• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : هل كانت دعوة يسوع عالمية . الحلقة الأولى حوار قصير . .
                          • الكاتب : إيزابيل بنيامين ماما اشوري .

هل كانت دعوة يسوع عالمية . الحلقة الأولى حوار قصير .

كل رجال الدين المسيحي لا يصمدون في النقاش وهم يفضلون ان يتكلموا وحدهم من دون علم ولا دليل . كانوا يهربون وحجتهم في ذلك هو أن يسوع كان يتجنب الاصطدام المباشر مع المتحاورين كانت كل نقاشاته قصيرة. ولذلك فإن المتحاور كان يجد صعوبة كبيرة في الوصول إلى اي نتيجة مرضية مع اي رجل دين مسيحي واما اليهود فعالمهم يخلو من ذلك لأنهم يرون أن افكارهم اكبر من ان يُناقشها غير اليهودي. 
لذلك اضطررت في أغلب الأحيان أن استعين بالكتابة فبعد كل عملية هروب يقوم بها قسيس اعمد إلى كتابة الجواب على شكل بحث لطيف شيق وارسله له بالبريد على عنوان مكتبه وقد تجمع عندي الكثير من هذه الرسائل لازلت احتفظ بها في الاكياس. 
من هذه الرسائل استللت واحدة ورغبت كثيرا في ان يُشاركني القارئ قراءتها لما فيها من نقاط عجز الكثير من الآباء الاجابة عليها .
قال لي متفاخرا : يكفي الكنيسة فخرا أن دين يسوع الأوسع انتشارا في العالم وكتابها المقدس من اكثر الكتب طباعة وتوزيعا بين الناس . قلت لهُ : لو كان الأمر كما تقول لماذا ذم يسوع الكثرة وامتدح القلة فقال يسوع : أن البركة في القليل. وهل يعني أن البوذية والهندوسية وغيرها من الأديان الباطلة في نظركم ، أنها على حق لأنها أيضا الأوسع انتشارا وأن كتابها أيضا الكثر طباعة وتوزيعا؟ 
إذا كان الأمر كما تقول فما بالنا نرى حالة ارتداد المسيحية وانشقاقها . مثل حركة المورمون ، وشهود يهوه ، وجند الرب ، وكهنة المعبد . لابل ما بالنا نرى انسلاخا كليا مثل المذهب الشيطاني وعزوف عن المسيحية حيث يحذف عشرات الآلاف من اتباعها اسمائهم من سجلاتها ويتوجهون للأديان الأخرى ، حتى باتت الكنائس شبه خاوية، مما اضطر الكنيسة العظمى إلى أن تُجامل على حساب الدين فأنكرت جهنم والهاوية وقامت بتنشيط حركة كرسي الاعتراف وغفران الخطايا والذنوب من أجل جذب اكبر عدد من الناس إلى ديانة اصبحت من دون حسيب ولا رقيب ومع ذلك لم يأت احدٌ إليها . لا بل أن الكنيسية العظمى لمّا رأت أنها ((تنزف حتى الموت)) ولا أحد يرغب حتى في سلك الكهنوت فتحت الباب على مصراعيه أمام الشواذ والمثليين المنحرفين اخلاقيا وأقرت عقد قرآن الشواذ بين جدران الكنيسة فامتلأت أروقة الكنائس بالآباء الشاذين فسقطت الكنيسة في مشكلة أخرى حيث أزكمت رائحة اغتصابات الاطفال أنوف الناس . وبددت الكنيسة العظمى أموالها على دفع تعويضات لذوي ضحايا الاغتصاب حتى أنهُ في سنة واحدة دفع البابا يوحنا بولص الثاني أكثر من (مليار) دولار تعويضات ، ناهيك عن الحالات التي لا يتم الابلاغ عنها . 
فكيف اصبحت المسيحية الأوسع انتشارا ؟ بنبيها المحلي صاحب الدعوة المحدودة أو بكتابها الضائع الذي يزعم أن اولى معاجز يسوع هي انهُ قلب الماء خمرا واسكر الناس . وثاني معجزاته انهُ سرق جحشا واتانا وركب عليهما معا ! ولا أدري كيف يركب على جحش صغير واتان كبير في نفس الوقت هل هو دبل قمارة ؟ 
قداسة الأب ! 
