• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : الحوار.......الكاتب .
                          • الكاتب : جواد البغدادي .

الحوار.......الكاتب

 

منذ البدء كان الحوار.
فتح الله سبحانه وتعالى
بابه على مصراعيه, فحاور الملائكة في خلق ( ادم ) عليه السلام, الذي سيخلفه في
اعمار الارض, بعد الحوار الذي دار بين الخالق عز وجل و المخلوق (الملائكة ).
امر الله العلي العظيم
بسجود المخلوق الطيني , فاستجابة الملائكة فسجدوا الا المخلوق الناري ( ابليس )
فأبى واستكبر وكان من المنظرين, ان رفض الامر اللاهي يدل على غرور هذا المخلوق
الناري.
ثم استمر الحوار والامر
اللاهي الى ادم وحواء( زوجته) بمنعهم من الوصول الى الشجرة , حكمة الله في ذلك
الامر واصبحت الرؤيا واضحة الى العبد وزوجته من خلال الحوار مع العظيم الجبار خالق
الخلق (الله تبارك )     , كانت هذه الصورة
الاولى من الحوار.
النقلة الثانية من
الحوار هي بين المخلوقين, بعدما ادركوا اهمية الحوار ونتائجه والطاعة للأمر   الله صاحب الكينونة كن فيكون, دخل ابليس مع ادم
وحواء بحوار حول اهمية الشجرة , وان سبب منعهم لكي لا ينالوا مرتبة الخلوق الابدي      , وغرر بهم نتيجة اقناعهم من خلال الحوار
الذي دار بين الطرفين.
 
والنقلة الاخرى من نفس
الجنس من الادميين, تحرك الحوار بين ( قابيل وهابيل) اولاد ادم عليه السلام,
اللذين اقربا قربانا فتقبل من احدهما ولم يتقبل من الاخر,  كان حوار( هابيل) حوارا عقليا هادئا. ومن جهة
(قابيل ) غريزيا عنيفا.
ثم تدرج الحوار بين
الانبياء رسل الله (جل جلاله) عليهم السلام, وبين اقوامهم لغرض القاء الحجة على
تلك الاقوام واخراجهم من الظلمات الى النور, واهتدى من اهتدى وضل من ضل...
ومنذ بدء الخلق كان
هنالك طريقان, العنف الذي سلكه (قابيل) الغريزي ,و الخير الذي استخدمه هابيل منهج
تقربي تعارفي, ينبذ العنف الذي يرمي الى الدمار كونه خط اهوج اعوج ,بعد نفاذ كل
السبل السلمية من اجل السلام وارساء قواعد الحوار السلمي مع ( قابيل) لم تجدي نفعا. 
فكانت اول جريمة عرفتها
الانسانية , قتل قابيل لهابيل نتيجة عدم ادراك الاخر اهمية الحوار والركون الى
جادة العقل في بناء مجتمع تعايشي يهدف الى انشاء الحضارة والتقدم,
 
لماذا الحوار....؟
الكل جرب الحوار سوى مع
والدية او مع صديقه او زوجته او مفاوض  او
مع مدرسيه حول موضوع قابل للنقاش والحوار يدور الخلاف حولها, عندها تصبح الرؤيا
واضحة لدى احد الطرفين, سوى بالإقناع او البرهان الساطع الذي لا يعطي الشك للمحاور
والهدف من ذلك اظهار الحقيقة المختلف عليها من خلال الحوار البناء العقلي, وليس النوع الاخر من الحوار.
 
ماذا جلبت لك
تلك الحوارات؟
هل قربتك مع
الاخر, ابا واخا واما وصديقا ومعلما وزميلا ومفاوضا واكثر؟
هل ادركت ان
الحوار طريق او جسر يوصلك الى قلوب الاخرين, وعقل من تحاوره ؟
هل تأكد لديك
ان الحوار يساعدك في تكوين قناعات مشتركة بينك وبين محاوريك, لولا الحوار لكان كل
منكما صندوق مقفل؟
هل ثبت لديك
انك بالحوار ترفع الصور المشوه عمن كنت تحمل عنهم تصورات مبالغ فيها او خاطئة؟
اذا كان جوابك
بالإيجاب فانت حضاري تتقن لغة الحوار , وتجيد استعماله كأسلوب التفاهم والتواصل ,
وهنالك شاهد في الواقع العراقي.
عمار الحكيم
لدية القدرة العالية في الحوار البناء وحلحلت الازمات السياسية , من خلال ما يدعوا
الية خلال الطاولة المستديرة في الحوار, لقاء القادة السياسيين الرمزي, كذلك لقاء
الرمزي لقادة العشائر من الامراء والشيوخ.
ويمكن تشبيه
هذه اللقاءات بالنافذة التي تطل منها على محاورك وهو يطل عليك, ويعرف كلا منكم
شخصية المحاور وبعض اسراره.
كذلك يلعب
الحوار دورا مهما في حلحلت الكثير من الازمات والخلافات والمشاكل واذابة الجليد
المتراكم , وازالة الحواجز النفسية والتصورات الخاطئة.                                                                                                                                                                                                                       



  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=34474
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2013 / 08 / 03
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 29