• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : الفرق الإسلامية: الظاهرية .
                          • الكاتب : السيد يوسف البيومي .

الفرق الإسلامية: الظاهرية

يعود تأسيس هذه الفرقة إلى منتصف القرن الثالث الهجري، وقد سميت هذه الفرقة بـ "الظاهرية" نسبة إلى مؤسسها داود بن علي الظاهري بن خلف، البغدادي المعروف بالأصبهاني، كنيته أبو سليمان. واشتهر بهذه الكنية لكن اشتهاره باسمه "داود بن علي" أكثر من اشتهاره بها . وقد نسبوه إلى أَصفهان، وهي من أكبر المدن الإيرانية.

وإن هذه الفرقة ليست بمذهب عقائدي، ولكنها على الغالب أنها مدرسة فقهية ويعتبرها البعض بأنها المذهب السني الخامس، ولكن لقلة مقلديها فإنها لم تعد منتشرة إلا في مناطق محدودة وفقط بين دول المغرب العربي.

أشتهرت الفرقة "الظاهرية" ببعض الأمور والأفكار العقائدية التي خالفت بها المذاهب العقائدية الأخرى المنتمية لأهل السنة، فقد خالف في بعض آراءه الأشاعرة وأهل الحديث وغيرهم، فمنهم أثنى على "الظاهري" ومنهم من نعته بالكفر والزندقة وكل من وجهة نظر مختلفة عن آخرى..

ومن تلك الأمور فإن الفرقة "الظاهرية" لا تأخذ بالقياس والإجماع وغيرها من أصول الفقه المتبعة ضمن المذاهب السنية الأخرى، وإنما انحصر الاستنباط الفقهي عندهم على الكتاب والسنة وإجماع الصحابة، وذلك بحسب الدلالة المتيقنة منهما ومن إجماع الصحابة، فإنهم وحسب منطلقهم يسعون إلى تقرير المراد الآلهي من العباد من خلال إتباع البراهين، وهذه البراهين هي الأدلة المثبتة في كتاب الله والسنة وأجماع الصحابة.

من أهم عقائد "الظاهرية":

كما قلنا سابقاً فإن أتباع "الظاهرية" هم مذهب فقهي ولكن مع بعض الخلاف في المعتقدات، منها:

أولاً: قولهم في القرآن الكريم: أنه على قسمين الأول الذي في اللوح المحفوظ : فغير مخلوق، وأما القرآن الذي بين الناس: فمخلوق.

ثانياً: يعتقدون أن خالق الجسم والعرض ليس جسماً ولا عرضاً، وهي قضية ضرورية يجب التسليم بها سواء بهذا الاستدلال المنطقي أو باستدلال من نص شرعي، إذ قضايا العقل الضرورية شاهدة للنصوص ولا تضادها البتة.

ثالثاً: إن استخدام العقل لا ينافي الشرع، وهو ضروري لاستنباط الأحكام.

رابعاً: لقد رفض "الظاهرية" إطلاق كلمة (أسماء) لله تعالى بل قالوا أنها صفات يختلف عن مبدأ التعطيل الذي جرى عليه من عطّل صفات الله تعالى، فعندما نعلم أن معنى تعطيل الصفات هو سَلْبُ الرّب من الصفات التي كان بها رباً.

وأخيراً، فإننا على موعد آخر مع فرقة آخرى نتعرف عليها، ونستودعكم الله الذي لا تخيب ودائعه..




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=31909
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2013 / 06 / 03
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 29