يبدو ان الاحزاب العراقية العاملة على الساحة لاتعي تماماً ثقافة المظاهرات وتتعاطى معها بشكل غريب ومضحك ,, قرأت في احد تايتلات القنوات الفضائية خبر ان التيار الصدري هو الذي يدعو الى المظاهرات التي تطالب بالخدمات وهذه واحدة من المتاجرات السياسية المفضوحة ,, فكيف لحزب سياسي هو شريك اساسي في الحكومة ويمتلك اربعين مقعداً برلمانياً وسبعة وزراء يتظاهر علىيها وله اليد الطولى في تشكيلها ,, لقد نسي الصدريون انفسهم وراحوا يطبلون على حكومة هم من ثبت اركان رئيس وزرائها بمشاركتهم في دعم اجندة بقائه رئيساً للوزراء والجميع اطلع على تصريحات مقتدى الصدر عندما قال انه مغلوب على امره ومجبور لان اوامر الاجندة الخارجية هي التي طلبت منه مساندة المالكي والا سيتعرض للطرد من النعمة التي يعيش في ضلالها وسط حدائق الحرس الثوري الايراني الذي يحسب عليه انفاسه وليس قراراته .

على الصدريين ان يعرفوا ان زمن المهاترات والتعتيم الاعلامي وكم الافواه قد ولى وان الجميع بامكانه ان يعبر عن رأيه بحرية ولايمكن لاحد مصادرة جهود الاخر ,, وعليهم ايضاً ان يعلموا ان مزايداتهم على موضوع الخدمات سوف لن يطلي على الشعب العراقي ,, فسياسة الكيل بمكيالين سوف تعود بالضرر عليهم فالكل يعرف ان تصرفات قيادات التيار الصدري منذ الشرارة الاولى للتغيير في 2003 كانت تصرفات غير محسوبة وغير مدروسة وتتحرك بأتجاهات متعددة ومتناقضة ,, حتى اصبحت واضحة لاطفال العراقيين لا كبارهم .

على الصدريين ان يحركوا اعضائهم بالبرلمان للمطالبة بالخدمات او تعليق عضويتهم ومطالبة وزرائهم السبعة الكف عن سرقة المال العام والنزول الى الشارع ومعايشة هموم المواطن والبحث عن حلول لخروجه من ازمة الخدمات وتردي الواقع المعيشي ,, ان الحث على خروج مظاهرات للمطالبة بالخدمات كذبة مفضوحة والاجراءات الصحيحة التي على الصدريين اتخاذها في هذه المرحلة هي اجبار الحكومة من خلال البرلمان ومن خلال تمثيلها في مجلس الوزراء على تنفيذ خطة قصيرة الامد وبعيدة الامد للخروج من ازمة الخدمات والا فان العراقيين يعلمون جيداً ان هدف الصدريين من الدعم المزعوم للمظاهرات هو الدعاية الانتخابية ليس الا .

وسيعلم الذين يخدعون الشعب العراقي اي منقلبٍ ينقلبون والعاقبة للذين يصدقون مع المواطن يرفعون الحيف عن المظلومين .