• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : ثقافات .
              • القسم الفرعي : ثقافات .
                    • الموضوع : تحليل مضمون فيلم (نصف القمر Half Moon) .
                          • الكاتب : عارف معروف الداوودي .

تحليل مضمون فيلم (نصف القمر Half Moon)

للمخرج: بهمن قوبادي 
دراسة مقدمة الى كلية الفنون التطبيقية 
جامعة حلوان – مصر 
بإشراف الاستاذ/ الدكتور كمال احمد شريف
الاستاذ /وائل محمد احمد عناني
 
 
 
6-1 مدخل: Entrance -
بداية لابد أن نعترف بأن تحليل أو دراسة أي نص فيلمي، هو في نهاية الأمر لا يتخطى كونه استخداما للغة الكلامية سواء في شقها الشفهي أو الكتابي، من أجل التعبير عن مكونات ومكنونات النص الفيلمي، الذي هو في حقيقة الأمر "صورة". وهذا الوضع يمثل نوعا من التناقض الذي نقع فيه حينما "نتكلم" أو "نكتب" عن "الصورة" – النص الفيلمي - بما هو ليس صورة، حتى وٕ ان كانت لغة التحليل والدراسة تلك هي لغة وذلك لأننا لا نجد أي وسيلة أخرى للتعبير غير تلك اللغة، Multilanguage شارحة الكلامية، التي تمثل في حقيقة الأمر الوعاء الثقافي الذي يحوي كافة المكونات والمؤثرات ت والرؤى الاجتماعية، إلا أنها لا يمكن أن تصل - مهما بلغت من الدقة في الإيضاح والتبيين - إلى أن تكون بديلا عن "الصورة" بأي شكل من الأشكال، حتى ولو اعتبرنا أن الصورة قد ولدت عبر رحم الكلمات( ).
فعلى سبيل المثال السيناريو، ما هو؟ ماذا يمثل؟ هو في حقيقة الأمر لا يتخطى كونه مجموعة من الخطوط السوداء – الكلمات – على صفحات بيضاء، ومنها يولد الفيلم في شكله البصري، إلا أن السيناريو لا يمكن اعتباره شبيها أو مماثلا، أو بديلا عن الفيلم المصور، لذا يعتبر السيناريو دائما عملا فنيا ناقصا، لا يمكن عرضه بأية حال، على الخلاف من النص الفيلمي الذي يعتبر عملا فنيا مكتملا في حد ذاته، ويمكن عرضه وتقديمه إلى المتلقي.
6-2 البطاقة الفيلمية Film card -:
 
الشكل رقم (73) بوستر الفيلم (نصف القمر)
العنوان: "نصف القمر half moon- "
 السنة: 2006
النوع: روائي طويل.
قصة و سيناريو و اخراج: بهمن قوبادي
مدير التصوير: تايجل بلاك
مكياج: مهرداد مير كياني
مونتاج: عايده صفي ياري
صوت: بهمن اردلان
موسيقى: حسين عليزادة
انتاج: ميج فيلم
تمثيل: اسماعيل غفاري – الله مراد رشتياني – فرزين صابوني – كامبيز عرشي – محمد ناهيد – صديق بهزاد بور – علي اشرف رضايي – رضا حاجي خسروي –بهرام زارعي – هدية تهراني – كلشفيته فراهاتي – حسن بور شيرازي 
 