التاريخ الدموي المليء بالمآسي للكنيسة ، والاضطهاد الذي رآه الناس على يد رجالها طوال قرون زعزع الثقة بهذه المؤسسة الدينية وأصاب الناس الإحباط الشديد واليأس فبدأ العد التنازلي لشعبية الكنيسة وبدأ الدعم يقل عنها وهجرها الناس رويدا رويدا ونشأت أجيال جديدة لا تعرف عن الكنيسة ورجالها إلا فضائح ومخازي تنشرها الصحف يوما بعد آخر ، حتى خليت أكثر هذه الكنائس وأصبحت مهجورة إلا من بعض العجائز الكبار السن . وليت هذا يكفي فالتصريحات التي ترد من هنا وهناك تؤكد على أن الأوربيين سينسون المسيحية نهاية هذا القرن بسبب ممارسات الكنيسة حتى أن اعتذارات البابا يوحنا بولص الثاني عن جرائم الكنيسة منذ الحرب الصليبية إلى الحرب العالمية الثانية لا يفيد ولم يغير من الحالة شيئا. 
يقول رئيس أساقفة كانتربري الانغليكاني (جورج كاري) واصفا الوضع في الكنيسة بتعابير حية : نحن ننزف حتى الموت ، وهذه قضية ملحة جدا يجب أن نواجهها . فهناك شعور معاد للدين وهجر صامت متواصل له . فالكاتدرائيات الأوربية الشهيرة أصبحت تفتح أبوابها للسياح فقط بدلا من جذب الناس ، والكنيسة التي كانت فيما مضى لا تقهر هزمتها اللامبالاة والعلمانية والسبب نحن . 
ففي إحصائية قام بها خبراء أوربيون عن عدد اللذين يذهبون إلى الكنيسة أو الملتزمون بالدين تبين ما يلي : 
خمسة في المئة فقط من اللوثريين الاسكندنافيين يذهبون إلى الكنيسة بانتظام . وفي بريطانيا يقصد 3 في المئة من الانغليكانيين الكنيسة يوم الأحد . وفي فرنسا البلد الذي يدين معظم سكانه بالكاثوليكية ، يذهب مواطن واحد فقط من كل 10 إلى الكنيسة مرة في الأسبوع وفي السنوات الأخيرة انخفض عدد الأسبان الذين يعتبرون أنفسهم من الكاثوليكيين الملتزمين من 83 في المئة إلى 31 في المئة وفي سنة 1992 قال رئيس الأساقفة الأسباني رامون توريبا في مؤتمر صحفي : أن أسبانيا الكاثوليكية زالت من الوجود .وخلال الزيارة البابوية لمدريد سنة 1993 ، حذّر يوحنا بولص الثاني قائلا: أنه يجب أن تعود أسبانيا إلى جذورها المسيحية . 
ورجال الدين أيضا !
قلة الموارد المالية وروح الشك والتمرد على تعاليم الكنيسة ، والفضائح والمخازي التي يقوم بها رجال الدين أدت إلى طرد البعض أو تسرب الآخرين طلبا لرزق في مكان آخر . 
يقول باحث غربي : ورجال الدين شأنهم في ذلك شأن العلمانيين تأثروا بهذه الروح المهملة للدين ، والماضي البغيض للكنيسة الذي أفقد الناس الثقة برجال الدين هو السبب في قلتهم. فعدد الكهنة المرسومين حديثا في فرنسا انخفض إلى أقل من نصف عددهم. في حين أن نحو 8000 كاهن في أسبانيا وحدها تركوا الكهنوت لكي يتزوجوا ويبنوا اسرة . أما اللذين لايزالون يخدمون رعاياهم فيشكّون في رسالتهم حتى أنهم أصبحوا يشككون بشخصية المسيح نفسه . فأكثر هؤلاء الرهبان والقساوسة وبعض علماء النصرانية أزداد الشك عندهم في مصداقية كون عيسى المسيح موجودا . هل صنع المسيح عجائب حقا ؟ هل أُقيم من الأموات ، هل عاش فعلا وبأي لغة تكلم المسيح !. هذه الأسئلة هي التي تدور على ألسنة رجال الدين المسيحي وهذا ما نشرته مجلة فاتيكانية ، وقالت في مكان آخر : أن بعض الاهوتيين الألمان في أواخر القرن التاسع عشر وأوائل القرن العشرين صوّروا المسيح كشخصية خيالية لدى الكنيسة القديمة ، وأن ما موجود في الإنجيل لايعدو كونه من قصص الخيال القديمة شأنه شأن أساطير هرقل وباراباس وسبارتاكوس وغيرها . 
