• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : ثقافات .
              • القسم الفرعي : ثقافات .
                    • الموضوع : تاملات في القران الكريم ح120 سورة الانفال الشريفة .
                          • الكاتب : حيدر الحد راوي .

تاملات في القران الكريم ح120 سورة الانفال الشريفة

بسم الله الرحمن الرحيم
 
وَإِمَّا تَخَافَنَّ مِن قَوْمٍ خِيَانَةً فَانبِذْ إِلَيْهِمْ عَلَى سَوَاء إِنَّ اللّهَ لاَ يُحِبُّ الخَائِنِينَ{58}
نستقرأ الاية الكريمة في ثلاثة موارد : 
1- ( وَإِمَّا تَخَافَنَّ مِن قَوْمٍ خِيَانَةً ) : يشير ويكشف النص المبارك عن ان النبي (ص واله) كان يخاف الخيانة (  مِن قَوْمٍ خِيَانَةً ) , هؤلاء القوم يحتمل ان يكونوا :    
أ‌) المنافقون الذي كانوا بين المسلمين . 
ب‌) المتعاهدين معه (ص واله) من اهل الكتاب والمشركين . 
2- (  فَانبِذْ إِلَيْهِمْ عَلَى سَوَاء ) : اطرح ما لهم عليك , وليعلم الجميع , ان لا عهد مع خيانة . 
3- (  إِنَّ اللّهَ لاَ يُحِبُّ الخَائِنِينَ ) : الخائنون في جملة من لا يحبهم الله تعالى .  
 
وَلاَ يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ سَبَقُواْ إِنَّهُمْ لاَ يُعْجِزُونَ{59}
نزلت الاية الكريمة في الذين نجوا وفروا من الكفار يوم بدر ,  ( وَلاَ يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ سَبَقُواْ ) أي فاتهم عذابه جل وعلا , بل (  إِنَّهُمْ لاَ يُعْجِزُونَ ) , لا يفوتونه ابدا .         
 
وَأَعِدُّواْ لَهُم مَّا اسْتَطَعْتُم مِّن قُوَّةٍ وَمِن رِّبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدْوَّ اللّهِ وَعَدُوَّكُمْ وَآخَرِينَ مِن دُونِهِمْ لاَ تَعْلَمُونَهُمُ اللّهُ يَعْلَمُهُمْ وَمَا تُنفِقُواْ مِن شَيْءٍ فِي سَبِيلِ اللّهِ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنتُمْ لاَ تُظْلَمُونَ{60} 
نستقرأ الاية الكريمة في خمسة موارد : 
1- (  وَأَعِدُّواْ لَهُم مَّا اسْتَطَعْتُم مِّن قُوَّةٍ وَمِن رِّبَاطِ الْخَيْلِ ) : امر منه جل وعلا للمسلمين , ان يعدوا العدد والعدة اللازمة لخوض الحرب , وان يكونوا على استعداد لها في اي وقت و مكان ( ان تطلب الامر ذلك ) .
2- (  تُرْهِبُونَ بِهِ عَدْوَّ اللّهِ وَعَدُوَّكُمْ ْ ) : ان تكون عدة حرب المسلمين , مما يفزع ويقذف الرعب في قلوب العدو , وهذا من عوامل النصر الحاسمة , أرهاب الخصوم  مما يضعف المعنويات . 
3- (  وَآخَرِينَ مِن دُونِهِمْ ) : ليس العدو المحارب فقط , بل يكشف النص المبارك عن جهة معادية خفية اخرى , كالمنافقين واليهود .        
4- (  لاَ تَعْلَمُونَهُمُ اللّهُ يَعْلَمُهُمْ ) : يوضح ويبين النص المبارك , ان المسلمين لا يعلمون هاتين الفئتين , لكن الله يعلم بهم وبنواياهم . 
5- (  وَمَا تُنفِقُواْ مِن شَيْءٍ فِي سَبِيلِ اللّهِ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنتُمْ لاَ تُظْلَمُونَ ) : يحث النص المبارك المسلمين الى الانفاق , ويضمن امرين : 
أ‌) ( يُوَفَّ إِلَيْكُمْ ) : يعود اليكم ثوابه وأثاره . 
ب‌) ( وَأَنتُمْ لاَ تُظْلَمُونَ ) : لا ينقص شيء من اجره وثوابه .         
 
وَإِن جَنَحُواْ لِلسَّلْمِ فَاجْنَحْ لَهَا وَتَوَكَّلْ عَلَى اللّهِ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ{61} 
نستقرأ الاية الكريمة في ثلاثة موارد : 
1- ( وَإِن جَنَحُواْ لِلسَّلْمِ فَاجْنَحْ لَهَا ) : وان مالوا الى طلب الصلح , فيرخص النص المبارك ذلك , ويأمر بالمصالحة . 
2- ( وَتَوَكَّلْ عَلَى اللّهِ ) : المخاطب في النص المبارك الرسول الكريم (ص واله) والمعني به المسلمون كافة , تفويض الامور الى الله تعالى والثقة به جل وعلا . 
3- ( إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ ) :  الله جل وعلا هو السميع للاقوال وكل ما يصدر من اصوات , العليم بكل ما خفي وظهر . 
 
