• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : الفرق الإسلامية: الدروز .
                          • الكاتب : السيد يوسف البيومي .

الفرق الإسلامية: الدروز

إن هذه الفرقة قد انشقت عن الفرقة الإسماعيلية، وقد حصل فيها العديد من الانشقاقات في عهد الإمام الحادي عشر عندهم وهو "الحاكم بأمر الله الفاطمي"، حيث ذهبت فرقة الدروز إلى القول بغيبة "الحاكم بأمر الله" وعدم موته، ذلك أن الحاكم استدعى "الحمزة بن علي الفارسي" الملقب بـ "الدرزي"، وأرسله لكي يبشر بالدعوة الإسماعيلية الفاطمية في بلاد الشام ولكي يستلم الرئاسة على الدعوة الإسماعيلية الفاطمية، وأن يجعل مقره في "وادي التيم" في البقاع الغربي من لبنان، وقد أعطاه لقب "السيد الهادي"، وتمكن في وقت قليل من نشر الدعوة "الإسماعيلية" في تلك البلاد إلى أن وصلت إليه وفاة "الحاكم بأمر الله الفاطمي" وتصدّي ابنه "الظاهر" لمقام الخلافة والولاية، ولكن "الحمزة الدرزي" لم يعترف بوفاة الإمام "الحاكم بأمر الله"، وقال أنه غاب وسوف يعود، وبقي متمسكاً بإمامته ومنتظراً لعودته، وبذلك انفصلت الفرقة "الدرزية" عن "الإسماعيلية"، وحصل هذا الانشقاق عام 411 هـ.

أهم عقائد الفرقة "الدرزية":

1 ـ  يؤمن الدروز أن الله واحد لا بداءة له ولا نهاية، وان النفوس مخلدة تتقمص بالأجساد البشرية «التناسخ»، ولابد لها من ثواب وعقاب يوم المعاد بحسب أفعالها، وأن الدنيا تكوّنت بقوله تعالى (كن) فـ (كانت)، والأعمار مقدرة بقوله: (وَ لَنْ يُؤَخِّرَ اللهُ نَفْساً إِذَا جَاءَ أَجَلُهَا)، وأن الله عارف بكل شيء، وهم يكرمون الأنبياء المذكورين في الكتب المنزلة.

2 ـ يقول الدروز أن "السيد المسيح" (عليه السلام) ليس بآله ولم يصلب، وهم يؤمنون ببعض الأنبياء دون الآخرون والأنبياء هم المذكورن في تلك الكتب، ولبعضهم أسماء أُخرى كالقديس جرجس، فإنه عندهم "الخضر"، وأسماء أنبيائهم شعيب وسليمان وسلمان الفارسي ولقمان ويحيى، وعندهم أنه لابد من العرض والحساب يوم الحشر والنشر.

3 ـ الطائفة فيها قسمان: عقال وجهال:

فالعقال هم عمدة الطائفة، ولهم رئيسان دينيان يسميان بشيخي العقال، والأحكام الدينية مفوضّة إليهم. وقد أمر عقالهم بتجنّب الشك والشرك والكذب والقتل والفسق والزنا والسرقة والكبرياء والرياء والغش والغضب والحقد والنميمة والفساد والخبث والحسد وشرب الخمر، والطمع والغيبة وجميع الشهوات والمحرمات والشبهات، ورفض كل منكر من المآكل والمشارب، ومجانبة التدخين، والهزل والمساخر والهزء والمضحكات، وجميع الأفعال المغايرة لإرادته تعالى، وترك الحلف بالله صدقاً أو كذباً، والسب والقذف والدعاء بما فيه ضرر الناس.

4 ـ "الحدود" في عقيدة الدروز وهي حسب النجمة الخماسية ذات الألون الخمسة وهي تمثل كبار الأنبياء كان لهم الدور الأول والأساس في إرساء دعائمها وإنتشارها:

الأخضر: (مولاي العقل) وهو لقب لحمزة بن علي بن احمد الزوزني .

الأحمر: (مولاي النفس) وهو لقب لأبي إبراهيم بن محمد بن حامد التميمي.

الأصفر: (مولاي الكلمة) وهو لقب لأبو عبد الله محمد بن وهب القرشي.

الأزرق: (مولاي السابق) وهو لقب لأبي خير سلامة بن عبد الوهاب السامري.

الأبيض: (مولاي التالي) وهو لقب لبهاء الدين أبو الحسن علي بن احمد السموقي المشهور "بالضيف".

5 ـ يعترف "الدروز" بالقرآن الكريم لكن لهم وجهة نظر خاصة في تفسير معانيه، ولهم تفسيراً باطنياً غير المعاني الواضحة في النص. ولهم كتاب آخر يسمى "رسائل الحكمة" من تأليف "الحمزة بن علي بن أحمد" وهو المؤسس للمذهب الدرزي، وهذا هو تفسير القرآن الكريم ويتألف من ثلاث مجلدات يمنع الإطلاع عليها لأي كان حتى أبناء الطائفة نفسها عدى شيوخ الباطنية. هذه المعلومات ليست بموثقة ولطالما "رسائل الحكمة" غير متاح الإطلاع عليها إلا من قبل شيوخ الباطنية فتبقى هذه المعلومات المذكورة أعلاه مجرد تكهنات متناقضة لا مجال لها من الصحة ومثيرة للجدل.

6 ـ يجب على الدروز أن يتزوجوا من بعضهم البعض ولا يجوز الزواج من غير الدروز. والزواج في مذهب التوحيد يجب أن يكون مبني على القبول، المحبة، الائتلاف، الإنصاف، العدل، والمساواة. لذلك منع تعدد الزوجات لأن ذلك يقضي على الإنصاف حسب زعمهم. وهم يطبقون في مسألهم الفقهية الرتبطة بالزواج والطلاق (المذهب الحنفي) مع بعض التعديلات في أحكام الميراث.

وأخيراً، فإن هذه الفرقة منتشرة  بين جبل لبنان، حاصبيا، سهل حوران، جبل الدروز في سوريا، جبل الشيخ المنقسم الحدود بين لبنان وسوريا، والجبل الأعلى في حلب.

وإننا نشكر القارئ ومع موعد آخر لكي نتعرف على فرقة جديدة بإذن الله تعالى.




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=32286
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2013 / 06 / 13
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 04 / 18