أدى طعنهم الجديد في تاريخية عيسى بن مريم في مستهل هذه القرن إلى جدال بين العلماء ومن مختلف المذاهب بحيث امتد حتى وصل إلى العامة في ذلك والوقت ، ولا يزال تأثيره قائما حتى اليوم كما تظهر الاستطلاعات والدراسات . 
فقد كشفت دراسة أخيرة في ألمانيا أن (3) في المئة من الذين جرت مقابلتهم يعتقدون أن يسوع ( لم يعش قط وأن الرسل ابتكروه) ويعلق عالم الكتاب المقدس ( فولفغانغ تريلنغ ) قائلا : إن مسألة الجدال المتعلق بما إذا كان يسوع عاش فعلا ، وبكلمات أخرى إذا كان شخصية تاريخية أو خرافة قد جرى بتُّها بطريقة نظرية . ومع ذلك لا يزال كثيرون يشكون في أن يسوع وُجد فعلا !! 
ويعلل هذا العالم الألماني أسباب إنكار الناس لشخصية عيسى المسيح فيقول : ان الإعدام المشين ليسوع كمجرم حقير يُزّود الحجة الأكثر إقناعا ضد اللذين لا يعترفون بتاريخية يسوع . لأن الإعدام عرقل وحتى أعاق الانتشار للإيمان الجديد بين اليهود . 
الإنجيل نفسه هو الذي أوصل الناس إلى الشك بشخصية السيد المسيح هل وجد أم لا ، لأن في الإنجيل أمور بحاجة إلى من يشرحها للناس ولما لم يكن هناك من هو كفئ لها ، يلقي رجال الكهنوت المسيحي بالأجوبة في عب الرب دائما فقد ذكر الإنجيل على سبيل المثال قيامة السيد المسيح من الأموات ، فيتساءل النصارى عن الدليل الذي يؤيد قيامة يسوع من الأموات ولماذا ، فإذا كان يسوع هو الله فلماذا سمح بقتل نفسه ، ومن الذي أحياه بعد القتل ؟ وإذا كان يسوع نبي مرسل من الله أو ابنا له لماذا سمح بقتله بهذه الطريقة المذلة المشينة ولماذا لم يرفعه إليه فورا أو يميته ميتة كريمة ثم يرفعهُ 
وتتساءل الأغلبية الساحقة أيضا عن علة القبر الفارغ فتقول : لم يُقدم أي تفسير وجيه للقبر الفارغ ، إلا ما ذكره الكتاب المقدس في فقرة قصيرة صغيرة مقتضبة : ليس هو ههنا لأنه قام . ولا يُعلم بالضبط من الذي كتب هذه الفقرة بعد موت عيسى وانقطاع الوحي . ومن هو القائل لهذا القول ؟ 
الإنجيل نفسه هو الذي زرع بذور الشك حول شخصية السيد المسيح فعندما زعم متى أن المسيح قام من قبره وأن تلاميذه إلتقوه في الجبل قال متى : (( رأوه سجدوا له ولكن بعضهم شكّوا )) ثم لم يذكر لنا الإنجيل بعد ذلك أين ذهب السيد المسيح هل رجع إلى القبر المفتوح الفارغ هل بقي في الأرض هل ارتفع إلى السماء . هذا ما صمت عنه متى ومن هنا تولد الشك ومنذ الأيام الأولى لاختفاء السيد المسيح العجيب وظهوره المفاجئ . 
وتساؤل آخر احتار الناس في حقيقة كاتبه فقد ذكر مرقس أن المسيح بعدما كلم تلاميذه ارتفع إلى السماء وجلس عن يمين الله . ولا يعلم النصارى أيضا من الذي دوّن هذا النص في الإنجيل وكيف علم كاتبه أن المسيح جلس عن يمين الله ؟ 
فعلى سبيل المثال يذكر لوقا : أن السيد المسيح أول ما ظهر بعد خروجه من القبر ظهر لسمعان ! 
ويذكر يوحنا بأن السيد المسيح أو ما ظهر بعد خروجه من القبر ظهر لتوما على ساحل البحر ! 
وسكت يوحنا في إنجيله فلم يذكر للمسيح صعودا ولا هبوطا. 
من كل ذلك يتبين لنا يا قداسة الأب أن المسيحية ديانة ليست عالمية وان يسوع نبي محلّي كان ضمن سلسلة انبياء مكملين للناموس بعد موسى كان آخرهم يوحنا ويسوع الذي ختم حياته بالوصية الكبرى التي تؤكد عدم عالمية دعوته وهي التي سوف تراها في ملحق هذا البحث لو رغبت بذلك . 
ايزابيل بنيامين ماما آشوري . اونتاريو . 
الجزء الثاني : هل كان يسوع نبيا عالميا ؟

