• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : جديد الارهاب في العراق .
                          • الكاتب : نعيم ياسين .

جديد الارهاب في العراق

       تتمادى يوما اثر اخر الجماعات الارهابية في قتل المواطن العراقي , فقد كثفت هذه الجماعات من عملياتها الاجرامية مؤخرا حتى باتت كما يبدوا تملك الزمان والمكان في ارتكاب جرائمها , وبدت الاجهزة الامنية في موقف لا تحسد عليه , مشلولة عاجزة عن الرد , فضلا عن احباط الجريمة قبل تنفيذها . ان التفجيرات المزدوجة في اكثر من مكان وخلال ايام قليلة اصبح التكتيك المفضل لقوى الارهاب فيما لم تطور الاجهزة الامنية من تكتيكها , فظلت تقليدية تعمل بطريقة لا تناسب المرحلة وهي لا تتعدى سيطرات جامدة في مكانها تقف عندها طوابير السيارات بلا تفتيش فعال دون اكتراث لضجر المواطن ووقته . 
      عندما يستعيد المرء من ذاكرته حرب عاصفة الصحراء لتحرير الكويت يلاحظ التكتيك الذي اتبعته الولايات المتحدة ودول الحلفاء في تلك الحرب وهو الضربات الجوية والصاروخية المتواصلة على المنشآت العسكرية وقصور الرئاسة والجسور وعقد المواصلات والاتصالات وكل مايعد من البنية العسكرية والحيوية للنظام , وبعد التدمير الكامل لتلك البنية زحفت القوات البرية باتجاه الحشد العسكري العراقي في الجبهة , فانهار ذلك الجيش الجرار في غضون ثلاثة ايام فقط , واستسلم صدام خاضعا لشروط الحلفاء في خيمة سفوان . عندما نستعيد هذه الصفحة من الحرب ونسقطها على تكتيك الجماعات الارهابية اليوم فاننا نلحظ تعدد الهجمات الارهابية في يوم واحد لتغطي اوسع مساحة من بغداد والمحافظات , ثم في يوم او يومين اخرين تعاد الهجمات مرة اخرى , فهي تشبه ما جرى في حرب عاصفة الصحراء حيث ارهاق القوات الامنية وتشتيت جهدها وشل فعاليتها , يرافق ذلك احداث هزة مدمرة لنفسية المواطن ودفعه الى اليأس من اي امل بالامن والاستقرار , وهذه المرحلة اذا مارافقتها عمليات تعرض متحرك لسيطرات الجيش ومراكز الشرطة كما حدث في الطارمية او سليمان بيك وغيرهما , فهي ستكون مرحلة ممهدة لزحف منظم ومستقر للجماعات الارهابية تمسك من خلاله بالارض , والهدف الاساس العاصمة بغداد . 
    ان مواجهة الجماعات الارهابية في تكتيكها الجديد يتطلب من اصحاب القرار الامني كما نعتقد ما ياتي : 
1 – تطهير الاجهزة الامنية من العناصر غير الكفوءة , والعناصر التي يشك بانها مرتبطة بالجماعات الارهابية . 
2 – اعتماد تفتيش فعال في السيطرات الثابتة ورفدها بالاجهزة والكلاب البوليسية المعدة لاغراض التفتيش , واعتماد السيطرات المتحركة داخل المدن مزودة بالكلاب البوليسية . 
3 – تطوير عمليات التعرض لمعسكرات القاعدة في المناطق الغربية بتوسيعها واعتقال كل المحرضين على الارهاب من رجال دين واعلاميين ومسؤولين , وعدم التهاون في ذلك , وعدم الالتفات الى الاصوات المنكرة التي تعترض على اعتقالهم . 
4 – تنشيط جهاز الاستخبارات وتلقي المعلومات والتعامل مع المعلومة بسرعة وجدية , لانك عندما تسبق الارهابي بدقيقة واحدة قد تنقذ حياة العشرات من المواطنين , مع الالتفات الى ان احجام المواطن عن تزويد الجهات المختصة بالمعلومات يعود الى خوف المواطن من ان يتسرب اسمه وعنوانه الى الجماعت الارهابية من قبل المندسين في الاجهزة الامنية . 
5 – كشف اسماء المسؤولين من النواب المتورطين في الارهاب الذين صدرت بحقهم مذكرات قبض من القضاء , لان من حق الشعب ان يعرف قاتليه . 
6 – عدم اغفال عناصر حزب البعث وتنظيماتهم الجديدة التي وصلت الى مستوى مكاتب تنظيم , علما ان هناك عناصر جديدة انضمت لهذا الحزب الفاشي غير مشمولة بقانون المساءلة والعدالة , وسوف تتقدم للمشاركة في الانتخابات النيابية القادمة اما بقوائم منفردة او ضمن قوائم معروفة . 
     ان الارهاب الذي يتعرض له العراق ارهاب دولي لم يتعرض له بلد على الاطلاق , فالايدي الاجنبية القذرة تعبث بامن العراق من خلال التمويل والتجنيد ومن خلال الاعلام , وقد حدثني بعض الاخوة من القادة الامنيين بان تكلفة تفخيخ سيارة واحدة وتهيئة الارهابي لتفجيرها تصل احيانا الى سبعين الف دولار ! ولك ان تقدر حجم الاموال التي تضخ لادامة الارهاب في العراق , علما ان بعض هذا المال القذر ياتي من سياسيين عراقيين سرقوه من قوت العراقيين باسم الرواتب والمخصصات وعقود المشاريع الوهمية .  



  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=31734
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2013 / 05 / 30
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 29