• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : لتجمعنا ثورة الشعب العربي ضد الاستبداد بقلم .
                          • الكاتب : صالح العجمي .

لتجمعنا ثورة الشعب العربي ضد الاستبداد بقلم

لقد استطاعت الثورة التونسية العظيمة أن تتعدى كل الحدود والحواجز وان تصل إلى عمق القلوب و لها صدى في كل  أصقاع الدنيا وتحققت بصمتها الأولى بعد التخلص من الديكتاتور بن على تفجرت شرارتها في مصر العظيمة وتم إسقاط الفرعون مبارك وتخلص جزء من الشعب العربي بقيادة  تونس ومصر من نظامين مستبدين في المنطقة العربية  جلبت للأمة العار والدمار وتبنّت العمالة  للإدارة الأمريكية و خدمت البيت الأبيض  ثلاثة عقود متوالية على حساب الأمة العربية .
     ولكن بقدرة الله جل وعلا وإرادة الشعوب المؤمنة والتضحيات الجسيمة التي قدمها الشباب الأحرار في شوارع تونس العظيمة وميدان التحرير ميدان الجهاد والصبر والكفاح في مصر العروبة تهاوت الأصنام  واحد تلو الأخر وفشلت كل المؤامرات التي كان يديرها الساسة خلف الكواليس والمليارات لم تفلح في إنقاذ تلك العصابة  الجاثمة على صدر الأمة وقضايا الأمة المصيرية .
       ولا يزال الحراك الثقافي والسياسي والمظاهرات اليومية في معظم البلدان العربية مستمدا قوته وعزيمته وصموده من تلك الملاحم البطولية التي قدمها الشعبين التونسي والمصري فقد تجاوزت الاحتجاجات الشعبية كل الأحزاب والمنظمات الشكلية في الساحة السياسية  بالرغم من التصريحات المضادة بداية بما كان يجري في تونس ومصر لتقويض الثورة الشعبية وإجهاض مشروع التغيير التي نفذها  الإعلام الرسمي خلال المظاهرات هناك قبل السقوط  المهين لبن علي ومبارك
       وما يقوم به الإعلام الرسمي  في البلدان التي تعيش أجواء من الاحتجاجات والمظاهرات اليومية وعلى سبيل المثال اليمن  حيث تسخر السلطات  إمكانياتها لتقويض التغيير وطموح الشعب بالقول  اليمن ليست  تونس وليست مصر والتهويل المكثف عن مخاوف تقسيم اليمن  وعودة الإمامة في محاولة بائسة لفض الشباب عن المطالب الشرعية بالتغيير وتحقيق الهدف الأكبر والأسمى  للثورة العربية التي يقدسها الشارع العربي من المحيط إلى الخليج  ويتفانى من اجل تعميمها في كل البلدان العربية القابعة تحت الهيمنة الأمريكية بقيادات عربية .

 ولقد أثبتت الأيام الماضية أن الثورة التونسية والمصرية قلبت كل المفاهيم لدى الشارع العربي بما عكست من تلاحم شعبي واخوي وتقاسم لقمة العيش والصمود على الأرصفة  وتحت الشمس ومواجهة العنف من قبل السلطات وما قدمت من تضحيات جسيمة أيقظت العالم  وتعاطف معها المجتمع الدولي   واستحوذت  تفاصليها الدقيقة على الشعوب المطحونة في  ظل أنظمة تعتبر امتداد استراتيجي  وحليف رسمي في القمع  والاستبداد  لنظام بن على ونظام مبارك.
           وما يعول عليه الشارع العربي في تونس و مصر على الشعوب العربية هو الالتفاف  تحت مظلة الثورة الشعبية العربية ضد العربدة والاستعباد والكهنوت  والاستبداد المزمن الذي عانت منه الشعوب العربية ردحه من الزمن وتعول  كذلك الشعوب العربية على الإرادة الشعبية بداية باليمن التي تعصف بها أزمة سياسية اقتصادية وحروب أهلية وتهديد بالتشطير على غرار ما يجري في السودان  وتدعوهم تلك الرموز من قيادات الثورة في تونس ومصر على توحيد الصف ورصد الهدف الأساسي بدقة  و تضافر الجهود  للوصول للغاية الكبيرة  التي تحققت في تونس ومصر والالتفاف في الشارع الواحد نحو مطلب التغيير في مظاهرات سلمية  حضارية  وشعارات تخدم المصلحة العامة  هو رحيل النظام
  وينبه الشارع العربي  و يدعو دعاة الانفصال  إلى احترام الثورة اليمنية  الشعبية ضد الاستبداد فالجميع  تحت  الظلم والاستعباد والهيمنة  وعليهم احترام الإرادة الشعبية ومشاركة الشعب همومه بعيدا عن النزعة الجهوية  المقيتة التي  كانت السبب  الفعلي في  إفشال مشروع الثورة السلمية  في اليمن  لفترات طويلة .

 و يلاحظ  أن المشهد السياسي في اليمن  يشهد توسع ووعي  القاعدة الشعبية  للاحتجاجات المتوالية ضد نظام على عبد الله صالح  في كل المحافظات  وما يعول عليه الشعب اليمني أنه على ذلك النظام  أن يدرك  أن وقت الرحيل لا مناص منه  وان عليه أن يرتب أوراقه  بعد ثلاثة وثلاثون عام من الحكم  الاستبدادي والذي خلف ميراث من الكراهية والفقر  ومزق الشعب اليمني  في الشمال والجنوب و أشعل فتيل الحروب الأهلية  وخدم المصالح الأمريكية  على  حساب المصلحة الوطنية والعربية والإسلامية  فلا مجال  أمامه إلا الرحيل في المظاهرات السلمية التي يقودها  عشرات الاللف من الشباب في كل ربوع الوطن  .




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=3437
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2011 / 02 / 18
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 04 / 19