• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : الترشيق المدني رؤية حقيقية للسياسة العراقية ! .
                          • الكاتب : ماء السماء الكندي .

الترشيق المدني رؤية حقيقية للسياسة العراقية !

 

 
بلا أمثال تضرب وبلا مقارنات ، العراق فقط يحدد ويقص ويؤل ويحكي ما حدث ويحدث وسيحدث.
يعيش بلدي المنكوب حياة لا تعد حياة لان مفهوم الحياة يعني المحاكاة الحقيقية لطبيعة الإنسان، فالتمتع بما انعم الله علينا ليس بحاجة إلى اختبار أو امتحان بل سخر جل ثنائه ما أحاط بالإنسان ليتماشى مع تركيبته وتقدمه وتفرعه ، إن للمجتمع العراق قصصاً كثيرة بعضها مشوق والآخر دموي تقشعر له أبدان السامعين ، فالقصص المشوقة هي إرادة المواطن ومثابرته الرائعة التي تصدت لكل أشكال الاضطهاد ولا يزال يستمر في تقدمه وإنعاش نفسه وأسرته لتكوين مستقبلاً بسيط من شأنه أن يخلـّف بعده تذكار جميلاً يذكره أولاده وأقرانه، قد يعد التحمل والنسيان والصبر على المصائب رحمة من لدن رب جليل زقها في صدور العراقيين وقد يكون الحكام لعنة وآفة تمزق العراق وهي علامة ابتلاء واضحة، وهذه الأمور المثالية التي يعيشها الفرد يومياً تعد محط إعجاب وذهول ويأتي هذا الذهول نتيجة كفاح هذا المواطن البسيط وكيف يسير في وادٍ تملؤه الضباع في كل ساعة تبقر بحوافرها قبور المدنين، نعم ... ذلكم هو المواطن العراقي فالشهرة والجاه  لم تطأ قدمهما أي بيت عراقي منذ أن تأسس أول خط يفصل العراق عن المستعربين ، أما القصص الدموية فهي كثيرة بعضها مرئي والأخر مسموع ومكتوب ، يتناوب فحوى القصة أحداث مشابهة تصب في بحر الدم تفجيرات تأخذ من المدنين  ما شاءت وتأتي هذه الأحداث كبرنامج جديد كان بالأصل سياسي المنشأ وهو الترشيق الوزاري أما وجهات نظر الأربعمائة محنك اختلفت فيما بينهم ما جعل المعادلة معكوسة وأصبحت تهتم بترشيق المجتمع.
أكثر من ثلاثون مليون نسمة ، هذا العدد الضخم يهدد مصالح القائمين على شؤون الدولة فالأموال لا يمكن أن تبلغ ذروتها وأفواه الجياع المفتوحة طيلة أربعة عقود لذا فإن الترشيق واجب وطني من شأنه المحافظة على ازدياد إنتاج البلد من إرهاب و أسلحة وعساكر و ساسة مبطنين و لوجستية و أقدام عميلة أجنبية وعربية، هذه المنتجات جاءت بديلاً عن الزراعة والصناعة والإنتاج المحلي ، لابد من الإشارة إلى إن الخطة الخماسية التي وضعها أصحاب الطاولة المستديرة تعني نهاية الأزمات والتي شكلها المواطن نتيجة تواجده الملح على أرضه ولان البلدان امتلأت من العراقيين فأصبح الحل إعادتهم إلى بلدهم والقضاء عليهم لقتل فيروس التكاثر الذي يهدد سلامة السياسيين.
لم يعد للأقلام دوراً لفض النزاعات أو إيصال صوت الشعب بل حتى آلاف القراطيس لا يسعها احتضان الكلام والوعود والتسويف ولم يسع صدر المواطن أي ضغوط أخرى ، ما الحل إذن ؟ .
لعل غاية السياسيين ملء البلد بسلسلة أزمات ليس لها حل ولا انتهاء ولتكن سارية المفعول إلى قيام الآزفة ، لذا يتوجب على الشعب النظر بتأمل وموضوعية لرؤية مصلحة البلد في اي زاوية وضعها الساسة وفي أي صندوق احكموا إغلاقه وفي أي بحر رموه ، إذا جاهد المواطن في سبيل الوصول لحل حقيقي لتلك الأحاجي وفتح الصندوق فهذا يعني ولادة عراق جديد حقيقي وليس عراق التفت حوله الاتفاقات والعقود والمصالح، فلينهض الشعب وينفث الغراب من على وجهه ليكون القوة العظمى التي عجز عنها حتى جبابرة الأرض وهي انتفاضة الحرية والشعور بالوطن والمواطنة .



  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=32803
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2013 / 06 / 26
  • تاريخ الطباعة : 2025 / 02 / 3