• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : أدبوا أولادكم.. .
                          • الكاتب : قيس النجم .

أدبوا أولادكم..

الشجرة البرية رغم قلة مائها وخلو أرضها من السماد فهي اصلب عوداً وقوة من النبتة البدوية الصحراوية وأقوى توقداً وأوج ناراً ..
بهذا الوصف الرائع والصادق والعملاق أصف أمي وأبي ,اللذان يسكنان مقبرة وادي السلام, إنهما حبي الأول وما زالا ,وما من يومٍ يمر إلا وأتذكرهما بقراءة الفاتحة ,والدعاء لهما بالمغفرة والرضوان (وقل رب ِّ ارحمهما كما ربياني صغيرا).
مع كل خطوة أتقدم فيها نحو قبرهما ,وعندما تأخذني الوحشة والاشتياق وأنا أتهيأ للقاء, ترى كيف اقترب من ينبوع الرحمة والحنان وبحر المحبة الذي لا شاطئ له, ها هي صحراء روحي يغطيها عشب ضعيف لا يثمر سوى الأحزان والدموع ,وأنا أشاهد ما يشيب له الطفل الرضيع من جيل غريب التكوين قد أخذ عادات مهجنه ليس لها صلة بإسلامنا ,تصرفاتهم الغريبة التي يتفننون فيها والتعامل الجاف والغير أخلاقي مع من سهروا الليالي حتى اشتد عودهم ,وصار رجالاً في مظهرهم وتكوينهم   ونسيت كل الأيام والليالي التي كابدوا فيها عناء السهر والمشقة ,وهم يراقبونه يوماً بعد يوم ,وما يعيب على الأبوين دلالهم المفرط وحبهم الزائد عن حدود المعقول ,ليكون سبباً رئيسياً في انحراف الأبناء وكسب عادات بعيدة كل البعد عن أخلاقنا وتكويننا العشائري والإسلامي, وبداية النهاية للأخلاق المتبقية لديهم ,وتجاوزهم حدود الله ويصبحون أرضاً خصبة لتهجين أخلاقهم ,وأخذ صفات غريبة وغير محببة ,ومثل هؤلاء تجدهم أدوات سهلة بيد الإرهاب ,ومن السهولة غسل أدمغتهم ودفعهم إلى الإعمال الإرهابية ,ويصبح لديهم القتل والتهجير وتهديد الناس من الأشياء الطبيعية ,وهنا يدخل دور التربية والبيئة الملائمة وأهميتها في صياغتهم, والتعامل معهم بحذر وكائنهم قطعة من الذهب النادر, ليصبحوا السفير الحقيقي وليعكسوا صورة العائلة أينما ذهبوا ,وغلق الباب أمام كل المتربصين بنا وبإسلامنا الحنيف ,لأننا من تربى على أخلاق رسول المحبة والرحمة (رحم الله والدين أعانا ولدهما على برّهما) كما قال (أدبوا أولادكم على ثلاث خصال:حب نبيكم,وحب أهل بيته,وقراءة القرآن) صدق رسول الله ,ومن هذه الأحاديث نجد كيف يحدثنا الرسول الكريم على أهمية التربية للأبناء, والالتزام بأخلاق آل بيت النبي ,الذين سطروا لنا في تربيتهم المعنى الحقيقي للتواضع والعزة والإباء بعلمهم وشجاعتهم وتضحياتهم التي كتبها التاريخ بأحرف من نور, وجعلهم آيات ناطقة في الأرض لكونهم من نسله  الطاهر .
لنتخذهم قدوة لنا, ولنكون مؤمنين بحق وليس بالشعارات ,وان نحافظ على الأمانة التي منحها الله لنا ,وهم الأبناء علينا الاعتناء بهم وتربيتهم تربية لا نحاسب عليها يوم القيامة  ,بسم الله الرحمن الرحيم( يوم تجد كل نفس ما عملت من خير محضرا,وما عملت من سوء تود أن بينها وبينه أمدا بعيدا) صدق الله العلي العظيم        



  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=31571
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2013 / 05 / 26
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 04 / 16