الشكل رقم (74) بوستر ثاني للفيلم (نصف القمر)
6-3 التتابع الفيلمي- Film relay:
إن التتابع الفيلمي هنا ليس بديلا عن النص، بل هو مجرد تقسيم "مقطعي" له، من أجل التحديد لا أكثر، حيث إن هذا التتابع هو خيانة للنص، إلا أنها خيانة ضرورية، ولازمة، وقد تم التقسيم على اعتبار أن كل مقطع يمثل وحدة متكاملة، يمكن الالتجاء إليها عند التحليل.
1. صوت حزين لبداية ظهور التايتل.
2. ظهور كاكو و بيده لاوند سبيكر (مكبرة)و هو يقود صراع الديوكة بواسطة المكبرة.
3. وجوه متعبة للمراهنين على مصارعة الديكة. و ظهور عازفين على الطبل و مع بداية صراع الديكة.
4. ظهور طفل و هو يجتاز تلة مغطاة بالثلج متجها الى حلبة مصارعة الديكة و بيده هاتف خلوي. ويقف في الباب و ينادي على والده كاكو الذي يدير المصارعة .
5. ظهور كاكو و يسال الطفل عن سبب مجيئه و عندما يعرف بان التليفون من (مامو) يدعو الجميع الى الصمت. فيستجيبون له و هذا دليل بان الشخص الذي يخابر شخص مهم و هو مامو .هكذا يترك كاكو المباراة بعد ان تراهن الجميع الا انه يخرج مسرعا لتلبية نداء مامو.
6. خروج كاكو و في يده ديوكه اثنين و هو يخاطب صاحب الحافلة ان يرافقه الا انه يرفض. فيعطيه كاكو الديوكه الاثنين و يذهب لتزين و غسل الحافلة التي تنقل الفرقة الموسيقية الى كردستان العراق.
7. كاكو يحاول تثبيت الكاميرا قرب المراءة في داخل الحافلة محاولا منه تسجيل و ارشفة الرحلة التي يقوم بها الى جانب والده الروحي (مامو) و بعض من اولاده يغسلون الحافلة.
8. اتصال هاتفي من قبل إمراة غير معروفة  فيحاول صاحب الحافلة للرد عليها بدلا من كاكو . تظهر زوجة كاكو و تسير نحوهم فيقطع الاتصال .
9. تسال زوجة كاكو من المتصل . فيرد عليها صاحب الحافلة بانه رجل .ترد هي بكل تيقن بانها صوت امرأة. فتبصق في الارض دلالة على حقدها و تذهب
10. يذهب كاكو خلفها و في الطرف الثاني من الحافلة يظهر مشهد جنسي محتشم مصاحبة بموسيقى  تعزف بواسط طفلين في الفيلم.
11. يقتنع صاحب الحافلة بان تعطي الحافلة لكاكو .كي يذهب بالفرقة الى كردستان العراق لإقامتها.
12. توديع زوجات و ابناء و بنات الموسيقيين الذين سوف يسافرون الى العراق.
13. ظهور صالة كبيرة و قد استخدمت كمعمل لصناعة الآلات الموسيقية كالدفوف و الرق و الساز و العود و يعمل في هذا المعمل مجموعة من اليافعين و الشبان. يدخل كاكو الى المعمل ليخبر اخوه الاخر بتصريح الذي حصل عليه  مامو كي يسافرون الى العراق و اقامة حفلة هناك.
14. ركوب اعضاء الفرقة الموسيقية الحافلة  مع الاتهم ، و هم في الاصل ابناء مامو.
15. سير الحافلة في الشوارع و بين الجبال و الوديان، دليل على ابتداء الرحلة.
16. ظهور مزار او مرقد يقف عنده مامو . تقف الحافلة بجانب الطريق منتظرا الكل نزول مامو و صعوده الحافلة .ينزل كاكو و يقف بجانب شيركو منتظرا مامو الا انه يستاذن شيركو كي يصور المرقد.
17. مامو  راقد داخل قبرينظر الى السماء و بالتالي تظهر صورة قمر 14 او نصف قمر في السماء.
18. شخص غريب يزحف بتابوت من جانب القبر الذي كان راقدا فيه مامو بعد ان خرج منه.
19. طفل يحمل راية معينة و يهز بيده بالراية و يبلغ الجميع بوصول الحافلة. تنزل فتاة مسرعة من على تلة و تتجه نحو الحافلة و تصعده . شخص يركض خلف الفتاة و تقول لها (قف و لا ترحلي).
20. نزول مامو و توجه نحو اعلى التلة و يستمع الى شرح الشخص الذي يدرس في المدرسة بجانب بنته . حال سماع مامو للشرح يامر احد ابناءه بان يخبره لو اخذوا معهم (جنور بنته) معهم كم يصبح عددهم و يرد عليه بان عددهم يصبح (14) فيقول مامو بان العدد 14 مشؤم و لابد لها ان تبقى و تدرس في المدرسة الاطفال افضل من الذهاب.
21. يهمس مامو باذن ابنته بان لا رقم 13 و لا 14 مشؤمين الا انها مجرد اعذار كي تبقى لكي تدرس  في المدرسة الاطفال.
22. هروب احد اعضاء الفرقة من الحافلة و هو ابنه (شوان) يبدا مامو بالصراخ و المناداة الا انه لا يستجيب. يعطي كاكو مسدس لمامو كي يطلق طلقة في الهواء من اجل تخويف (شوان) الا ان مامو يوجه عليه المسدس و يطلق عليه رصاصة  فيصيب اذنه و يعود بذلك الى الحافلة لمعاودة المسير.
23. شوان في داخل الحافلة و قد لف احدى اذنيه  (مامو ) يخاطبه و يشبه بالفنان الهولندي الرسام الذي قطع اذنيه لحبيبته. فيرد عليه البقية احدهم يقول بيكاسو و بالتالي هو نفسه شوان يقول فان كوخ. فيضحك الجميع و هذا يدل على وعي الفرقة و الخلفية الثقافية لهم.
24. تظهر في الفينة و الاخرى لقطات لعزف منفرد لمجموعة العازفين داخل الحافلة.
25. انتظار (شاهو) ابن مامو على حافة الطريق منتظرا وصول الحافلة و على ظهره الة (الدف)و حال وصول الحافلة يطلب من والده النزول و ذلك لمشورة مهمة،يخبر والده بالحلم و عدم السفر لان الوقت غير ملائم و اليوم 14 هو يوم مشؤم.
26. صراخ (مامو) في وجه الجبال و الفضاء ويقول من يستطيع منعي انتظرت اكثر من 35 سنة هذه الفرصة و الان تمنعوني انني ساذهب ساذهب.
27. مجموعة من الدراويش  هم يؤدون الطقوس الدينية ،يدخل عليهم مامو لوصول الى شيخهم لنيل البركة في السفر.
28. مامو يصعد السلالم مع صوت غنائي اشبه بالنحيب 
29. ظهور تابوت يسحب من قبل فتاة و بعدها يظهر مامو و كانه راقدا في قبر و هو حي ينظر الى السماء على انه الحي الميت.
30. يطلب (مامو) من احد العازفين قراءة الكلمة الترحيبة التي سوف تلقى في الحفل المزمع اقامته في كردستان العراق. فيذكر في الكلمة مدة 37 سنة من الجور والظلم والابتعاد عن الوطن الام و هي كردستان العراق.فيقول(مامو) بان الكلمة جيدة ولكن في الجملة التي يذكر فيها (مامو) و ابنائه اضف لها و صوت ملائكي من السماء. فيتعجب الجميع.
31. حرس ثوري ايراني . امام موقد للنار و خلفه عارضة موضعه على طريق مودي الى قرية ما. ينزل مامو من الحافلة و يتبعه اولاده العازفين يتوسون اليه بعدم الذهاب الى تلك القرية الا انه يصر على الذهاب و ينهرهم بسحب المسدس و يقول (الحفلة لا تتم من دون تلك المطربة).
32. يرشي مامو الحرس و يدخل الى داخل القرية لجلب الفتاة المطربة.
33. قرية محفورة في الجبال ،مامو يشرح لابنه الذي صاحبه بان 1334 فتاة مغنية و فنانة تم نفيهم الى هذه القرية. و ان غنن سوية فانك كانك تسمع صوت واحد مضخم.
34. استقبال الفتيات ل(مامو)بمشهد غريب و هي عزف كل الفتيات من على الارض وعلى  سطوح البيوت على الة الدف ،وخروج (مامو) مع الفتاة المغنية (هيشو)و كانها زفة عرس .
35. جوف الليل و داخل الحافلة تتدرب الفتاة المغنية مع مامو على كيفية اداء المقاطع الموسيقية. تسعل هي و تظهر في يديها السيكارة بين تارة و اخرى تقول ل(مامو) بانها غير قادرة الا ان (مامو) يشد من عزيمتها فترضخ هي الاخرى للامر و تتابع.
36. كاكو نايم و هو يقود الحافلة ، يفز و يصفع وجه، كي ينتبه الى الطريق، يخبر البقية باخفاء (هيشو) لانهم وصلوا الى نقطة تفتيش، فيقوم الجميع باخفاء الفتاة في المكان السري داخل الحافلة.
37. نقطة تفتيش و قيام الحرس الثوري الايراني بتفتيش الحافلة. حال صعود الضابط الايراني الى الحافلة يطلب تصاريح الخروج من ايران. و يتجه نحو (مامو) و يقول له بانه معروف في الاوساط الفنية و الاذاعة و التليفزيون.
38. جندي كردي من كرمنشا المنطقة الكردية في ايران و معجب ب(مامو) و يتكلم مع (مامو) بصوت خافت . ينزل الضابط من الحافلة و يسمح لهم بالمغادرة.
39. كاكو يخبر الجميع في الحافلة بانهم خرجوا من الحدود الايرانية ،تظهر الفرحة على وجوههم.
40. ظهور مجموعة من الصخور مرتب يدويا  على مد البصر دلالة على الحدود الايرانية العراقية.( مامو) يكلم بالتليفون الا ان المحاولة لم تنجح.
41. ظهور اناس يركضون و خلفهم صوت عيارات نارية ،فيطلب احد الابناء من (مامو) الوقوف على الحدود و عدم دخول الحدود العراقية لاجراءات امنية .يسال مامو الهاربين هل الطريق سالك؟ فيقولون بان الطريق من هذه الناحية مغلق عليه ان يلجاء الى مكان اخر.
42. هيشو تنظر من خلف زجاج الحافلة و هي مصدومة.
43. ظهور الحافلة و هي تسير بين الجبال. دلالة على تكملة المسير من قبل (مامو ) و بقية الفرقة.
44. سيطرة متجولة  مفاجئة على الطريق و يؤشر للحافلة بالوقوف،معهم كلاب تدربت من اجل العثور على النساء بواسطة الشم،و عليه يتم كشف (هيشو) و يخرجونها من مخباها السري ، و يحطمون الالات الموسيقية و يمزقون جلود الدفوف، يترجى مامو الضابط الايراني بعدم اخذ (هيشو) لانها الوحيدة التي بامكانها احياء الحفلة. و لكن من دون فائدة. الجندي الكردي يقول ل(مامو) كونوا في الجوار و انا اهربها و اجلبها لكم.
45. طلب مامو من احد ابناءه لمعرفة اين هم من خلال جهاز الحاسوب المحمول.
46. مخابرة (كاكو) لصديق(مامو) القديم و تبشيره بقدوم (مامو) و الفرقة الى قريتهم.
47. تظهر (هيشو) و هي تغني و تتدرب مع مامو و قد اعيدت من قبل الجندي الكردي الى الفرقة لتكملة المسير.
48. الجندي الكردي مع (كاكو)و هو يشرح له تقاصيل المفاوضات و كيفية تهريب (هيشو).
49. ظهور (كاكو) ليخبر (مامو) بان اربعة اشخاص لم يظهروا في الفيلم  ذهبت معهم (هيشو) المطربةو يقع هذا الخبر وقع الصاعقة على راس (مامو) و يقول كاكو بان (هيشو) طلبت منه ان تسلم هذه الرسالة الى (مامو).
50. يرسل (مامو) كل من (كاكو) و (شيركو) بالحافلة للبحث عن الفتاة و دون الرجوع من غيرها.و هم يوصلون المسير بالسير على الاقدام.
51. دخول(مامو) و البقية الى مقهى شعبي مغطى بالبلاستيك نتيجة البرد القارس. و يستقبلون بالحفاوة من قبل الموجودين في المقهى، حينها يامر صاحب المقهى بوضع كاسيت لمطرب يغني من الحان (مامو).
52. ظهور تابوت وسط حيرة و دهشة (مامو) من الذي حدث.
53. دخول (كاكو) الى المقهى راكضا ومن شدة الركض لم يتمكن من الكلام . يغمى عليه . يسكبون عليه الماء، يفيق و يخبر مامو بالقصة و اختفاء (شيركو) ايضا.
54. قرية (خليل) صديق (مامو) و هي خاوية و يصرخ (مامو) اما من احد فلا مجيب.
55. (كاكو) يصور القرية بالكاميرا و يخبر اخاه بان هذه الالة عجيبة . وذلك صور بها لمدة ست ساعات ويندهش اخوه و عندما ينظر اليها يجده بان الكاميرا اصلا لم توضع في داخلها فيلم و معنى ذلك بان الرحلة اصلا لم تورشف.
56. ظهور امراة عجوزة و قد رسمت الزمن خارطتها بكل دقة على وجهها. و تخبر (مامو) بان صديقه (خليل) قد توفي بالامس و الناس في المقبرة من اجل دفنه.
57. ظهور اهالي القرية في المقبرة المغطاة بالثلوج و هم يدفنون0(خليل) صديق (مامو).
58. ظهور احد ابناء (خليل) و يشرح ل(مامو) و ابناءه سبب وفاة ابيه بالأمس و ذلك نتيجة مخابرة تليفونية من احد المتصلين يخبره بقدوم (مامو) و فرقته الموسيقية الى قريتهم ، و من شدة الفرح فارق الحياة.
59. يتوجه (مامو) الى (كاكو)بانه هو السبب في موت صديقه و يطلب منه ان يسلمه الهاتف النقال ، يشهر عليه المسدس، الا ان اهل خليل و القرية لهم عقاب خاص .فيقومون بتعليق (كاكو) من قدميه على شجرة.
60. ظهور الصورة مقلوبة من خلال عيون (كاكو) و هو معلق من قدميه على شجرة، و يتوسل من (مامو) بان يعفوا عنه.
61. دفن جثمان (خليل) صديق (مامو) اذ بصوت نسوي غنائي و كأنها صوت سماوي، يسمع من وسط النسوة الحاضرات الدفن. يبحث مامو بدهشة في وسط الناس عن مصدر الصوت ،في هذه الاثناء تتحرك الجثة و كان الروح و الحياة عادت اليها. يهرب الجميع باستثناء (مامو) يطلب من الجمع العودة و يقول لهم بان الميت عاد الى الحياة.
62. ظهور نساء مرتديات العباءات السوداء و هن يبكين (خليل).
63. ظهور الدكتور و هو يفحص جثة (خليل)و يعلن موته. الا ان (مامو) يصر على انه الجثة عندما سمعت صوت المراءة و تغني عادت اليها الحياة. فيرد عليه الدكتور بان هكذا كلام غير علمي و منطقي. فيرد عليه (مامو) بان هكذا حالات لا علاقة له بالعلم و انما له علاقة فيؤشر بيده الى قلبه و السماء و يقصد به الخالق.
64. ابتعاد اهل القرية عن (مامو) و فرقته الغنائية. (مامو) يطلب منهم تامين الآلات الموسيقية و فتاة مغنية. اهل القرية على لسان احدهم يرد عليه بإمكان تدبير الآلات الموسيقية و الدفوف و لكن فتاة تغني مستحيل.
65. (مامو) راقدداخل قبر و هو حي و يطلب من ابناءه بان يواره التراب. وهم يرفضون و يرجونه بالخروج.
66. ظهور الحافلة و هي تسير . (مامو)يبان عليه التعب و الارهاق و هو يسعل داخل الحافلة. يخبرهم (كاكو) بان احد ابناءه لم يركب الحافلة و هو (شاهو).
67. ظهور علامات مرورية على الطريق يؤشر يمينا العراق و تركيا و يسارا ايران، يطلب الفرقة من (كاكو) ان يسلك طريق اليسار من دون علم (مامو) للعودة بهم الى ايران . فيستجيب لهم (كاكو).
68. يعود (كاكو) بالحافلة الى ايران. (مامو) يسمع صوت نسائي قريب الى النحيب بشكل غنائي.
69. سقوط شيء على سطح الحافلة يدهش الكل . اذ بها فتاة جميلة و كانها هبطت من السماء. تسال عن (مامو) بعدها تركب الحافلة من الباب الخلفي و تجلس بجانب (مامو) و تسال عن صحته. كل الابناء تبان على سيمائهم الدهشة من هذا الموقف. تقول لهم بانها الدليلة التي تأخذهم الى الحفلة المزمع اقامته في اربيل كردستان العراق، يقول (مامو) كيف بي ان اقيم حفلة و نحن لا نمتلك لا الآلات موسيقية و لا دفوف. ولا مغنية تحي الحفل. تقول :انا اكون مطربتك و اغني الحانك ، و سبقا سمعت صوتي  فيسالها (مامو) اين ، فتقول في المقبرة عند دفن جثمان (خليل). حينها تطلب منهم العودة الى العراق مرة اخرى.
70. ظهور حصان ، و سيارة فيها تابوت ، و مجموعة من الاشخاص بدرجاتهم البخارية في فضاء مغطى بالثلوج.
71. الحدود التركية العراقية .تنزل الفتاة من الحافلة و تطلب من البقية النزول ايضا، و تطلب منهم وضع الآلات الموسيقية داخل التابوت و ركوب الابناء خلف سائقي الدراجات ، يسالونها من الذي وضع الخطة هذه ،فترد عليهم انا من وضعت الخطة . حينها يطلب (مامو) من الكل الطاعة من غير المجادلة. ينفذون الامر ، ويركب (مامو) الحصان و تقودها الفتاة في وسط الثلوج.
72. سقوط الحصان في وسط الثلوج نتيجة التعب و الارهاق . ينزل مامو من على ظهره و يكمل المسير سيرا على الاقدام.
73. الحصان يترك وحيدا وسط الثلوج.
74. جلوس (مامو) مع الفتاة تحت الشجرة . وهي تطلب منه تكملة المسير، و هو يسالها من تكون، يطلب (مامو) من الفتاة في حالة موته دفنه في موطنه الام العراق. و تواعدها هي بالامر.
75. ظهور (كاكو)و هو حليق الشعر و يبكي و يندب حظه العاثر بعد ان اخذ منه الشرطة التركية الكاميرا و ذبحوا ديكه العزيز امام عينيه.
76. يتحدث (مامو) مع الفتاة و هي تنظر الى التابوت الموضوع تحت الشجرة.يظهر وجه (مامو)و فمه مليء بالدم و يبصق على الثلوج و تطاير الدماء .
77. ابتعاد الفتاة من (مامو) و هو يطلب منها بعدم تركه هنا وحيدا.
78. الفتاة تطلب من ابناء (مامو) المضيء قدما مع اصحاب الزلاجات ، الذين نزلوا من اعالي الجبال. كي لا يتاخروا عن الحفل الذي سيقام في قلعة اربيل. فيرد عليها احدهم . اية حفلة و نحن مرة ثانية تركنا الاتنا و تصاريحنا في الوديان و وسط الثلوج. فترد هي حال الوصول الى هناك كل شيءسهل.
79. ظهور الفتاة و هي تسحب التابوت الفارغ.
80. ظهور حصان شارد في الافق. ينظر (مامو) الى السماء و هو ينهار و الدماء تسيل من فمه، يحبوا نحو التابوت الموضوع تحت الشجرة ، يرفع الغطاء و يدخل فيه و يسد الغطاء على نفسه.
81. ظهور فتاة تسحب تابوت فارغ اخر.
82. يفتح التابوت من قبل الابن و الفتاة. الا ان (مامو)فارق الحياة ، و تقوم الفتاة بسحب النوتة الموسيقية من معطف (مامو) و تعطيه لابنه و هو يبكي عليه. يغلق التابوت.
83. (مامو)مسجى داخل قبره و عند سماع الصوت الموسيقي و التصفيق ،يفتح عينيه و يبتسم.
84. الابن و الفتاة يسحبون التابوت فوق الثلوج و صوت غناء من بعيد يسمع.
85. تايتل النهاية.
 
