• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : ثقافات .
              • القسم الفرعي : ثقافات .
                    • الموضوع : مثل شعبي .
                          • الكاتب : علي حسين الخباز .

مثل شعبي

 

لا يخفى على احد قوة المثل الشعبي العراقي، لامتلاكه جذورا قوية في ثنايا الواقع العراقي؛ البيت، العائلة، الحياة الزوجية، علاقات الفرد بالناس... فنجد ان حلم الأم دائما يكمن في تزويج ولدها، وتسعى لحثـِّه على الزواج، وتقدِّم لزواج ولدها ما تملك، وتشد حزام الهمة للبحث عن الزوجة المناسبة، وتفرح كثيرا حين تجد تلك الفتاة التي تمتلك الصفات المطلوبة، و(تزغرد) من اعماقها فرحا، وتفرح لعرسه اكثر من فرح العريس بعروسه، وتصلي لله حمدا إذا وفـّقها لترى عرس ولدها الذي حلمت به العمر كله... 
وبعد هذا كله كيف يقول المثل الشعبي: (لو العمة حبّت الكنة ابليس دخل الجنة) أليس هذا شؤما واضحا ليكون مفتتحا سوداويا لحياة عائلية مليئة بالجحيم. سبحان الله... من قلب تلك المودة الى هذا الصخب المر والحقد والكراهية، فيصبح لاهمّ للعمة سوى كنتها، وكذلك لاهمّ للزوجة إلا عمتها!! هل يا ترى هي غيرة الام ام غيرة الزوجة؟ 
فالأم تشعر ان الزوجة سرقت منها ابنها، والزوجة تشعر ان العمة حاكما سلطويا مسلطا عليها، ولا يمكن لها ان تتمتع بحياتها كزوجة وام بيت، وعمتها موجودة في حياتها وحياة زوجها، تحاسب على الصغيرة والكبيرة... والأم بطبيعة الحالة ترى تلك التدخلات حرصا منها على حياة ولدها الزوجية. 
يرى البعض ان المشكلة تكمن في امتلاك البيت؛ فلذلك يسعى للبحث عن مسكن منفصل تحت ضغط الزوجة، وبالتالي سوف يسكن بالايجار... فهل يرى هذا البعض ان عظمة الامومة والبنوة تقف مستندة على بضعة امتار من بيت؟ وهل يعني استقلال الابن بحياته انهاء بعلاقته بذويه ووالدته واخوته واخواته... المسألة تحتاج الى عمق رؤية، وولوج حقيقي بين الناس.



  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=34088
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2013 / 07 / 25
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 04 / 19