• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : شعب مفجوع من الجوع ... .
                          • الكاتب : فوزي صادق .

شعب مفجوع من الجوع ...

هذا ما وجدته وشاهدته بأم عيني في مدن المملكة قبل رمضان ، ولا أخص أو أعني مدينة بعينها .
تشمير الساعدين ، وتجهيز الأموال على قدم وساق ، حتى لو أضطر أحدهم أن يقترض من البنك ، أو يرمي بماء وجهه .
قبل أسبوع من رمضان بدأ الاستنفار الكبير ، حتى اعتقد أحد الأجانب إن حرباً أو كارثة قد صبت جماحها علينا ! 
ركام وجبال من المواد الغذائية كهرم خوفو استقبلتنا عند مداخل السوبر ماركت ، لكن لم تملأ عيوننا .
كل زوجة تبحث عن خاتم سليمان المفقود مع زوجها بأوراق العروض المتناثرة بسياراتنا وبيوتنا ومعلقة على أبوابنا.
اتصالات بين النساء والرجال عن آخر العروض ، وأين نجد أفضل وارخص عروض كيك البيتي كويكر.
حركة انتقال دؤوبة من محل إلي آخر ، وكأننا نبحث عن حذاء سندريلا .
باليوتيوب عرض سوبر ماركت خصم خاص لأول مئة زبون يدخل المحل ، وأخيراً الإسعافات تحمل الجرحى والمصابين
محل يعرض شراب الفيمتو الصناعي " بريال " وكيلو الموز " بريال " وقامت القيامة وطلقت وشردت بعض الزوجات.
عقدت اجتماعات بالبيوت ، واتصالات بالجوال ، ونقاشات بالواتساب ، وأضطر بان كيمون سكرتير الأمم المتحدة أن يحضر
أخيراً وليس آخراً ، تجمعت وتكومت وتصوبت جبال الأكل ببيوتنا ، وامتلأت ثلاجاتنا ، ومخازننا ، وأخيراً التخمة واللخمة.
 
سأقولها بصراحة ، وأتمنى أن تتقبلوا النقد وأنتم ممتلئ البطون ، ومغلقي العيون ، وممسكي بريموت التلفزيون :
لماذا نعيب زوجاتنا وأزواجنا بكبر وضخامة أجسادهم وبطونهم ، فالبطنة تذهب الفطنة ..  ولماذا ننتقد من يقول عنا " أمة كبار الكروش وصغار العروش " ، والعروش هنا البيوت.
بالله عليكم ، كيف يكون الإحساس والتفاعل مع شهر الله ، وكيف الانصهار مع ُخلق وحكمة الصيام ، ونحن نطبقه بخلاف ذلك .
لماذا نعطي فرصة للشركات التجارية ، والمؤسسات الغذائية ، والباعة والخضارين ،والمقيمين عندنا بالملايين ، باستغلال سذاجتنا وجهلنا وتكبيلنا أسرى لبطوننا ، وشن حملة من أول رمضان بتنظيف محافظنا وجيوبنا .. وترفع الأسعار بشكل جنوني وكأننا ببورصة  الأسهم ، حتى أوصلوا سعر صندوق الطماطم الصغير بأول يوم من رمضان إلي " أربعون ريالاً "
 
إن سعر المواد الغذائية ببلادنا هي الأرخص في العالم أجمع ، وأنا أراهن على ذلك ، وهي بمتناول اليد كل يوم وفي كل بقعة .
فهاهو الخبز بريال وبعشرات العروض من  الجودة والشكل ، وبكل مدينة وقرية ، والألبان والعصائر ليس لها مثيل بالعالم ، والكثير من المواد الغذائية ، ومن يقول أني أجامل ، فليذهب لأي دولة يشاء ويخبرنا ماذا سيجد ، حتى لدى الجيران من دول الخليج ، والغريب  في الأمر ، أن معظم المحلات والمطاعم لدينا تفتح أربعة وعشرون ساعة ، بينما هذا غير موجود بالخارج .
 
في الأخير نقول إنها ثقافة الشعوب في كل شيء ، وهذه ثقافتنا نحن في الأكل ، وهذه طريقتنا في الحياة ، ونستحق ما يجري علينا من العمالة الخارجية ، ومن استغلال الشركات الأجنبية ، حتى أصبحت عادة سنوية لجيل بعد جيل ، إذ يتم التجهيز لها قبل رمضان ، فتوضع الخطط وتعـقد وتحاك الاجتماعات ، والأجندة  " أمامنا شعب مفجوع من الجوع "
كاتب وروائي  :  www.holool.info              @Fawzisadeq                alholool@msn.com 



  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=33525
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2013 / 07 / 12
  • تاريخ الطباعة : 2025 / 02 / 3