بسم الله الرحمن الرحيم
قال الله عزَّ وجلَّ في سورة آل عمران (عليهم السلام): (إِنَّ الَّذِينَ يَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ وَيَقْتُلُونَ النَّبِيِّينَ بِغَيْرِ حَقٍّ وَيَقْتُلُونَ الَّذِينَ يَأْمُرُونَ بِالْقِسْطِ مِنَ النَّاسِ فَبَشِّرْهُم بِعَذَابٍ أَلِيمٍ * أُوْلَئِكَ الَّذِينَ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَمَا لَهُم مِّن نَّاصِرِينَ )) صدق الله العليِّ العظيم
... ويقتلون الذين يأمرون بالقسط من الناس ...
صدق من سمّاك نمراً أيها الشيخ نمر باقر النمر ... فقد صدحتَ بالحق في مكان وزمان لم تملك من مفرداته شيئاً ! فلا المكان مكانك انما المتسلط عليه هم عشيرة آل سعود ، ولا الزمان زمانك فقد اخذ بأدواته طغاة آل سعود بكل وسيلة.
قامت دولتهم على الفتك والبطش والقتل بأسم الدين بل بتسخير الدين لدنياهم ، بتسخير اللحى والعمائم لصالحهم وتسخير الصهاينة والبريطانيين والامريكان ، فامتلكوا الارض وجعلوا الشعب عبيداً لهم حتى امتلكوا أسمه: "الشعب السعودي" !! شعب نجد والحجاز وعسير ونجران والمنطقة الشرقية والاحساء ، ابطال المدينة المنورة ومكة المكرمة اخنعوهم واخضعوهم ومسخوهم حتى اسمهم فباتوا لا يعرفون الا بأسم: "سعوديين" وهم لا ينتمون إلى آل سعود ولا يشتركون معهم إلا بالتاريخ السعودي الاسود الذي جمعهم معهم في هذا الزمن البائس.
إنَّ قضية الشيخ النمر لم تكن طائفية ، ولم تكن تخص مجموعة دون اخرى ، بل كانت قضية كبرى رفع رايتها الشيخ النمر بسارية المظلومية الشيعيـة ، ومن خلال هذه السارية المُنتَهَكَة الحقوق اصبح الذين يعارضون النظام السعودي يتخذون من موقف الشيخ النمر مثالاً يقتدى به وهذا سعد الفقيه وغيره من المعارضين لحكم العشيرة السعودية امثلة حيّة على ما ذكرناه.
فالقضية الحسينية التي رفع الشيخ النمر رايتها بوجه آل سعود ليست قضية مرحلة او موقف او حادثة طارئة ، بل هي قضية امّة وقضية مصير لملايين المواطنين القابعين تحت نير حكم آل سعود العنجهي ، حكم العشيرة البائس ، هي قضية نهايتها مهما كانت لا تصب في صالح آل سعود ، فان قتلوا الشيخ نمر باقر النمر فقد وقعوا بنفس خطأ الطاغية صدام الهالك الذي جرّ عليه اعدامه للسيد محمد باقر الصدر الويلات التي انهت حكمه ولو بعد حين ، وإنْ سجنوا النمر ، فكم من مظلوم منسي في سجون آل سعود ما زالت الجماهير تطالب بهم وبحريتهم واصبحوا معلماً للمناداة بالخلاص من نظام حكم عشيرة آل سعود ، وكم من سجين خرج من سجنه الى سدّة الحكم كالمختار الثقفي في الماضي البعيد ونيلسون مانديلا في الماضي القريب. وإنْ اطلقوا سراحه عاد الى سابق مواقفه الحسينية الخالدة الرافضة لحكم العشيرة الواحدة وهو أشد شكيمة وقوّة. إنه المأزق التاريخي الذي سيضع الخاتمة لحكم عشيرة آل سعود – بمشيئته عز وجل - وما هي إلا مسالة وقت قليل لا أكثر إنْ شاء الله سبحانه.
إنَّ التجلي الحقيقي لقضية الشيخ النمر بمنهجها الحسيني لا يكمن في انه دق المسمار الاخير في نعش الدولة السعودية فقط بل انه تمكن من ان يكون مصنعاً للابطال الرافضين للطغيان ولحكم العشيرة الواحدة لارض العرب. وربما يقول من يسمع كلامنا هذا اننا نبالغ في كلامنا وفي اثر النمر على المجتمع والشارع المقاوم لحكم عشيرة آل سعود ، ونحن لا نلوم من قد ينسبنا الى المبالغة فنحن ننظر من زاوية لا يمكن لغير التابع لمذهب آل البيت (عليهم السلام) النظر من خلالها او فهمها.
فوا عجباً لاولئك الذين يبحثون عن الشجاعة في جيفارا وعن الثورية في جيفارا وعن نصرة المظلومين والوقوف بوجه الظالمين في جيفارا ، فيرفعون صور جيفارا في زمن وضع النمر نهايةً لاسطورته الثورية واستبدلها باسطورة نمريّة مشرّفة جديدة ، نمر وقف وحده بوجه اعتى عتاة عصره ، بوجه عائلة طاغوتية برمتها وبعددها وعديدها واموالها الطائلة وقدرتها العسكرية ومخابراتها وامبراطوريتها الاعلامية... وقف وحده معلنا من داخل مملكة الظالمين وهو محاط بعسكرهم وامنهم ومخابراتهم وسجونهم وانتقامهم وبطشهم فلم يبالي بكل هذا ، أعلن موقفه الرافض لحكم الظالمين ، اليس هذا موقف يستحق فاعله ان يكون اكثر مجداً وعزاً وقبولا عند الثوريين واليساريين من جيفارا ؟ ام هي عمامته التي تمنعهم من إنصافه ؟!
اللهم فرّج عنه سجنه ... هذا الشيخ الشجاع ... هذا الشيخ الجليل الذي ما زالت كلماته الحسينيـة الفائقة الشجاعة تتردد في الاذهان كلما نظرت العيون صورته الشريفة وهو يردد بلهجته العامية: "ما نبي آل سعود" ... لا نريد آل سعود ...
الحق الحق أقول لكم: إنّه أحد شجعان عصره ...
|