• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : ثورة العشرين كارثة لا يزال الشعب يدفع ثمنه .
                          • الكاتب : مهدي المولى .

ثورة العشرين كارثة لا يزال الشعب يدفع ثمنه

لا شك  ان هذا التمرد وهذا العصيان الذي قاده بعض رجال الدين المتخلفين الذين يخشون على مصالحهم ومنافعهم الذاتية وشيوخ العشائر الذين يخشون على سلطتهم ونفوذهم ومن اجل  زرع الفوضى والاضطرابات في البلاد واستمرار الجهل والتخلف
هذا يذكرنا بتمرد ابي سفيان وابي جهل وابي لهب وبعض سادت قريش وثورتهم ضد الاسلام والدعوة المحمدية لا لشي سوى ان الاسلام دعا الى الحرية والمساوات بين بني البشر
لا شك ان رسالة العدل والمساوات كفر في دين ابي سفيان كيف يتساوى ابا سفيان مع عمار بن ياسر كيف تتساوى هند مع سمية ام عمار 
لو نسأل هؤلاء الشيوخ اللصوص ورجال الدين المتخلفين الذين يتنعمون على حساب تعب وجهل الشيعة في العراق هل  كان العثمانيون ينظرون اليكم  كحيوانات والله كانوا ينظرون اليكم دون الحيونات منزلة حتى لا يعتبرونكم حيوانات عراقية بل حيوانات اجنبية
وجاءت القوات  البريطانية لانقاذ العراقيين من الذل والقهر  الذي يعيشونه من العبودية والجهل  المفروض عليهم من ايام الطاغية معاوية من الجهل والفقر والمرض الذي فرضه هؤلاء الشيوخ و ورجال الدين  فاي تغيير وتبديل لهذا الواقع يعني ازالة نفوذهم وسطوتهم الغير شرعية كيف يتحول العراق من الفوضى الى القانون من حكم الشيخ المتخلف الى حكم الدولة ذلك لا يجوز بل انه تجاوز على قيمنا  وافساد لعاداتنا وانتهاك لمحرماتنا
لهذا نرى هؤلاء الشيوخ ورجال الدين وقفوا بقوة ضد النظام ضد القانون ضد التعليم ضد الاستفتاء ضد توظيف الشيعة  حيث اصدر بعض رجال الدين المشكوك في نزاهتهم بمنع الشيعة من التعيين في دوائر الدولة وحتى التعلم في المدارس لا شك ان هذه الفتوى اثبتت خيانة هذا الجاهل المتخلف بل اثبتت تواطئه مع الارهابي الوهابي عبد الرحمن النقيب ضد الشيعة الذين يمثلون اكثر من ثلاثة ارباع سكان  العراق وابعادهم عن الحكم  والعمل والعلم   واستمرار الجهل والفقر والذل المعروف ان عبد الرحمن النقيب كان من اعداء الشيعة وكان يتعاون مع اعداء الشيعة المجموعات الارهابية الوهابية المدعومة من قبل ال سعود في  غزوها للعراق وذبح الشيعة وتهديم مراقد اهل البيت في كربلاء والنجف  وكان قد ساعد ودعم الكلاب الوهابية في حربها وهجومها على الشيعة  في كربلاء والنجف فقتلوا اكثر من خمسة الاف عراقي من ابناء كربلاء   بين طفل وامرأة ورجل ونهبوا الاموال  واغتصبوا النساء وحاولوا تهديم قبر الامام الحسين ونهب كل ما فيه من مال من مواد ثمينة
 ومن الدلائل التي تؤكد  ان هناك  اتفاق بين هذا الخائن وببين الوهابي عبد الرحمن النقيب على ابعاد الشيعة عن الحكم وبقائهم في الذل والجهل والفقر بل حرموا على الشيعة التعلم في المدارس ويعتبروها مفسدة لان التعلم يجعل المتعلم يطمح في الوظيفة تأملوا اي حقارة واي انحطاط واي جريمة ارتكبت بحق الشيعة لا يزالون يدفعون ثمنها
فهذا المتخلف يصدر فتوى بتحريم التوظيف في دوائر الحكومة ويقوم عبد الرحمن بتشويه صورة الشيعة والاساءة اليهم لدى الانكليز حيث كان عبد الرحمن النقيب يلتقي بالانكليز ويقول لهم لا تثقوا بالشيعة ولا تقتربوا منهم ولا تتعاملوا معهم فالشيعي غوغائي  هم الذين قتلوا الحسين والان يعبدونه
فعندما اسس عبد الرحمن النقيب اول حكومة في العراق   رفض دخول اي شيعي الى هذه الحكومة في حين وافق على دخول يهودي على اساس ان اليهود  عراقيون في حين  يرفض ان يعين شيعي واحد في وزارته التي شكلها  لان الشيعة غير عراقيين رغم انهم يمثلون ثلاثة ارباع سكان العراق
