• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : سياسة الحل ام حل السياسة .
                          • الكاتب : زينب الحسني .

سياسة الحل ام حل السياسة

يقطنون فيها بنعمة من الله وفضل ينامون على بسيط من الخير, ويعتاشون على حمد الله ,ويشربون عذب الكلام  ,اولادهم خير الخلف ,وبناتهم بالعز مقدرات ,تلك قرية صغيرة تحتضن دجلة والفرات, بين حنايا صدرها يمران كالشرايين فيها ,قلبها ينبض بحب الرعية يصحون على رزق الله ,وينامون على مغفرته ... مرت بهم ريح عاصف نهشت ماحال بينهم وبين الجوع شعره ... واجتاحهم برابرة لم تطلهم من ثقافة وعلوم البشر شيئ ياكلون لحوم البشر ويصنفوهم اصناف  فمنهم يطلب لحم الابيض ومنهم يريد الاسمر واخرين يفضلون المتدينون  ومنهم من يشتهي لحم الاطفال او النساء لم يبقى من رجال القرية الا الدفاع والجهاد عن اطفالهم ونساءهم وارضهم  وما خلى بعدهم غير مهم ,فحين تكون الارواح في كف عفريت بات كل شهوات الدنيا كالسراب في عين رائيها ... اجتمع اكابر القرية  لحصر المشكلة وتضييقها  ووضع حل للازمة ... فبرز كبير القوم ليفتي فتوته ويعطي لكل فعل ناقصاَ تتمةً ولكل حرف عله حل ولكل كينونة  مستحيلة ممكناَ لها .. يفشي السلام ويعم الوئام ويهدي للصلاح وينشر الامان ويطبق المساواة ويحكم بالعدل ويامر بالمعروف وينهي عن المنكر ويطرد الغزاة وينهي بربرة البرابرة وفنجرة الافرنج وزنجرة الزنوج وفرسنة الفرس وسلجقة السلاجقة ومقابل هذا الجهد العظيم هو ان يكون حاكما لهم  وبعد ان صدق اهل القرية بوعودهم ورضو بما كتب الله لهم اصبحوا صباحهم يستبشرون بيوم جديد وعيد قروي يضاف لامجاد قريتهم السعيدة فتحو ا شبابيك الدار فلم يروا  نور الشمس هرعوا لباب الدار فلم يروا فسحة دارهم  ولم يروا قريتهم  ولكن يسمعون صوت طرق على الخشب وقطعً وصوت عمال هنا وهناك  لم يكن شئ ذا قيمة او شي يذكر فقد طبقت عليهم الخطة الامنية الجديدة غلقوا شبابيك البيوت من الخارج بالخشب وغُلقٌت عليهم الابواب من الخارج وبهذا لن يتعرضوا للاذى من قريب او بعيد ولن يصل لهم بربري او فارسي او زمخشري ولن يتعب رب البيت من طول العمل وضرب الشمس على جبينه ولن يخرج ويدك الكاحل لى تربة او صخرة ولن يركب دابته كي ترتاح في مغنجة بين المروج ... كبيرهم دلع الكبير قبل دلال الصغير ورفع شعار امام باب قريتة (ادخلوها بسلام امنين فالبلاد اليوم في تغص بالانين والشعب غارق بالحنين  وانا معكم الى يوم الدين ) .




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=32389
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2013 / 06 / 16
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 04 / 19