ، حتى اذا ماكمل الدفتر ، طلب من امه ان تفتش له عن امرأة صالحة طاهرة ، فاختارت له فتاة اشتهرت بالعفة ، وبعد مرور سنة على زواجه ، طلبت منه زوجته ان تذهب الى اهلها ، ففتح دفتره وراح يرى النساء اللواتي اتخذن الذهاب الى بيت اهلهن سببا للرذيلة ، فمنعها وقال : انا آتيك باهلك ، وبعد فترة قليلة احتاجت ان تذهب الى الخياطة ، فنهاها بعد ان رأى دفتره ، وقال لها : سآتيك بالخياطة الى البيت ، وبعد مرور اشهر ، طلبت ان تذهب الى الحمام وهي عادة دارجة لدى النساء آنذاك ، فرفض ، ولكنه لم يستطع ان يعدها باحضار الحمام الى الدار ، سئمت المرأة معاملة زوجها واضمرت له شيئا ، وطلبت منه ان يأخذها الى الطبيب لانها مريضة ، واختارت يوما ممطرا ، اصطحبها الى الطبيب ، وفي الطريق  مثلت انها تسقط على الارض فاتسخت عباءتها ، وطلبت من زوجها ان تدخل احد البيوت لتنظيفها ، فوافق ، دخلت وخرجت وهي تقول : لقد قابلت عشيقي في هذه الدار ، فهل هذا مكتوب في دفترك ، فقال : ( كل شي كتبناه بالورك .. الا الزلك ) ورمى بدفتره بعد ان مزقه .
هذا المله المسكين اعتقد انه يستطيع محاربة الفساد بدفتره البسيط ، ولم يدر ان الرقيب والمراقبة لاتعني شيئا للانسان اذا ماسولت له نفسه الجنوح الى الخطيئة رجلا كان او امرأة ، وهذه الدعوة نطلقها الى الوزراء الجدد ، للالتفات الى الفساد الاداري والمالي ، ومحاولة وضع علاج يستوعب المجتمع باجمعه ، على اعتبار ان الغش في امتحان اي طالب من الطلاب هو يقع تحت يافطة الفساد ، لا هيئة النزاهة ولاغيرها تستطيع ان توقف مد الفساد المستشري ،وهناك طريقة واحدة هي تحصين الفرد ، والمساواة ، لان الطامة الكبرى تأتي من التمييز بين الناس ، يعني هل يجوز ان يتقاضى موظف من الموظفين مخصصات تعدل مرتبه بعشرة مرات ، في حين يحرم موظف آخر من نسبة مخصصات لاتساوي خمسة في المئة من راتبه ، هذا مايدفعه نحو استحصال حقه بطرق ملتوية يستطيع اي واحد ان يبارك له في عمله هذا ويقول : هذا حقك ولايدخل في باب الرشوة او الفساد ، مايحيرني ان مجلس النواب حين يصل الى مرتبات المعلمين ، يصمت ولايستطيع سوى القول ان عدد المعلمين كبير ، وهذا عذر اقبح من ذنب ، ماذا نقول للاعداد الهائلة للقوات الامنية وهل مهمة المدرس من السذاجة حتى يحتقر الى هذا الحد ، اسمعتم بموظف يتقاضى مرتبا اقل من 400 الف دينار وخدمته سبع سنوات .
لقد بدأ البعض يشكك في القائمين على العملية السياسية ويتهمهم ان العملية مقصودة ، والقصد منها هو ازهاق ارواح المعلمين والرمي بهم الى طريق ( الزلك ) ، مع ان الفساد الاداري والمالي يعالج في مراحل الطفولة الاولى ، عندما نزرع في ذهن الطفل ان الخطأ ... خطأ والصح ... صح ، لقد تعطف احد النواب على المعلمين وطالب  بالغاء السبت كعطلة في وزارة التربية ، واعطائهم اجرة عنها ، مصداقا للقول :
القاه في اليم مكتوفا وقال له         اياك اياك ان تبتل بالماء
يعني اجرة سيارة جديدة ، وهذا ماكنا نخشاه فقد استبشر الكثيرون خيرا في الوزارة الجديدة ، علّها تخرج عفريتا من قمقمها ، لكنه نسى القول المأثور : ( لاتمدح خير تحتاج مذمته ) ، الله يكفينا واياكم شر ( الزلك ) ، وجعلنا نمشي على ارض قوية في يوم مشمس ، ولتكن الثقة ميزاننا بلا هيئات ومفتشين ؛ لقد صار المفتشون في العراق اكثر من الموظفين بلا طائل يذكر ، لتبقى المساءلة والتفتيش على الموجودات طريقة من طرق ضبط الاموال المسروقة ، والمصارف مفتوحة وكما فتشنا عن الاسلحة نستطيع ضبط المفسدين بمراجعة حساباتهم  ، ومساءلتهم بطرق مؤدبة دون اتهامات لبعض الشرفاء وترك اللصوص الحقيقيين ، والا فان هناك الف طريقة وطريقة للفساد ، حتى لاتنفع معها دفاتر الوزارات اجمعها ، ولكي لانصبح مثل صاحبنا  حكاية تلوكنا الالسن .
 




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=3154
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2011 / 02 / 08
  • تاريخ الطباعة : 2025 / 02 / 2