 
 
 
6-4 موضوع الفيلم - Theme of the film:
إن "موضوع" النص الفيلمي يعني في بدء الأمر ومنتهاه: ما يطرحه النص، ما الذي يقودنا إليه؟ علام يدل؟ إلام يشير؟. فكل نص له دائما وأبدا موضوع يطرحه، ولكي يتكشف موضوع الفيلم لابد أن نبدأ بالنظر في مكونات النص وكيف يبدأ؟ وبماذا يستهل؟.
6-5 عنوان النص Title text - :
العنوان هو تسمية النص بكلمة أو بجملة أو بشبه جملة، بعدها يصبح ملتصقا به، ولا يعرف النص إلا عبر ذلك "الاسم"، والذي يمسي في الوقت ذاته دالا عليه، حيث يمكننا من الاسترشاد به عند الحديث عن ذلك النص. فالاسم العنوان هو المثير السمعي أو المكتوب الذي يستدعَي به النص، سواء أكان لوحة أو مسرحية أو رواية أو فيلما، إلا أن العنوان ليس مجرد اسم يطلق من أجل التحديد الأرشيفي للذهن، أو لمجرد الاستدلال على النص، أو لمجرد القدرة على استعادته بالنسبة للذاكرة، فالعنوان له صلة وثيقة بالنص. لابد أن يكون هناك اسم ما للنص الفيلمي أو الفني، وسواء أكان مكتوبا أو شفهيا، وهذا الاسم هو أداة التعريف بالنص، فلا وجود لنص بلا عنوان، و"ترجع كلمة "عنوان"، في لسان العرب، إلى مادتين مختلفتين، هما: "عنن" و"عنا"، وفي حين تذهب المادة الأولى"عنن" إلى معاني "الظهور" و"الاعتراض"، تجد المادة الثانية "عنا" تحيل إلى معاني "القصد"و"الإرادة"، وكلا المادتين تشتركان في دلالتهما على "المعنى"، كما تشتركان أيضا في"الوسم" و"الأثر" ..." ( ). فالعنوان هو بمثابة الإبانة والكشف، أي الظهور لما سيأتي، كما أنه يمثل أيضا "القصد" من الشيء، أي الغرض منه، فالعنوان مرتبط بالنص بشكل لازم، حيث إننا في حديثنا المتبادل شفهيا لا نحتاج إلى "عنونة" ما نتكلم عنه، أو بصدده، أما في حالة النص، وهي حالة غياب عنصر الاتصال المباشر ما بين الأطراف المختلفة، فإن النص صادرة "Massage" يحتاج إلى" "عنوان" "لينشده المتلقي من خلاله، وكل "عنوان" هو مرسَلة وهذه المرسَلة محمولة على أخرى هي "العمل" فكل من "العنوان" وعمله مرسلة مكتملة ومستقلة"( ) ، فالعنوان يمثل في حد ذاته رسالة من المرسِل إلى المتلقي، والأخير يستقبلها ويفك شفرتها، ويتفاعل معها على الرغم من قصرها الشديد، إلا أنها تبدأ في توليد معانٍ في ذهن المتلقي حول النص بشكل عام، وعلى الرغم من استقلالية "العنوان" عن النص الفيلمي، فإن الأول يحيل دائما إلى الأخير واذا اخذنا بنظر الاعتبار العنوان في فيلم (نضف القمر).اراد به المخرج ان يقول لنا بان كل الاشياء تركت على عدم الاكتمال بصورة صحيحة كما الحال بالسنبة للقمر عندما لا تكتمل برغم وجود الحركة الفلكية لها و مهما كانت الامور فانها تكمل دورتها بصورة صحيحة . لذا من خلال نصف القمر نتلمس ايضا بان الحياة لا تقف فقط عند مامو بل تكتمل حالها حال القمر . و لكن نج سير الفيلم قد ركوت على الامور الوسطية اكثر مما يركز على امور اخرى تكميلية كما في الافلالام الاخرى ، و هذا ما يميز الفيلم و العنوان دلالة على سير و سبر ما اراد المخرج و الكاتب ان يقولان  ..
 
