• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : الفرق الإسلامية: الصوفية .
                          • الكاتب : السيد يوسف البيومي .

الفرق الإسلامية: الصوفية

إن بدايات هذه الفرقة يعود إلى القرن الرابع الهجري، حيث بدأت هذه الحالة تنتشر بشكل فردي ولكن هذه هي حالة أي شيء يبدأ مع شخص ولا ينفك حتى ينتشر بين الناس من خلال الأتباع والمريدين..
وهناك عدة آراء منسوبة إلى أصل تسمية هذه الفرقة بـ "الصوفية"، ومن هذه الآراء:
 قيل التصوف مأخوذ من صفاء الأسرار ونقاء الآثار، وقالوا: إنه نسبة إلى الصف الأول في الصلاة، وزعموا: أنه نسبة إلى عمل أهل الصفة من صحابة الرسول (صلى الله عليه وآله)، وقيل: التصوف نسبة إلى صوفة القفا، وأدعى البعض: إنه منسوب إلى رجل كان يجاور بمكة قبل الإسلام يسمى صوفة بن بشر.
إلا أن الأقوى عند أتباع هذه الفرقة بأن هذه التسمية نسبة إلى الصوف، الذى هو زي الأنبياء، وشعار الصالحين والأولياء، ولباس أهل الزهد والتقشف والتواضع والإقبال على الله، وهم يتميزون به عن أهل الرغبة في الدنيا. ويزعمون أن التصوف هو علم تعرف به أحوال تزكية النفوس، وتصفية الأخلاق وتعمير الظاهر والباطن لنيل السعادة الأبدية.
من أهم عقائد الفرقة "الصوفية":
أولاً: لا يختلف أتباع هذه الفرقة عن باقي الفرق الإسلامية السنية إذ هم أشاعرة في المذهب العقائدي ولكن مع بعض الاختلافات الخاصة بهم.
ثانياً: يقولون بأن للأولياء مراتب خاصة، وذلك بحسب اجتهادهم في دقائق التقوى - وبحسب ما يعتبرونه توفيقًا من الله لهم -، وبذلك تفاوتت مراتبهم في مقامات الولاية، فليس كل المتقين على درجة واحدة. أما من حيث الدرجات، فيجعلون المراتب من الأفضل إلى الأدنى كالتالي.
ثالثاً: يعتقدون أن للأولياء كرامات وهي من الأمور الخارقة للعادة غير مقرونة بدعوى النبوة، يظهرها الله على أوليائه الصالحين من أتباع الرسل كرامة لهم. وقد أجمع أهل التصوف على إثبات كرامات الأولياء،وكلام البهائم، وطي الأرض, وظهور الشيء في غير موضعه ووقته.
رابعاً: اختلفت الفرق "الصوفية" فيما بينها فمنهم من قال: بأنه يجوز للولي أن يظهر نفسه ويقول أن له كرامات ويظهرها، والبعض الآخر يقول: لا يجوز له أن يظهر نفسه وإلا ابتعد عن الطريق المرسوم له، لأن إظهار نفسه يوجب إزالة الخوف عنه من العاقبة، وزوال خوف العاقبة يوجب الأمن، وفي وجوب الأمن زوال العبودية؛ لأن العبد بين الخوف والرجاء.
خامساً: يعتقدون بالكشف وهو عبارة عن نور يحصل للسالكين في سيرهم إِلى الله، يكشف لهم حجاب الحس، ويزيل دونهم أسباب المادة نتيجة لما يأخذون به أنفسهم من مجاهدة وخلوة وذكر.
سادساً: يقولون بالإلهام وهو ما يُلقَى في الرُّوع بطريق الفيض. وقيل: الإلهام ما وقع في القلب من علم. وهو يدعو إلى العمل من غير استدلال بآية، ولا نظر في حجة. والإِلهام عندهم إِما أن يكون من قِبَلِ الله، أو من قبل ملائكته، يُفْهَم منه أمر أو نهي أو ترغيب أو ترهيب.
سابعاً: هناك مجموعة من أتباع الصوفية والذين يسمون أنفسهم بالدراويش، والدروشة هي سلوك غريب عن الإسلام..
إلا أنه "الصوفية" غير الزهد ذلك أن معنى الزهد يتحقق بمجرد الاعراض عن الدنيا ومتاعها، أما التصوف فقد أخذ في مفهومه مجاهدة النفس وترويضها، وإن الزهد ثمرة من ثمرات التصوف.
و"الصوفية" على أنواع فمنهم من هام بحب الله، ومنهم الذي يدعي الإتصال المباشر بالله، ومنهم القائل بالاتحاد مع الله، وآخر قال بحلول الله فيه وفي غيره، ومنهم من يقول بالكشف والاشراق وما إلى ذلك، فالتصوف بمعناه العام يشمل كل النزاعات والاتجاهات فهو ليس مذهباً محدد بكل ما للكلمة من المعنى..



  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=31712
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2013 / 05 / 29
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 04 / 19