كافة التعليقات (عدد : 5)


• (1) - كتب : إيزابيل بتيامين ماما آشوري ، في 2014/08/14 .

اخي الطيب نزال
هناك النبي سليمان ارسله الرب للجن والبشر والحيوان والريح والمدر والشجر كلها كانت تاتمر بامره بإذن الرب .

• (2) - كتب : نزال ، في 2014/05/18 .

النبي الوحيد الذي أرسل للناس كافة بل وللثقليين الإنس والجن هو نبينا محمد صلى الله عليه وسلم، أما نبي الله عيسى فكانت رسالته في بني إسرائيل ولكنهم رفضوها ااستكبارا وعلوا

وتسلمي

• (3) - كتب : نزال ، في 2014/05/17 .

النبي الوحيد الذي أرسل للناس كافة بل وللثقليين الإنس والجن هو نبينا محمد صلى الله عليه وسلم، أما نبي الله عيسى فكانت رسالته في بني إسرائيل ولكنهم رفضوها ااستكبارا وعلوا

وتسلمي

• (4) - كتب : نزال ، في 2014/05/16 .

النبي الوحيد الذي أرسل للناس كافة بل وللثقليين الإنس والجن هو نبينا محمد صلى الله عليه وسلم، أما نبي الله عيسى فكانت رسالته في بني إسرائيل ولكنهم رفضوها ااستكبارا وعلوا

وتسلمي

• (5) - كتب : محمود خليل ابراهيم ، في 2013/06/11 .

فعلا كما تفضلتي ايتها الاخت المبجله تساؤلاتك منطقيه وعلميه 000 ان السيد المسيح بعثه الله لاصلاح ماخربه اليهود ولكنه واجه مقاومه عنيفه كالمعتاد مع كل اصلاح وكانت النتيجه متوقعه الا وهي (تصفيته جسديا) ونحن المسلمون نعتقد بان الله انقذه من ايدي اليهود ورفعه الى السماء وقتل بدلا عنه شخص اخر شبيها له 000 مهمة المسيح لم تنته بعد وسيواصل مهمته لاحقا وسيضع النقاط على الحروف لكثير من الامور التي زالت مبهمه 0000 تحياتي ايتها الاخت 000



  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=32051
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2013 / 06 / 07
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 29