الشكل رقم (75) بوستر ثالث للفيلم (نصف القمر)
المرسل
 
العنوان  
 
النص
العنوان –  تبعا للشكل السابق - يمثل نقطة ارتكاز للدخول للنص، "... فهو يقدم معلومات أساس لفهم النص، حيث يتضمن فكرة النص الرئيسية، ويتيح للقارئ انتقاء إطار مرجع لتأويل المعلومات التي يحويها هذا النص"(1). أندريه، جاك ديتشين، استيعاب النصوص وتأليفها، ص 12 )، وفيلم (نصف القمر half moon) كما ملقب اذ انه خير شاهد على توارث المعاني في ذهن المشاهد من تكوين الاراء و ابداء الاعجاب بالمادة الفليمية و السرد الفليمي الذي يتضمنه الفيلم من دلالات انسانية. هنا اقترنت عنوان الفيلم بذاكرة المتلقي من اول ما ينظر او حتى يسمع بعنوان الفيلم و الذي يربط  ما بين حالة من الزمن المفقود بقدسية و اصرار شخص ان يقوم بأعمال كان يراوده طيلة الوقت . الوقت و الزمان الضائعين في بلاد لا تبعد عن بلاده الاصلي سوى احجار رصفت على خارطة الارض لتمثل الحدود المصنوعة نتيجة افعال الحكام لا البشر.
6-6 نبذة عن السرد القصصي في الفيلم- About narrative in the film  :
الموضوع يدور حول موسيقار كردي طاعن في السن هو "مامو" الذي يرغب في الرحيل من كردستان إيران إلى كردستان العراق لتقديم موسيقاه هناك التي حرم من تقديمها منذ 35 عاما (أي منذ سيطرة البعث وصدام حسين على الحكم) في حفل كبير ينتظر أن يكون بحق احتفالا كبيرا بعودة الحرية. غير أنه يتعين على "مامو" أولا أن يجمع شمل أبنائه العشرة، وهم في الوقت نفسه أعضاء فرقته الموسيقية، ويجد أيضا وسيلة تنقله إلى أعالي الجبال عبرالحدود. أحد أبنائه "كاكو" يتمكن من الاستعانة بحافلة قديمة تابعة لصديق له يعيره اياها، ثم يبدأ في جمع اخوته الباقين ويقنع السائق بعدم تناول أجر عن الرحلة بعد أن يقول له إنه سيجعله مشهورا في العالم كله، فأجهزة الإعلام الكبرى في العالم ستقوم بنقل الحفل الذي سيقام في كردستان العراق بمناسبة ذكرى الاطاحة بصدام حسين. 
 
الشكل رقم (76)الممثل الرئيسي مامو والممثلة التي قامت بدور هيشو في الفيلم
الموسيقار العجوز "مامو" يتلقى موافقة السلطات في كردستان العراق على استقباله مع فرقته بمن فيهم "هشو" مغنيته الوحيدة التي تعرف ألحانه وتستطيع أداءها. 
غير أنه ليس مسموحا للمرأة بالغناء في إيران، ويتعين بالتالي أن يقوم مامو بإخفاء المغنية في مكان ما في الحافلة. الموسيقار الكردي "مامو" يتطلع إلى تقديم موسيقاه في كردستان العراق مع مغنية الفرقة الوحيدة "هشو" في الطريق تقع الكثير من الأحداث: يتعرض البعض للسرقة، وتقبض الشرطة على بعض الأبناء بعدهم إلى داخل البلاد بدعوى عدم حملهم تصريحا بالخروج معهم، ويصادر حراس الحدود الإيرانيين الآلات الموسيقية للفرقة ويحطمونها، ويقبضون على المغنية ويعيدونها من حيث أتت رغم توسل مامو واحتجاجه. والأكثر غرابة أن كاكو الذي اقترض إحدى كاميرات الفيديو لتصوير الرحلة التاريخية، يكتشف في النهاية أنه كان يقوم بالتصوير دون وجود شريط داخل الكاميرا. ورغم كل المصاعب يصر كاكو على الوصول إلى هدفه. يقرر التوجه إلى قرية قريبة يقيم فيها صديق قديم له يمكنه تدبير آلات موسيقية جديدة ومغنية بديلة. إنه أحد ثلاثة موسيقين أكراد من جيله ظلوا على قيد الحياة من الذين يعرفون موسيقاه وقيمتها. لكن القدر يقف بالمرصاد، فعندما يصل مامو ورفاقه بصعوبة إلى القرية، يجدون أن الموسيقار العجوز قد فارق الحياة، وسكان القرية يدفنونه. صوت غنائي عذب كصوت الملائكة يأتي من بعيد بين الحين والآخر، صوت يخترق القلوب ويتردد صداه العذب في أرجاء الجبل. مامو يلمح داخل الحفرة جسد صديقه وقد تحرك بتأثير الصوت العذب. يلح مامو على الطبيب أن يخرج صديقه من القبر مصرا أنه لا يزال حيا.. "لقد عادت إليه الحياة بعد سماعه الغناء الجميل". الطبيب يعيد فحص قلب الميت فقط لكي يؤكد مجددا أنه فارق الحياة بالفعل ولا أمل في استعادته! صوت عذب جميل يتردد، ويصل إلى التجسد في صورة امرأة تهبط من السماء فوق سطح الحافلة.. تطلب منه أن يطمئن، فهي تحفظ موسيقاه وأغانيه، وقد رتبت كل شيء مع الجانب الآخر، في كردستان العراق، وقد أتت لكي تصطحبها معها. هذه المرأة- الملاك هنا، بكل ما يحمله هذا من دلالات في سياق الفيلم، قد تكون أيضا قد أتت برسالة أخرى. إنها تدل "مامو" وترشده إلى نهايته، إلى موته الذي لا مفر منه.
6-7 نبذة عن مخرج الفيلم About the film's director -   :
يعتبر المخرج الكردي الإيراني بهمن قوبادي من أشهر السينمائيين في إيران، بل ولعله أهم السينمائيين الأكراد على الإطلاق، لما يتميز به من حس فني رفيع مدهش، وقدرة على التعبير عن قسوة الواقع الذي يعيشه الأكراد بصورة بصرية مليئة بالتفاصيل المثيرة للتأمل والدهشة دهشة المعرفة. ولد بهمن في مدينة بانه الكردية في ايران عام 1969، في بداية شبابه عمل في احدى محطات الاذاعة، ثم ذهب الى طهران ليدرس السينما الا انه لم يكمل دراسته هناك. بين اعوام 1995 _ 1999 اخرج حوالي عشرة افلام قصيرة ونال عنها العديد من الجوائز المحلية والعالمية، عام 2000 غامر وجمع اموالاً من خلال بيع كل ما يملك من ممتلكات وصنع اول افلامه الروائية الطويلة والتي كانت بعنوان ( وقت لثمالة الخيول ) واستطاع ان يفوز بجائزة الكاميرا الذهبية في مهرجان كان السينمائي 2000 وبجائزة مهرجان شيكاغو السينمائي في الولايات المتحدة. بعدها قدم فيلمه الثاني والذي كان بعنوان ( اغنيات من بلادي كوردستان ) والتي غير عنوانها فيما بعد بناء على طلب من شركات التوزيع السينمائية الامريكية ومنها شركة ميراماكس الى (ضائع في العراق ). ونال الفيلم عدة جوائز مهمة في عدد من المهرجانات السينمائية والاهم منها ان الفيلم عرض في دور السينما الامريكية والاوربية وبنجاح تجاري وفني كبيرين.
أخرج قوبادي ثلاثة أفلام لفتت الأنظار بقوة إلى الموهبة السينمائية الكبيرة التي يتمتع بها : 
"زمن الجياد السكرانة" A Time for Drunken Horses 
و"معزولون في العراق " Marooned in Iraq 
و"السلاحف يمكن أن تطير " Turtles Can fly. 
وقد عرض مهرجان روتردام السينمائي الذي انتهى أخيرا، فيلمه الجديد الرابع "نصف القمر" Half Moon الذي يصلح لترجمته أكثر اسم " قمر 14 " فالمقصود هنا ليلة اكتمال القمر في منتصف الشهر الهجري، وهو ما يعد في الموروث الشعبي الشرقي تعبيرا عن غاية الجمال. ولد بهمن قوبادي في 1 من شهر شباط عام 1969 في بانيه, وهي مدينة قريبة من الحدود العراقية الايرانية في اقليم كوردستان إيران, هو الابن الاول لسبعة اشقاء , عاش في مدينة بانيه حتى السن 12 ومن ثم هاجروا الى  (سانانداج) – مركز محافظة كوردستان – وذلك بسبب النزعات المدنية .
انتقل قوبادي الى طهران بعد ان تخرج من الثانوية عام 1992 فبدأ مشواره الفني في التصوير على الرغم من انه كان في كلية الاذاعة الايرانية الا انه لم يتخرج منها لانه كان يؤمن بأن الطريقة الوحيدة لتعلم حرفة السينما هي عن طريق اخراج الافلام القصيرة بدون كلل بدل من اتباع مناهج رسمية, حيث ان نقطة بدايته كانت باخراج سلسلة من الافلام الوثائقية القصيرة .
من خلال نهجه الفطري في صناعة الافلام, طور قوبادي اسلوب خاص به وفريد من نوعه, وفي فترة قصيرة حصل قوبادي على شعبية في ايران وكانت القفزة الاقوى في فلمه ” الحياة في الضباب ” ( 1999  ) احد اشهر الافلام القصيرة في ايران. بعد هذا النجاح المبهر بدأ قوبادي بالعمل على فلم ” زمن الجياد الثملة ” 
( 2000 ) اول فلم كردي طويل في تاريخ ايران, وبعد حصوله على عدة جوائز عالمية (حائز على جائزة الكاميرا الذهبية مهرجان كان السينمائي), بدأ قوبادي بجذب الانتباه الدولي وصنع لنفسه لقب رائد السينما الكردية.
بدا قوبادي بإخراج افلام تلو الاخرى كـ ” نصف القمر” (2006) , ” السلاحف تستطيع الطيران ” (2004) والتي حصلت على العشرات من الجوائز العالمية .
ولكن احد المنعطفات الصعبة في تاريخه كان عندما اخرج فلم ” لا احد يعرف عن القطط الفارسية ” والذي جرى العمل فيه في ظروف صعبة جداً وبدون اذن من الحكومة الايرانية مما ادى الى ترك ايران والعمل في الخارج
وإذا كان بهمن قوبادي قد عبر في أفلامه الثلاثة السابقة عن قضية التشتت الكردي ما بين كردستان العراق وإيران، مركزا على مشاكل العيش في المناطق الوعرة على الحدود بحثا عن منفذ لتهريب سلع بسيطة كوسيلة للتحايل على مقتضيات الحياة، وما يكتنف هذا كله من أخطار، فإنه في فيلمه الرابع يتعامل مع موضوع لا يبتعد كثيرا عن الواقعية التي عرف بها، وإن كان يمزج بين الواقع والشعر والتأمل الصوفي. 
6-8 التاريخ كاطار فضائي للنص-  Space history as a framework for text:
لقد استخدم التاريخ من اجل اسطرة الشخصية الحاضرة الغائبة. وان المسار التاريخي للنص لم يتجاوز الاربعين عام .من نهاية القرن الماضي و بداية هذا القرن. حيث ركز على الفترة الزمنية التي امدها 37 عاما. و قد سجل لنا رحلة بحافلة . قطع التاريخ و اعطى لكل شخصية مساحة يعمل عليها من خلال بناء الشخصية .  كان الانطلاق الاولي حال حصول البطل على التصريح الذي انتظره لمدة سبعة اشهر . و الانطلاقة الثانية  هو ذألك الهاتف الذي جاء يخبر الجمع ببداء الرحلة . التي لم تستغرق سوى عدة ايام . استخدم التاريخ كاطار زمني لتوضيح ملامح الصورة من خلال سير الحافلة .لفترات الزمن او السيطرة عليه من خلال تلك الانفعالات السريعة. مزج بين زمنين مختلفين و متساوين من حيث الوقت . انه اليوم الرابع عشر و الذي هو دلالة على نصف الشهر ، و هذا زمن قصير نسبة الى ما يتناوله المخرج الذي قد يفسر اغوار التاريخ من خلال توضيح معالم الصورة . التي اراد بها المخرج توضيح مساره الفني من خلال لقطات يجرنا الى الماضي القريب  ومنه  الى الحاضر من دون الاهتمام بالمستقبل . لأنه زمن المستقبل لا يهم بقدر ما هو مهم الزمن الحالي في الفيلم . دون السير و لو بخطوة واحدة الى المستقبل . حيث نراه يراوح في تلك الفترة الوجيزة و التي هي قصيرة نسبيا  لنتفحص من خلال بعض الاشارات و الدلالات التي تمر احيانا مرورا سريعا الا انها لها وقع و تأثير كبير على المتلقي من حيث الفكرة و المضمون. يرشدنا الى مستنقع جديد ، لا يلبث ان يوقفنا ليرينا شيء اخر اكثر غرابة و اشد إيلافا من الذي سبقه. حيث ان المتلقي يسير مع  احدث الفيلم التاريخية  البسيطة و لكنه يفاجا  بانقطاع ذهني و شرود .سرعان ما يقودنا الي العودة ، الى التاريخ المراد الغور به. رحلة قصيرة و احداث و تاريخ بنمط اخر مزيج بين الماضي القريب و الحاضر الذي لا احد يعرف مستقبله ماذا يكون ،و لكنه معلوم لهؤلاء الناس الذين  ابعدوا  من بلدهم و شرودا الى بلدان الجوار. ان  استلهام هذه الفكرة العبقرية براي المتواضع عمل على جميع المتناقضات من خلال سير الحافلة و وجوه متعبة حيث اصغر الحاضرين الموجودين في الحافلة يتجاوز الاربعين عاما قياسا لباقي الابناء الذين تجاوزوا الخمسين ومن فيهم الستين ايضا . و هذا ايضا تاريخ يضاف الى بطاقة الرحلة الفنية المرسومة و الموسومة بتلك الوجوه المتعبة ، حيث انه لم يتناول تاريخا قديما و لا حتى حديثا . بمعنى اخر انه حصر المدة التي اراد ان يقذفها من  خلال هذا الفيلم  لا يتجاوز النصف قرنا على اكثر الاحوال . وهي فترة قصيرة بالسنبة لمضمون الفيلم . ونحن نعلم ان هناك افلام تاريخها يمكن  السير في تاريخ الواقع او الماضي البعيد اشواطا بل حتى قرون . و لكن (نصف القمر ) تاريخ مليء بلا تاريخ ..رحلة دون رحلة ..و ذوبان داخل ثلوج لا تذوب الى من خلال لقطات الفيلم الدافئة و الحارة احيانا ،الذي ما انفكوا لأسطر تاريخ مليء بالآلام و العذابات ،لكن دون مغيث او مستجيب. انه انغماس العالم المتحضر في دماء هذه الشعوب المقهورة  التي جعلتهم يرمزون الواقع على انه خيال . و الحاضر على انه ماضي و المستقبل على انه المستحيل الذي قد يمد لهم يد العون و المساعدة.
6-9 قداس جنائزي - Mass funeral:
يقول قوبادي إنه استلهم موضوع فيلمه من مقطوعة موتسارت الشهيرة "قداس جنائزي" Requiem آخر ما ألفه الموسيقار الشهير عام 1791 قبيل وفاته، ورأى البعض أنه كتبه لجنازته( )، وفي الفيلم إشارات كثيرة إلى الموت:  موت بكل انواعه الملموس و غير الملموس ،موت الصديق وقت الحاجة إليه، والإحساس الداخلي العميق لدى بطلنا "مامو" باقتراب النهاية، واللقطات المتقاطعة في وعيه بين آونة وأخرى، التي يرى فيها نفسه وهو يرقد داخل القبر. ويجعل المخرج مامو يصل بالفعل إلى الرغبة في أن يدفنه أبناؤه، فيضع نفسه داخل حفرة شبيهة بالقبر، ويرفض كل توسلاتهم للخروج منها، بعد أن بلغ منه اليأس مبلغه بسبب إحساسه باستحالة تحقيق حلمه. صوت عذب جميل يتردد، ويصل إلى التجسد في صورة امرأة تهبط من السماء فوق سطح الحافلة.. تطلب منه أن يطمئن، فهي تحفظ موسيقاه وأغانيه، وقد رتبت كل شئ مع الجانب الآخر، في كردستان العراق، وقد أتت لكي تصطحبه معها. هذه المرأة- الملاك هنا، بكل ما يحمله هذا من دلالات في سياق الفيلم، قد تكون أيضا قد أتت برسالة أخرى. إنها تدل "مامو" وترشده إلى نهايته، إلى موته الذي لا مفر منه. 
6-10 التصوير و الدلالات الرمزية من خلال لوحات المصورة سينمائيا 
And semantic Avatar imaging through comic panels cinematically:
 
