• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : الاختلاف ليس عيبا!! .
                          • الكاتب : ضياء المحسن .

الاختلاف ليس عيبا!!

 

 
من بديهيات الحياة، أن تجد من يختلف معك في الرؤية حول العديد من المسائل؛ سواء ما يتعلق منها في العمل اليومي وفي البيت وحتى في السياسة. ولا شك أن الإختلاف الفكري والتعددية الثقافية هما مصدر قوة وتقدم، بعكس ما يظن البعض من أنهما مصدر فتنة وبلاء وتشرذم، وذلك إذا أحُسن استعمالهما والتعامل معهما في مناقشة القضايا المطروحة، وتقريب وجهات النظر على طريق محاكاة فكرية راقية، وهذا يقودنا الى تقريب الآراء وتسريع الوصول الى العمل المنتج الذي الجميع، وهناك من يسيء التعامل مع التعددية الثقافية والفكرية، بحكم طبيعة التربية التي تلقاها من الأسرة والمجتمع؛ مما يحول دون انخراطه في حوار علمي راق، وتواصل معرفي شفاف منشود، وهذا ما يحرم المجتمع من متعة التفاعل الإنساني، عند ذلك يصبح الإختلاف الفكري خلافاً تناحرياً يسعى فيه كل فريق إلى إلغاء الآخر، لأنه لا يشاركه العقيدة والفكر والتوجه والممارسة، وهذا ما نشاهده في التظاهرات المستمرة منذ فترة والتي تطالب بالإصلاح والتغيير. فالتظاهرات بدأت في بادئ الأمر للمطالبة بإخراج السجينات، سرعان ما تطور الأمر الى المطالبة بإسقاط الدستور وإلغاء العملية السياسية برمتها. الأمر الذي يجعل من كل طرف متمسك برأيه بدون التوصل الى حل وسط يرضي جميع الأطراف ويحفظ ماء الوجه للكثيرين ممن تورطوا في هذه الأزمة.
ليس كل ما نقوله صحيحا، كما أن ليس كل مايقوله من يختلف معنا فهو مخطئ؛ وفي هذا يقول السيد عمار الحكيم خلال لقائه بالكوادر العلمية في جامعة صلاح الدين " ليس معيبا ان نختلف، ولكن من المعيب ان نتخلف وان يتحول هذا الاختلاف إلى خلاف فرقة.. المعيب أننا بما نمتلكه من حضارة تمتد الى أكثر من سبعة آلاف سنة، نصل إلى لحظة لا نجد فيها جسوراً للحوار، والتواصل فيما بيننا، ومساحات مشتركة نلتقي عندها، ونعالج عبرها تحدياتنا ونقرب وجهات النظر فيما بيننا. ان نختلف هذا أمر طبيعي، لان عدم الاختلاف يعني أننا وقعنا في دوامة الحزب الواحد، والقائد الضرورة، والرأي واللون الواحد، وشخص يتحدث ويجب على الجميع أن يُصفقوا له، وهذه سمات الدكتاتورية التي ولت من دون رجعة "
من هنا يجب أن يجد كل منا العذر لصاحبه، ويمد له يده ليصافحه ويتحاور معه لن ذلك يجدد فينا الأمل، وما لقاء رئيسي السلطتين الأكبر في البلد في بيت الحكيم إلا تناغما مع ما قاله الحكيم، بحيث أخذ المواطن يتنفس الصعداء وهو يرى بارقة أمل في إنفراج أزمة تكاد تأخذ في طريقها كل شيء وتحرق الأخضر واليابس؛ خاصة بعد السلام الحار بينهما.



  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=33094
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2013 / 07 / 02
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 29