وَإِن يُرِيدُواْ أَن يَخْدَعُوكَ فَإِنَّ حَسْبَكَ اللّهُ هُوَ الَّذِيَ أَيَّدَكَ بِنَصْرِهِ وَبِالْمُؤْمِنِينَ{62}
تسلط الاية الكريمة الى احتمال ان يكون الصلح مجرد خدعة , ( فَإِنَّ حَسْبَكَ اللّهُ ) الله تعالى يكفيك اياهم , ( هُوَ الَّذِيَ أَيَّدَكَ بِنَصْرِهِ وَبِالْمُؤْمِنِينَ ) .
 
وَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ لَوْ أَنفَقْتَ مَا فِي الأَرْضِ جَمِيعاً مَّا أَلَّفَتْ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ وَلَـكِنَّ اللّهَ أَلَّفَ بَيْنَهُمْ إِنَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ{63} 
اورد السيد هاشم الحسيني البحراني في  تفسيره البرهان ج2 ( في رواية ابي الجارود عن ابي جعفر (ع) قال : ان هؤلاء قوم كانوا معه من قريش , فقال الله : فَإِنَّ حَسْبَكَ اللّهُ هُوَ الَّذِيَ أَيَّدَكَ بِنَصْرِهِ وَبِالْمُؤْمِنِينَ *  وَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ لَوْ أَنفَقْتَ مَا فِي الأَرْضِ جَمِيعاً مَّا أَلَّفَتْ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ وَلَـكِنَّ اللّهَ أَلَّفَ بَيْنَهُمْ إِنَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ , فهم الانصار , كان بين الاوس والخزرج حرب شديدة وعداوة في الجاهلية , فالف الله بين قلوبهم ونصر بهم نبيه (ص واله) فالذين الف بين قلوبهم هم الانصار خاصة ) .   
 
يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ حَسْبُكَ اللّهُ وَمَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ{64}
تخاطب الاية الكريمة النبي الكريم محمد (ص واله) , يختلف في فهمها المفسرون , فنورد نحويين : 
1- يا ايها النبي (ص واله) حسبك الله تعالى , وحسبك من اتبعك من المؤمنين . 
2- يا ايها النبي (ص واله) الله تعالى كافيك ( حسبك ) , وكافي من اتبعك من المؤمنين .  
 
يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ حَرِّضِ الْمُؤْمِنِينَ عَلَى الْقِتَالِ إِن يَكُن مِّنكُمْ عِشْرُونَ صَابِرُونَ يَغْلِبُواْ مِئَتَيْنِ وَإِن يَكُن مِّنكُم مِّئَةٌ يَغْلِبُواْ أَلْفاً مِّنَ الَّذِينَ كَفَرُواْ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لاَّ يَفْقَهُونَ{65}
تخاطب الاية الكريمة النبي الكريم محمد (ص واله) , (  يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ حَرِّضِ الْمُؤْمِنِينَ عَلَى الْقِتَالِ ) , حثهم وبالغ في حثهم على قتال الكفار المحاربين , (  إِن يَكُن مِّنكُمْ عِشْرُونَ صَابِرُونَ يَغْلِبُواْ مِئَتَيْنِ وَإِن يَكُن مِّنكُم مِّئَةٌ يَغْلِبُواْ أَلْفاً مِّنَ الَّذِينَ كَفَرُواْ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لاَّ يَفْقَهُونَ ) , اي المقاتل المؤمن الصابر يعدل عشرة من الكفار , وذكرت الاية الكريمة سببين لهذه المضاعفة , احدهما في المؤمن نفسه , والثاني في الكافر نفسه :      
1- (  إِن يَكُن مِّنكُمْ عِشْرُونَ صَابِرُونَ ) : الصبر , عامل مهم من عوامل الانتصار . 
2- (  يَغْلِبُواْ أَلْفاً مِّنَ الَّذِينَ كَفَرُواْ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لاَّ يَفْقَهُونَ ) : الكفار لا علم لديهم ولا فهم ولا ادراك , وليس لديهم قيادة حكيمة كقيادته وحكمته (ص واله) .    
 
الآنَ خَفَّفَ اللّهُ عَنكُمْ وَعَلِمَ أَنَّ فِيكُمْ ضَعْفاً فَإِن يَكُن مِّنكُم مِّئَةٌ صَابِرَةٌ يَغْلِبُواْ مِئَتَيْنِ وَإِن يَكُن مِّنكُمْ أَلْفٌ يَغْلِبُواْ أَلْفَيْنِ بِإِذْنِ اللّهِ وَاللّهُ مَعَ الصَّابِرِينَ{66}
اورد السيد هاشم الحسيني البحراني في  تفسيره البرهان ج2 (  كان الحكم في اول النبوة في اصحاب رسول الله (ص واله) ان الرجل الواحد وجب عليه ان يقاتل عشرة من الكفار, فأن هرب منهم فهو الفار من الزحف , والمائة يقاتلوا الفا , ثم علم الله ان فيهم ضعفا لا يقدرون على ذلك , فأنزل الله ( الآنَ خَفَّفَ اللّهُ عَنكُمْ وَعَلِمَ أَنَّ فِيكُمْ ضَعْفاً فَإِن يَكُن مِّنكُم مِّئَةٌ صَابِرَةٌ يَغْلِبُواْ مِئَتَيْنِ ) , ففرض الله عليهم ان يقاتل رجلا من المؤمنين رجلين من الكفار , فأن فر منهما فهو الفار من الزحف , فأن كانوا ثلاثة من الكفار وواحدا من المسلمين , ففر المسلم منهم , فليس هو الفار من الزحف ) .  



  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=32465
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2013 / 06 / 18
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 29