 
الشكل رقم (77) الممثل كاكو في فيلم(نصف القمر)
اعتمد قوبادي في تصويره على تقنيّة الصور المتعاقبة، حيث كل لقطة في الفيلم صورة مكتملة العناصر تقر دلالاتها وألغازها ورسائلها، وهذه التقنيّة تناسب الفيلم ذا الطابع النصي لمَّا تأخذ عناصر تلك الصور دورا يشبه اللّغة التي تعِّبر بالسرد عن دقائق الرواية، لقد استفاد العمل من وعي الحكاية في النص السينمائي عندما تشرعن وجودها بما تحمله من تأمُّلات وتأويلات في المطروح، فحركية المشهد أو تفاقم الأحداث تبدي الحكاية مع فضائها التخيلي لكن هذا لا يبنيها بأبعادها المفترضة إلا بحضور التشظي المرئي الذي ينقل الصورة نحو اللامرئي في ألعاب التخمين، كتعابير وجه مامو وكاكو
 
الشكل رقم (78) الممثل مامو في فيلم (نصف القمر)
 الذين يشبهان لوحات عمر حمدي (مالفا)*، بتجاعيد أكبر من اللوحات التي تشبههم، لقد أكمل جوُّ الصوفية والأثيرية العالية هذا الغنى البصري، فكل لوحة بصرية مُشَاهَدَةٍ، دربٌ ميثولوجي وتراثي وثقافي وتاريخي، أما الذي خلق للفيلم ثِقَلَهُ الباهت المأساوي، تضافر العلامات والإشارات التي تدلل للخيبات والإخفاق: منفى رمادي، أصوات خرساء سيظل الغناء فردوسها، غموض مشعوذُ يقبض على بهجة المكان، مدن مسلوبة الأديم معلقة على ظهور جبال نزقة، ثلوج ترنو لخنق الأرض مع عارها بعد أن اختفت خيارات الهطول، عجوز في رعب الوحدة والماضي الذي لايزال في الذاكرة يقذف القهر، أطفال في العراء بعد غرق المدرسة كأنها خارج اليابسة، خفوت وصرامة ورصاص واستغاثة من صديق ميت وديكة زَجُّوا بها في لعبة خاسرة.
 
