• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : لم يكن الهٌّ .. ولكن شُبه لهم .. .
                          • الكاتب : علي محمد الميالي .

لم يكن الهٌّ .. ولكن شُبه لهم ..

من الواضح ان الطابع القومي لبناء شخصية الفرد العراقي تكمن في اتجاه واحد وهذا الاتجاه من الفه الى يائه من...حدر نحو توجهات سياسية بدافع التسلط أو بدافع التظليل للسلطويين وما اكثر المظللين والممجدين في دولة العراق الحديث وهذه الثقافة تعد من الثقافات الفرعونية . التي لاقت ترحيب وتفعيل هذه الثقافة او العلم ..علم التمجيد والتظليل وقد درس في المدارس الاكاديمية سابقآ وكانت من ضمن مواد الاجتماعيات .وبعدها تطور الامر واخذ صداه الى حد كبير بيننا دون ان نشعر بفشل اعمالنا وهذا متفاعل دوره بين اوساط الشعوب العربية عموما والشعب العراقي على وجه الخصوص .اكثر انتشارآ حيث استمر هذا الطابع على كل الازمنة والاصعده لتمجيد الحاكم سوا ان كان صالح او فاسق لايفرق . وكما ذكرت انه ليس بالحديث او الطارئ له جذور فرعونية اصيلة تعايشت بين الفراعنة المصريين القدماء في زمن رمسيس السادس . فرعون موسى الذي وصل به الحال ان يدعي الالوهية في اوانه كان الحاشية والشعب يزينون له اعماله القبيحة ويجعلونها جميلة وتصب في مصلحة البلاد والعباد . ينحنون له اجلالة واكبارا وخوف وطمعا حتى ظن انه رب العالمين والعياذ بالله . وماأن بلغ قال انا ربكم الاعلى . من أطاعني فقد نجا ومن عصاني هلك وهوى . هذا رد الفعل ناتج من تصرفات الناس الذي كانوا يحيطون به وهم الذين دفعوه الى كل الافعال الاجرامية ومن ثم وصفت بالتفرعن . والفرعون قد يكون في كل زمان وليس واحدا وانتهت مهمته . في عراقنا المستمر في نكباته . شهد اعتى فرعون في العصور الماضية والحاضرة وحتى في المستقبل حيث انه بلغ حد الاجرام والهيمنة المتمثله بشخصية المجرم صدام وزبانيته الذين اوصلوه الى اجرام بلاحدود متوارث اثر ماخلفه في النفوس وكل هذه المصائب هي من صنيعته ومن مخلفاته .
لو حللنا شخصية صدام نجده انه كان مندفع نحو حقد لامتناهي اسفك الدماء وقتل الاخيار من الشعب . وكلما قتل اكثر ازدادت الايادي للتصفيق واذدادت الفعاليات للتمجيد والتظليل . انتهى عصرة ونزلت صوره . واختار من بعده حاكم بتأييد من الشعب غير ديناميكية الدور الذي اعتدنا عليه في السابق . لكن لم تتغير الطوابع والنفوس وبالعكس انها اخذت تنمو ويتفاعل دورها بشكل غير اعتيادي . هذا مااعتدنا عليه ومن يعتاد على شيء من الصعب ان يتخلى عنه بل يجعله سنة من اساسيات حياته . متى سيأتي اليوم الذي تعي فيه الشعوب العربية ان المسؤولية تكليف بل ان المسؤول لا يزيد عن كونه اجيرا عندها يمارس عملا ما وليس مالكا للبلد . بداية صناعة الأصنام والطواغيت التي تبدأ بالتطبيل وهذا تقريباً سيكون الخطأ الاستراتيجي التاريخي الذي ستندم عليه كل تلك الوسائل في المستقبل . مادفعني الا ان اكتب هذه الكلمات البسيطة في التعبير لكن اثر في مواقف قد تكون كبيرة في نظري ونظر الاخرين . الا وهي الاغلبية من الشعب العراقي . من الذين جعلوا عقولهم تحت قدميهم فأصبحوا يفكرون بعواطفهم لابعقولهم . نحتوا لهم صنم جديد وصنعوا له مواقف مزيفة . افتعلوها مع افتعال الاحداث المتصاعدة . جعلوا المواقف الجبانه مواقف بطولية والتهاون بدماء الابرياء المغدورين هو عين الحرص والدفاع عنهم والارهابي يصول ويجول دون تقديمه للقضاء خشيه ان لاتشتعل نار الطائفية ما هذا الاصرار على هذا الصنم حتى يعبد هكذا . وان كان هذا الصنم لايحلل العبادة له .. بمعنا اخر .. حتى ولو ان تلك الشخصية المقصودة خرج للناس وقال انا ارتكب اخطاء كل يوم ودماء الابرياء التي سقطت انا سببها والاوضاع المتردية انا سبب افشالها . وانا عاجز عن تقديم كل احتياجاتكم ولانني ضعيف اضعت معي هيبة الدولة .! ماذا ستكون ردة فعل الجماهير ؟ من البديهي انهم يكثرون من تعبده ويطيعونه إطاعة دونية عمياء هذا واقع الامة العربية ومايحمل الحاكم من امتيازات ربانية فأذا سقط استبدلو اله غيره . ف سبحان الله عما يشركون . وحين انسلخت الأمة عن عقيدتها.. وتخلت عن منهج خالقها، عادت لعادتها القديمة وراحت تذيب الشمع الأحمر عن مصانع الطغاة وتفتح أبوابها وتدير آلتها وتصنع طغاتها بأيديها.
ولم يكن مثقفو الأمة بعيدين عن صناعة هؤلاء الطغاة، فقد تسابق المفكرون والشعراء والأدباء في إحياء هذه الصناعة، وتبعهم غوغاء الأمة مشاركين في صناعة الطغاة.
فهذا الشاعر (أبو العتاهية) يمتدح الخليفة العباسي (المهدي) قائلا:
ما شئت إلا ما شاءت الأقدار ... فاحكم فأنت الواحد القهار 
قد ينتابنا الاستغراب من هذه الابيات التي تقدس وتعبد السلطان لكن هذا هو لسان حال الكثير الكثير من الشعب والامة الاسلامية 
لقد أجادت الامة العربية والاسلامية أكثر من غيرها من الأمم في العصر الحديث فن صناعة الطغاة، وتكاد تكون (صناعة الطغاة) المهنة الوحيدة ذات الجودة العالمية التي تجيدها ، وشاركت الأمة بمجموعها في هذه الصناعة، فالشعوب تصفق، وتهتف.. والإعلام يقدس ويمجد ويكذب وينافق، والصحف تدبج المقالات والتهاني وتكيل الألقاب.. ثم إذا ما انتهت مدة صلاحية الطاغية وانتهى أجله وظن أنه لن يموت.. وقد مات وانتهى فصار وتغير المسار الى من خلف .. وهكذا لم ينتهي المشوار



  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=31744
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2013 / 05 / 30
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 04 / 19