• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : قولٌ وفعل .
                          • الكاتب : عبد الكاظم حسن الجابري .

قولٌ وفعل

 أن ما يميز كل متحدث هو ما يؤمن به من حديثه وتطبيقه له , فلا يمكن أن يثق شخص بشخص ل ايثق بنفسه وبكلامه . وكثير من المتحدثين تكلموا وتحدثوا ونظروا ولكن دون جدوى كالنافخ بقربة مثقوبة .
وكل متحدث مسؤول عن كلامه لذا عقلا لا يجوز أن يتحدث المرء بما لا يتمكن من فعله او يأمر باللا مستطاع فكما يقال " إن أَرَدتَ أن تطاع فأمر بالمستطاع " , وكم من متحدث كان كلامه سببا لهلاكه وإزهاق نفسه .
وتبرز في ساحتنا العراقية الكثير من الشخصيات ذات المكانة القولية ولكن دون الفعلية فنجدهم أبطالا في التنظير وحين نستمع لأحدهم لا نرى الا العراق المتطور الجميل الخالي من البطالة والفقر والخالي من الازمات والامن من الارهاب على عكس ما يقوله الواقع .
وكم من جميل ورائع ان يكون المتكلم واثق من نفسه ولا يطرح رؤية الا وفي نيته وقلبه مصمم على تحقيقها , ليكون صادقا امام الناس .
ومن ابرز المصاديق للمتحدثين القائلين والفاعلين هو سماحة السيد عمار الحكيم فهذا الشاب العلوي سليل بيت ما عرف عنه الا وطينته وانتمائه للعراق فقط وفقط . انبرى ليطرح رؤيته للمسيرة السياسية العراقية بعد أن لاح في الافق شبح الحرب الأهلية والانزلاق نحو الهاوية بات واضحا وجليا . لذ اطلق سماحته الدعوة الى الجلوس لطاولة مستديرة يكون الكل فيها شريكا , شريك في المسؤولية الوطنية وتحمل ما يمر به العراق .
هذه الدعوة بدأت بوادر تطبيقها بإنعقاد الاجتماع الرمزي للقادة السياسيين في بيت السيد عمار الحكيم , وهذا الاجتماع الذي افرح قلوبنا واثلجها كعراقيين يعد باكورة لتأسيس رؤية وطنية موحده للدفع بالبلاد نحو التقدم والازدهار .
ولو نظرنا بنظرة خاطفة وبسيطة لأهمية وفائدة هذا الاجتماع لبات جليا صدق دعوة السيد عمار ومقبوليتها عند الجميع , فالسيد عمار لا يشغل أي منصب سياسي على المستوى الشخصي ولكن دوره الفاعل والمرتبط برباط الاخوة مع الجميع أمكنه من يكون اليد والعون للجميع كونه غير محسوب على هذا الطرف او ذاك .
إن هذا الاجتماع الرمزي وكما قلنا سلفا هو بداية الانطلاقة نحو الجلوس لطاولة الحوار من جميع الاطراف ومن ثم الانطلاق بالبلد نحو الافضل , كذلك هذا الاجتماع اذاب الجليد بين الفرقاء السياسيين وسد الفجوة فما رأيناه من ابتسامات ومصافحة بينهم لهو دليل على بداية التقارب , هذا التقارب وخصوصا بين راسي الهرم في السلطتين التشريعية والتنفيذية سيسهم في اقرار القوانين المعلقة وتمكين المؤسسات الحكومية من المضي قدما في تنفيذ برامجها .
ومن ايجابياته ايضا هو اشعار المواطن العراقي بأن المسؤولين فيه يستشعرون همومه والامه فبعد ما رءوا خطورة الواقع ها هم يجتمعون في بيت الحكيم عمار ليطرحوا رؤاهم وتصوراتهم للمسيرة السياسية العراقية , وايضا سيسهم هذا الاجتماع بسد الثغرة امام الانتهازيين والمتربصين الذي يعزفون على اوتار الفتنه بكل اشكاله السياسية والطائفية والعرقية .
واخرا أن النقاط التي طرحها السيد الحكيم هي جوهر ما يجب أن تكون عليه الصورة العراقية من أن العراقيين متساوون في الحقوق والواجبات ولا فرق بينهم بسبب الجنس او اللون او العرق وكذلك في ما يخص حصر السلاح بيد الدولة فهي مصدر الامن للوطن والمواطن . والدعوة الى الالتزام والاحتكام للدستور الذي يعد الميثاق الاعلى والاسمى الذي يجب على الجميع الالتزام به , محاربة الارهاب كانت رؤية سماحة السيد هي مسؤولية الجميع فالإرهاب يستهدف الجميع والمسؤولية تقع على الجميع في محاربته .
الدعوة الى الشراكة ايضاً وهي ليست امتيازا يعطى لاحد بل هي اساس المسيرة كوننا بلد واحد متعدد الطوائف والقوميات , وكذلك التشديد على ان يكون الحل من الداخل حلا عراقيا لا ان يكون مستوردا من دول الجوار وان الدعوة الاخيره التي اطلقها السيد بان استماح الحاضرين ان يقول باسمهم كلا كلا للإرهاب والطائفية , كلا كلا للسلاح خارج اطار الدولة  هي دعوة تلزم لجميع بتحمل هذه المسؤولية.
هذا ما قاله وفعله عمار الحكيم والذي نتمنى ونتوقع من المسؤولين السياسيين العراقيين ان يلتزموا بما طرح فيه والمضي قدما في تثبيت  وارساء هيبة الدولة ومؤسساتها نحو عراق اكثر امنا واستقرار وازدهارا .
1/6/2013



  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=31841
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2013 / 06 / 02
  • تاريخ الطباعة : 2025 / 02 / 5