 
الشكل رقم (79) الممثل كاكو مع الديك في فيلم(نصف القمر)
 
 تأويلات ومكائد بصرية تملأ ذاكرة المتلقي من بيئة (قوبادي) العثرة، لكن أهم مضامينها يبقى في شخصية مامو وفي ظروف موته، فمنيّته وهو يحاول العبور ربما انعكاس للثقافة الكردية التي تنتج في مناخات الموت الذي يستطري لحمها، أو هي فرصة لمامو حتى ينعجن مع تراثه كرمز في لحظة صادقة هي الموت، فكاوا الجديد ما عادَ حدادا بل عادَ بشقّهِ الكردي الثاني وهو الموسيقي. إنَّ عملاً عن الحدود أو عند الحدود، هو عملٌ ضدَّ الحدود التي تقتل من كل الجهات، من السماء ومن الأرض بحيواناتٍ نارية كـ(الفراشة القصديرية الخاطفة) لذلك فالحدود شريط مجرم،
 
 
الشكل رقم (80) الممثل مامو مع ابنائه على الحدود في فيلم (نصف القمر) 
 
يَسْلبُ كأي معتقل طاقتك، بهذا كلّه كان الفيلم تميُّزا فنيَّاً خالصاً على الرغم من خروج – قوبادي- عن صرخته الإنسانية أحياناً للغوص في إيديولوجيّته القوميّة، لاستحضار حلم قومي لن يولد، بعدما تعرَّضت له الانسانية عموماً والقوميّات خصوصاً من تغيّر رهيب في علاقات الإنتاج وتعقُّدٍ جذري في وجودها السياسي، لكن بالعودة للعمل سنطالع إجابات عن حيرة الفيلم كثيرةٍ كفجائع الفيلم ذاتِه، لكن الإجابة التي سترضي قوبادي والمشاهد هي أن الموسيقا الكرديّة الإنسانيّة ستغني ضد الموت والاندثار والفناء، لذا فمن سيغنّي سيصرعه الموت في النهاية، لكنّ تصاريف الخلود بحسابها الإنساني ستكفل له مقعداً قرمزيا.
6-10-1 تساؤلات معذبة Questions tormented:
مامو مصر على الوصول إلى غايته رغم ما يقابله من مصاعب في الطريق. النهاية القلقة للفيلم تطرح الكثير من التساؤلات الروحانية ، عن علاقة الفنان بالإبداع، عن الرغبة في التشبث بكل الطرق، بتحقيق الهدف . رغم معرفة المرء بأن النهاية قد تكون على مرمى حجر منه، الحلم الذي يتحقق بمعجزة قبل الموت، معنى الحياة التي تذوب وتتلاشى تدريجيا، ثم قد تهرب منا فجأة قبل الأوان. عن الموت في فيلمه يقول بهمن قوبادي "إن علاقة مامو بالموت هي نفس علاقتي به. إنني في أعماقي أخشى الموت كثيرا. هذا الخوف دائم في حياتي اليومية، افكر فيه وانا أسير في الشارع، وأنا أعمل، وأنا أخلد إلى النوم في الليل. وعندما أفكر فيما سأفعله في اليوم التالي فإنني أخشى في داخلي الموت".*(مقابلة شخصية اجرته مجلة) 
 
 
الشكل رقم (81) الممثلة هيشو في فيلم (نصف القمر)
6-10-2 وجود المرأة The presence of women:
ويصور قوبادي في فيلمه مشهدا هائلا لمئات من النساء ينتشرن فوق التلال الخضراء ينشدن الأغاني. ويقول بطلنا إن هذه القرية الواقعة قرب الحدود التركية العراقية الإيرانية، لجأت إليها 1334 مغنية هربا من الحظر والمنع والاضطهاد. ليس من الضروري أن تكون الصورة هنا واقعية تماما، فالمؤكد أنها تعبير مجازي عن سياسة إقصاء المرأة من المجتمع، وعن غياب المرأة عن السينما أيضا: المرأة المبدعة التي تمارس الفن أيضا على طريقتها. 
 
الشكل رقم (82) مجموعة نساء وهن يعزفن على الدف في فيلم (نصف القمر)
 6-10-3 الرقابة الذاتية - Self-censorship:
السلطات الإيرانية منعت عرض الفيلم في إيران في أول حالة من نوعها لفيلم من أفلام قوبادي، بل وحظرت عليه إخراج الأفلام. أما سبب منع الفيلم فيعود إلى أن السلطات اعتبرته يدعو إلى "الانفصال" أي انفصال الأكراد عن إيران، وهو اتهام ينفيه بقوة مضيفا أنه لو كان يعرف ما سيحدث من منع للفيلم، لكان قد صور فيلمه تماما كما كان يريد، بعيدا عن "الرقابة الذاتية" التي فرضها على نفسه. ويتميز الفيلم، مثل كل أفلام قوبادي، بالتحكم الشديد في الصورة بكل مستوياتها: الضوء والألوان، الداخل والخارج، النهار و الليل، مع المحافظة على المصدر الطبيعي للضوء، والتمكن من التصوير في أكثر الظروف الطبيعية قسوة: البرد الشديد وهطول الأمطار والثلوج في مناطق شديدة الوعورة. ويستخدم أيضا الموسيقى والغناء الكردي عبر أجزاء الفيلم، في الوقت المناسب، دون اقحام او مباشرة، بحيث تتسلل الموسقى بهدوء تحت جلد الصورة، تضفي عليها مسحة روحانية خاصة. 
6-10-4 البحث المعذب - Find tormented:
المرأة- الملاك تقود مامو إلى الخلاص.. إلى الموت"نصف القمر" أخيرا، هو على نحو ما، فيلم من أفلام الطريق مثل الفيلم الكردي العراقي "عبور التراب" إلا أنه يختلف عنه تماما، سواء في الشكل أوالمضمون. وهو يعبر بقوة، عن الهوية الكردية، ولكن في سياق إنساني مفتوح، وبلغة تستخرج الدلالات الشعرية الكامنة في الصورة. وهو يجعل بحث بطله "مامو" عن التحقق من خلال الإبداع، هو ذلك البحث الصوفي المعذب لكل فنان في عالمنا. 
 
الشكل رقم (83) أحد أبناء مامو مع الدليلة إلى أربيل في فيلم (نصف القمر) 
 