اين رجال الدين اين شيوخ العشائر من هذه الجريمة النكراء بحق العراق والعراقيين لم نسمع لهم اي كلام ولم نشاهد لهم اي رد فعل اي موقف   كأن الامر لا يهمهم ولا يعنيهم بل وجدوا الامر يصب في مصالحهم الخاصة ومنافعهم الذاتية وكأن الامور سارت على يبتغون ويأملون لماذا هذا الكلام
قيل ان الملك فيصل كان لا يثق بالوهابي عبد الرحمن النقيب المعادي للشيعة وكان يريد اقالته وتعيين غيره فذهب الى اهل النجف والتقى ببعض رجال الدين والشيوخ ودعاهم الى التعاون معهم وترشيح احد رجال الشيعة لرئاسة الحكومة
فكتبوا الى الملك فيصل انهم ائتمنوك على ملكية العراق فهم يأتمنوك على تعيين الوزراء بنظرك العالي
تأملوا اي اذلال واي حقارة وصلت هذه المجموعة الحقيرة
وهكذا استمرت هذه المجموعة اي  بعض رجال الدين وشيوخ العشائر على اذلال العراقيين وخاصة الشيعة وقهرهم بكل الطرق والوسائل    ونتيجة لهذه الاساليب الحقيرة ادت الى اذلالهم هم وسقوطهم في اعين الناس واعين كل العراقيين ورأينا كيف القي القبض عليهم وطردوهم من العراق كما يطردون اي جاسوس او خائن وهكذا  اذلوا انفسهم واذلوا الشيعة واذلوا كل العراقيين
يا ترى  هل انانيتهم المفرطة دفعتهم الى هذه الجريمة النكراء بحق العراق والعراقيين  ام خيانتهم العظمى للشعب والوطن
حاولت هذه الجهات ان تلعب نفس اللعبة بعد دخول القوات الامريكية الى العراق  وفعلا تحركت شيوخ العشائر التي كانت تهز بطونها امام صدام كالعاهرات وبعض رجال الدين الصدامين المأجورين  واتفقت مع نفس المجموعة احفاد عبد الرحمن النقيب وبحجة طرد المحتل انها كلمة حق يراد بها باطل والغاية هي استغلال الشيعة ودفعهم للحرب وهم يتقربون من المحتلين
من منا لم يسمع نداء الضاري عندما تقدمت القوات الامريكية الى الفلوجة وهو يرحب بها بشرط ان لا يدخل معها شيعيا ولا كرديا
وفعلا كادت المؤامرة تنجح  ويفوز اعداء العراق الا ان المرجعية الدينية العراقية بقيادة الامام السيستاني وقفت موقفا حكيما وشجاعا من هذه اللعبة وأفشلتها وخاب اعداء العراق
لا شك ان المرجعية الدينية بقيادة الامام السيستاني ادركت الخطر المحدق بالعراق والعراقيين  لهذا  اعلنت تدخلها المباشر لحماية العراق والعراقيين ودعت كل العراقيين بغض النظر عن الطائفة الدين القومية الجنس اللون  الحزب الاتجاه الى انشاء دستور والى التصويت عليه وانشاء المؤسسات الدستورية بانتخابات حرة وفعلا انشأ الدستور وانشأت المؤسسات الدستورية وبذلك اصبح اساس العراق قويا جدا ودرع العراقيين فولاذ لا يمكن لاي هزة او هجمة ان تنال  منه او تغيره
هذا يعني ان العراقيين وضعوا قدمهم على الطريق الصحيح لاول مرة في تاريخهم الطويل انها بداية  نقطة انطلاق العراق والعراقيين نحو الحياة الحرة الكريمة
وهكذا خابت امال اعداء العراق وتلاشت وانكشفت حقيقتهم فليس عجيبا عندما ترى حفيد ذلك الشيعي الذي حرم على الشيعة التعليم والعمل في دوائر الدولة ان يتعاون مع حفيد الذي كان يتعاون مع اعداء الشيعة
واخيرا لا زلنا ندفع  نكبة كارثة  ما اطلق عليها بثورة العشرين لا زلنا ندفع ثمن تلك الاخطاء والخيانة والانانية واي ثمن ثمن باهض جدا اذا كانت كربلاء واحدة  تحدث في كل سنة فاليوم في كل ساعة  كربلاء حتى تحولت كل بقعة في العراق الى كربلاء بل كل بقعة جرت عليها اكثر من كربلاء تفوق كربلاء الحسين بشاعة ووحشية وعدد
ومع ذلك لا تراجع ابدا ولن نهزم لان مرتكزنا واساسنا  قويا لا تهزه اي عاصفة مهما كانت وحشيتها



  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=33055
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2013 / 07 / 01
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 04 / 19