وليلة " قمر 14 " في الفيلم هي الليلة التي تظهر فيها المغنية- الملاك، وتنتهي فيها مشكلة البحث عن وسيلة للخروج من إيران إلى كردستان العراق، ويصل فيها بطلنا إلى نهاية رحلة الحياة بالموت. إنها في هذا السياق هي ليلة التحقق وليلة الموت: فهل لا يحدث التحقق إلا بعد الموت!
6-11 استهلال النص Initiation text- :
بداية النص الفيلمي - بل وأي بداية نص فني - هي بداية اعتباطية، حيث إنها تبدأ من لحظة نقطة زمنية افتراضية، لا يسبقها أي شيء في عالم النص، فالنص الفيلمي هو عالم افتراضي تم وضعه بين قوسين، ولا وجود لما يسبق قوس البداية، وكذلك لما بعد قوس النهاية، وٕ ان كان النص الفني يحيل إلى العالم الخارجي، أو إلى عالم بذاته كإطار مرجعي، سواء أكان عالما أسطوريا، أو تاريخيا، أو معاصرا ، أي أنه يضع النص في "بيئة" ما، إلا أن له الحق في أن يبدأ من نقطة محددة دون غيرها. ومن خلال تلك البداية يتحدد مسار واتجاه النص الفيلمي، والى أين يقودنا كمتلقين له. وعندها نتساءل: ماذا يعني هذا؟ لذا فإن استهلال النص أحد أهم الركائز الأساسية في فهم النص؛ لأنه مكون أساسي ملتحم بالنص، بل ويقودنا إلى عمق النص، وكما يقول "أرسطو" عن الاستهلال: "هو بدء الكلام، ويناظره في الشعر: المطلع، وفي فن العزف على الناي: الافتتاحية، فتلك كلها بدايات كأنها تفتح السبيل إلى ما يتلو"( )، فالاستهلال هو الذي يقودنا إلى داخل النص، حيث إنه يرتبط بكل ما يليه داخل بناء النص بكل ما فيه من دلالات، ولأنه يمثل نقطة الانطلاق الأولى للنص، فهو دائما - الاستهلال - يومئ إلى ما هو آت، فهو مقدمة النص، "فالبداية ليست إلا نهاية لسلسلة طويلة من المشاعر والأحاسيس والمواقف قد تستغرق الحياة كلها. لكنها وهي تسجل بداية العمل تكشف أولا عن عمق الحياة التي سبقتها وولدتها. وعن بداية لحياة العمل الجديدة التي تصبح المسئولة عن تكامله وتماسكه"( )، فالنص الفيلمي لـ(نصف القمر half moon )
6-12 بعض قواعد سينما بهمن - Some rules of Bahman Cinema   :
وعن الحديث عن سينما بهمن قوبادي فأنها سينما كباقي السينمات الأوربية وكأي سينما من سينمات المخرجين الكبار تطرح قضايا فلسفيه وجوديه وان كانت الجرعات السياسية حاضرة بقوة لدى بهمن أغلبيه شخصيات أفلامه دائما ما تكون فى حاله بحث عن الذات في عالم همجي تتحكم فيه المصالح مع أبرز لاهميه الفن والفنون والادب في الحياة والنضال ضد الاستعمار الفكري والأممي بشتى صوره ولكن نختص بالذكر الفيلم الذي موضع التحليل(نصف القمر half moon )
6-12-1 حركة الكاميرا في الفيلم-  Camera movement in the film:
 تحرير كاميرا التصوير من كل القيود والقواعد الكلاسيكية والتصوير في ألاماكن الطبيعية والمفتوحة والشوارع العامة وداخل المقاهي وعدم الاعتماد على الديكور الفخم أو الانحصار داخل الاستوديوهات. ويعد بهمن من رواد المؤسسين للسينما الكردية بعد يلماز كوناي ويقترب كثيرا من المدرسة الواقعية الجديدة وتأثر بالمخرج الايراني كيا روستمي . حيث عمل معه فترة طويلة من مصور والى مساعد مخرج ولكنه امتاز بأسلوب خاص جدا في التعامل وتحرير آلة التصوير من القيود النظرية فهو يختار أحيانا زوايا ووضعيات غريبة للكاميرا ويحرر الكاميرا في الحركة فهو أحيانا يتبع الشخصية وأحيانا تصبح الكاميرا وكأنها إحدى الشخصيات أو جزء من الموضوع المصور. نلاحظ أحيانا في بعض لقطاته اختياراً غريباً لنوع اللقطة ونوع الحركة قد لا يتفق أبدا مع نظريات الإخراج أو الأسلوب الأمريكي في التصوير فأحيانا نشاهد أن الممثل يتحدث عن شي بينما الكاميرا مشغولة بتصوير شيء أخر لا علاقة له بالموضوع أو الشخصية 
6-12-2 الديكور في الفيلم The decor in the movie - :
يفضل بهمن الديكور الطبيعي والبسيط والعادي جدا غير المكلف ويرى أن الديكور الطبيعي والتصوير في ألاماكن المفتوحة يعطي حرية اكبر للممثل لأداء دوره دون تكلف أو تصنع وترك للممثل حرية الأداء والارتجال واختيار طريقة الإلقاء ولا يهتم بهمن بالماكياج والملابس والإكسسوارآت المكلفة والمصطنعة ، ويترك للشخصية حرية الحركة داخل المكان بشكل طبيعي وتلقائي كما في الحياة اليومية.
6-12-3 الصوت في الفيلم: Sound in movie - 
نلاحظ أحيانا انقطاعاً للصوت أو تشويشاً أو صمتاً مطبقاً لا يتفق مع النسق الصوري مما يزيد الغموض ويشتت المشاهد أو يربكه ويجعله أحيانا ينفعل ويقول ماذا يريد المخرج أن يقول ؟وأحيانا يترك العنان مفتوحاً للشخصية ونستمع إليها وكأنها تهذي أو يترك الحوار بشكل طبيعي بين الشخصيات وقد يختلط الحوار بالمؤثرات الصوتية والتي تسجل طبيعيا مع الحدث أو ضوضاء المكان ونحتاج إلى تركيز شديد لالتقاط الحوار المشوش وغير المفهوم أحيانا وغير المركز وتكثر المنولوجات الداخلية ويمتاز أسلوب بهمن  أن المنولوج الداخلي عبارة عن هذيان داخلي غير مترابط منطقيا وقد لا يكون النسق الصوري مناسباً بل قد يكون مختلفاً تماماً.
6-12-4 الحوار في الفيلم Dialogue in the film - :
 يترك للمثل حرية الأداء والارتجال أحيانا والأداء كيفما يحس وقد يقوم الممثل بتغيير بعض الكلمات والألفاظ إن أحس أنها ثقيلة عليه وقد يكون كله ارتجاليا كما في الحياة اليومية. - يظهر أن لغة الحوار والحديث شعبية وأشبه بلغة الشارع ونجد أحيانا ألفاظاً بذيئة ووقحة ومقززة أحيانا كما يحدث بالشارع، في هذا يتفق بهمن مع المخرج الإيطالي (باز وليني) في تحرير لغة الحوار السينمائي وتحريره من التقاليد والقيود التي كانت سائدة وتحكم مسالة الحوار في شكل فخم أو لغة برجوازية ويرى أن السينما يجب أن تنزل إلى الشارع وتغوص في الواقع وألا تظل حبيسة هذا الروتين الجامد. 
6-12-5 المونتاج في الفيلم-    the film montage:
في فيلم( نصف القمر) مثلا استطاع بهمن أن يقوم بثورة عملية في المونتاج السينمائي كون المونتاج ليس الهدف منه الربط بين اللقطات والمشاهد بل هو عملية إبداعية ويعتبر أن المونتاج اخطر عنصر ومرحلة في صناعة الفيلم . امتاز مونتاج بهمن بما يشبه المونتاج الجدلي المتناقض أحيانا فهناك خلط ومزج معقد أحيانا بين الماضي والحاضر وما يدور حول الشخصية وما يدور بداخله من انفعالات ولا يوجد تسلسل منطقي والتزام بتسلسل لسرد الأحداث حسب وقوعها، هناك تفتيت وتشتيت وتجزئة للقصة والعملية أشبه ببعثرة الأحداث لا عرضها. - ما تمتاز به سينما بهمن أشبه بتفجير الألوان والاعتماد على قوة الصورة والعناية في بناء اللقطة و معماريتها بشكل فني مثير بالغ التعقيد . 
6-12-6 الزمن في الفيلمthe time in the film :
فاللقطة أشبه بلوحة سريالية مليئة بالرموز والدلالات ولا يحترم بهمن قوانين الزمن فهو أحيانا يركز على موضوع أو شي لنقل تابوت متنقل  ليس له علاقة بمسار القصة ويظل زمن اللقطة أطول من اللازم وأحيانا نرى العكس تماما تدفقاً صورياً سريعاً أشبه بومضات أو فلاشات غير مفهومة وسريعة مما تفقد المشاهد توازنه وتزيده اضطراباً وانفعالاً وإثارة  أفلام بهمن أشبه بمتاهات كلما خرجت من متاهة تقع في متاهة أخرى أكثر تعقيداً بهمن لا يهتم بعرض حكاية بل التعمق والغوص في أعماق الشخصية وإظهار كل المتناقضات والصراعات الداخلية التافهة والحقيرة وبعض المشاهد أشبه باعترافات شخصية للمخرج، وتعكس وجهة نظر شخصية تجاه قضايا عديدة مثل الدين والسياسة والواقع الاجتماعي والجنس وغيرها من المواضيع المثيرة والمحرمة ويختلط في بعض الأحيان الذاتي بالموضوعي بالعامل السيكولوجي ويتجاوز كل المحذورات بشجاعة وصراحة ودون أي خوف. 
 
6-12-7 الاضاءة في الفيلمthe light in the film :
- تمتاز سينما بهمن بالاعتماد على الإضاءة الطبيعية ونرى أحيانا وجود تشويهات في الصورة بسبب عدم الإسراف في استخدام الإضاءة الصناعية خاصة في التصوير الداخلي وهذا التشويه مقصود لأغراض جمالية وليس قصوراً أو أخطاءً أثناء التصوير فهو أحيانا يستخدم هذه التشويهات لإرباك المشاهد ويكون لها دلالات ورموز وعلينا الانتباه كثير في الجانب غير المرئي في سينما بهمن كون المشاهد هنا شريكاً ومشاركاً في الفيلم وليس مجرد متلق بل هو جزء هام من الفيلم . 
6-13 الدلالات في فيلم نصف القمر Connotations in the movie half moon-
ان اي باحث عندما يتناول الدلالات الواقعية  او الرمزية  لاي فيلم نجده يفقد قيمة فلمية مهمة او قد يغفل عنها احيانا ..و خصوصا عندما تكثر تلك الدلالات .في فيلم الفترة الزمنية التناولة فيها مدة قصيرة ،فترى الفيلم يكتظ بالاشارات و الدلالات من اجل حصر المضمون او الفكرة الاساسية للفلم. لكي لايضيع المتلقي او المشاهد في تلك الدلالات .عليه اجد من الضروري ان اركز على دلالات فيلم (نصف القمر half moon) وكالاتي.
6-13-1 الاصوات the sound:
الصوت المصاحب للفيلم من بداية ظهور التايتل و حتى في بعض المشاهد ما هي الا اصوات حزينة بل تكاد ان تكون اشبه بالبكاء او النحيب على زمن قد طوى التاريخ اوراقه وليس بإمكان احد ان يقرا فصوله من جديد الا الممثل الذي يودي الدور في ذاكرة الفيلم  وهذا دليل بل تعبير واضح من قبل المخرج على حدوث شيء يودي بالتالي الى وقوف عجلة الزمن عند حد معين من النظر الى الوراء لان المستقبل بحاجة الى عزم و قوة لكي تدور فيها العجلة بصورة صحيحة. 
6-13-2 صراع الديكة Cocks conflict- :
صراع الديكة في بداية المهشد دلالات على صراع القوى المستمر ما بين العراق و ايران . هذا الصراع الذي استمر اكثر من ثمان سنوات و لكن ليس بارادة الشعبين بل باجتهاد الحكام في البلدين . وخروج (كاكو) من الساحة الصراع هو دليل على عدم دخول الافراد في صراع الدائر بين الطرفين و استخدام للمكبر الصوت هو دليل اخر على الفوضى العارم التي تدور في تلك المنطقة من خلال الحروب و المعارك حيث لا يستطيع احد السيطرة عليها.
 
6-13-3 السير بالحافلة-  Bus traffic:
السير بالحافلة دليل اخر على بصيص الامل التي منحت لمامو من اجل اقامة حفل في نهايات العمرو لكن ليس كل عجلة دوارة هي تودي المطلب الحقيقي.
6-13-4 المدرسة و المعلمة في تلك المدرسة:
اراد بهذا ان ينبه الجميع بعدم اخفال التعليم و التي هو عصب الحياة لمحاربة الفساد سواى في الماضي او المستقبل بمجرد المجي بالعذر الذي بواسطته (مامو ) يقول لبنته بانك لا تاتين معي بل المدرسة اهم من هذه الرحلة حتى ان كانت بمصاحبة والدك.
6-13-5 المزارات و الجو الصوفي Sufi shrines and air- :
الرايات ذات الدلالات الدينية و الرمزية الموجودة دلالة واضحة على فهم الكل بشكل سطحي للدين . و الذي اصبح في الطرف الاخر(ايران) عند قيام باي اعمال لا بد من الاستشارة الفعلية لمراجع الدين و الذي اثقل كاهل الفرد . لذا الذهاب الى الموتى لاكثر بركة من الذهاب الى ابدان حية و عقول ميتة . 
6-13-6 توديع الاهالي لارباب عوائلهم
- Bid farewell to the people to employers their families :
صورت و كانهم ذاهبون الى رحلة لا عودة فيها . ذاهبين الى المقصلة او الموت المحتوم . ان الظريق الوعرة و و الملتوية و المغطاة بالثلوج دليل على صعوبة الحياة ،  لا بل محالها في ظل انعدام الحياة و البنى التحتية و الحدمية على عكس الدول الاخرى.
6-13-7 التابوت Coffin- :
ان ظهور التابوت الفارغ في بداية الفيلم و حتى في مشاهد اخرى  تسحب من قبل اشخاص مجهولون لهو دليل على ان الموت متربص للجميع دون استثناء.
6-14  النتائج المستخلصة من فصل تحليل المضمون:
 عند الحديث عن المكونات الموجودة ضمن اي اطار فني ، يحتاج الى عدة اساليب، او  نقاط يقف عندها الباحث ( الدارس) . و من هذه النقاط،  التي تناولنها في مبحثنا هذا، وهو الولوج او الدخول( تحليل مضمون) للفيلم الروائي بعنوان(نصف القمر half moon) . الذي تناولناه بالشرح و التحليل،  و حاولنا من خلاله وحسب استطاعتنا وفهمنا المتواضع للقيمة الفيلمية في مجال بحثنا هذا. اذا تركنا سيناريو جانبا، واخذنا فقط الاطار الفني للصورة، والتكوينات والدلالات، التي من خلالها وقفنا على ناصية الرؤيا الواضحة للتفسير والتحليل. مستعينين بالفيلم، لما تناوله من ابعاد نفسية (سيكولوجية)، واجتماعية، واقتصادية. على اعتبار ان الدراما هي احد الاجناس التي لها علاقة بالأدب، كالرواية، والقصة. حيث ان مجمل الافلام تستمد مضامينها من تلك الآداب. ويساهم هنا كاتب السيناريو (سيناريست) متعمدا اعتمادا كليا على النص الادبي. اذا اعتبرنا ان السيناريو هو مجرد خربشات بسيطة، وغير مفهومة، خصوصا اذا جردناها من الحوار. حيث ان الصورة هي الناطق الرسمي بالمنجز الفني، اضافة الى المنجز الادبي. حيث ان الصورة وهذا شيء لا يخفى على احد هي مرتكز الاساسي في إظهار ابعاد الشخصيات، وشكل، ومضمون المادة الفيلمية، من حيث البث الصوري لتلك اللقطات المتتالية التي تسرد لنا مضمون ومحتوى وفلسفة المنجزالفيلمي.  وهكذا يتم اظهار الفيلم بشكل الاعتيادي او الطبيعي. وهنا اردت ان لا اطيل في شرح ما ذهبنا اليه، لأنه واضح و متفق عليه،  ولا أضيف شيئا اذا حاولت ان اتفلسف وان  اجر من معي الى دهاليز و ازقة هذا الموضوع.
من اجل ايضاح ما قمنا به، وتسهيل مهمة من يريد،  ويتابع بحثنا هذا في المستقبل. ركزنا على مجموعة نقاط اساسية، ومهمة، لتحيل مضمون الفيلمي، و كانت كالاتي. البطاقة الفيلمية للفيلم المتناول، والذي هوبعنوان(نصف القمر half moon). للمخرج الكردي (بهمن قوبادي). ومن بعدها حسب التسلسل ، التتابع الفيلمي الذي قمنا به هو محاولة لتقطيع الفيلم الى عدة لقطات و مقاطع و احداث تناولنها من خلال سرد الفيلم. حيث ان كل مقطع يمثل وحدة زمانيه و مكانية  متكاملة من اجل التوضيح. حيث يمكن للباحث او الدارس اللجوء اليها عند البحث و التحليل، وهي من ضرورات البحث العلمي. وكنا نسير بخطى حثيثة مع احداث الفيلم ، كما  حاولنا ان نقوم بدور المونتي، ولكن برؤيا تختلف عن المونتاج الفني الذي قام به المونتير الاصلي في الفيلم. و بما ان عادة لكل فيلم اسم يدل عليه و يلتصق هذا الاسم به الى ابد الدهر. حيث ان المخرج (قوبادي) ، تناول موضوعة بسيطة ، او بالأحرى حلما راود رجل عجوز، ذاب في الموسيقى، والالحان، وفنى شبابه في خدمة الفن الموسيقي الكردي. وقد هجر مع الذين هجروا الى خارج الوطن، ليستقر به المقام في كردستان ايران. وبعد تغيرات السياسية التي حدثت في العراق. حمل الآلاته وابنائه العشرة. مع صوت نسائي ملائكي،لإقامة حفل فني في مدينة اربيل التي تقع ضمن اقليم كردستان العراق.  الا ان الرياح تسير بما لا تشتهي السفن . حيث ان هذه الرحلة الطويلة التي تبدا من احدى قرى كردستان ايران ، وفي طرق جبلية وعرة، ووديان، وسهول، وجبال مغطاة بالثلوج. تبدا الرحلة بعربة تسير وسط تلك الاماكن الوعرة والأخطبوطية وما تواجههم من مصائب ومصاعب. جعلت المتلقي ينتظر نهاية الرحلة التي كان يتوقع ان تنتهي، بتلك الحفلة المزمع اقامتها في اربيل على انغام ودبكات وموسيقى كردية لذلك العجوز الهرم. الا ان هذا لم يحدث، ويموت ذألك الاب المايسترو الحالم قبل نهاية الرحلة، تاركا المتلقي( المشاهد) في حيرة من امره. وهنا تكمن عبقرية (بهمن). حيث ان هذا المخرج الذي استطاع، ان يمزج قصة قصيرة بسيطة محلية بعمل سيمفوني عالمي، للموسيقار العالمي(موتسارت) في (قداس جنائزي).  وان المتابع الحاذق للفيلم، يجد ان بهمن قوبادي هو ذلك العجوز وموتسارتهم، وجوه متشابه يجرون الموت خلفهم، وهذا ما صرح به بانه يخاف كثيرا من الموت ، فان الممثل البطل هو المخرج البطل، وان المخرج هو الممثل، وان موتسارت هو المخرج والممثل. فهل يا ترى من الذي سوف يقام عليه ذلك القداس الجنائزي. الذي ما برح ذلك التابوت الذي يسحب من اول الفيلم الى نهايته. وذلك القبر الجاهز الذي ينتظر جثة ما. هل هي لبهمن؟ او للممثل البطل؟ ام للمشاهد .
          ان وجود المرة عند بهمن قوبادي،  شيء مهم و مثير . حيث ان المرأة عادة ما تكون هو ذلك الكائن الضعيف ، حتى في بعض الافلام الامريكية . الا ان (بهمن) يستنسخ المرأة من خلال نفسيها لكي تشظا الى مجموعة نساء . ومجموعة نجوم تتللء في سماء سودا قاتمة. لكنها لا تنكسر، وربما تتراجع قليلا. ثم ما تلبث ان تعود وتنفجر. وهذه هي طبيعة المرأة الكردية. وبما ان السياسة والرقابة في جمهورية ايران شديدة ومتشددة، في نظام ثيوقراطي، متسلط، متشدد، وخصوصا ضد المرأة .الا ان بهمن استطاع ان ينفذ بأفلامه من خلال تلك الرقابة  الى ما يريد. اذا ما عرفنا ان بهمن قوبادي، عمل ودرس في ايران السينما. فانه يلم بالوضع السياسي الايراني والرقابة المفروضة على المنجز الفني والثقافي. كما انه يتناول تاريخ الاكراد ومشاكلهم (الاقتصادية، والاجتماعية، والسياسية)  برؤيا  وبشكل يثير العجب. انه لا يدخل في التفاصيل  السياسية العميقة.  الا انه يتناول المواضيع بشكل سهل وبسيط ومنسجم، مع عقلية وذهنية وبساطة عقل المتلقي الكردي ولهذا فهو يثير سؤالا وعلامة استفهام كبيرة،  في المهرجانات العالمية. التي يشارك بها. 
       كثير من الافلام ، تناولت صراع الديكة على انها لعبة او مقامرة . الا ان (بهمن) وظف هذه اللقطة، كصراع بين قوتين، العراق وايران، وكلا الدولتين ساهمتا في قتل و تشريد الاكراد. ثم ا ظهور العربة (الحافلة) بأكثر من مشهد او لقطة لهو دليل اخر على ان للكرد طريق طويل وشائك، وفيه من الالام والحروب والدمار. وعليهم ان يتجاوزه بعقلية سياسية منفتحة. لا يخلوا فيلم من افلام (بهمن) الا وفيه مزارات ورجال الدين . حيث انه يرى ان تدخل الدين في السياسة هي كارثة ، ان لم تحصل اليوم. حتما ستحصل غدا لما فيها من العقد من الحلال والحرام، وسيل عارم من  الممنوعات التي تقف بوجه المبدعين. وبهذا الشكل نجد اننا قد وضعنا فيلم (نصف القمرhalf moon) ضمن هذا التحليل البسيط . تاركين للنقد والنقاد ما يريدون قوله. من ناحية الجودة، والابداع، اوالاخفاق. الا انني كدارس حاولت ان ادخل الى عالم هذا المخرج، من خلال مجموعة افلامه الروائية الطويلة الستة. التي تناولته بشكل مبسط ومختزل في فصل الدلالة فيلم (السلاحف تستطيع الطيران)  . وركزت هنا على  تحليل فيلم قمر 14، او(نصف القمرhalf moon ) الذي وجدته مناسبا لدراستي وبحثي الاكاديمي. لما فيه من قيمة جمالية، وابعاد انسانية، ومستوى فني رفيع. املا ان اكون موفقا في هذا المبحث.
 
 
المراجع و الهوامش:
( ) علي ابو شادي، سحر السينما، الهيئة المصرية للكتاب، القاهرة -2006 ص10. 
(2) د. محمد فكري الجزار، العنوان وسيميوطيقا الاتصال الأدبي، الهيئة المصرية العامة للكتاب، ص 16
(3) المرجع السابق ص19. 
* عمر حمدي رسام ايراني مشهور برسم بورتريتات لوجوه ذات تجاعيد كثيرة
(4) ياسين النصير، الاستهلال، فن البدايات في النص الأدبي، ص 23
(5)المرجع السابق، ص 28



  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=32199
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2013 / 06 / 11
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 29