• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : ثورة أم انقلاب: بين سوريا ومصر .
                          • الكاتب : السيد يوسف البيومي .

ثورة أم انقلاب: بين سوريا ومصر

عجيب أمر هؤلاء الذين يكيلون الكيل بمكيلين كما يقال في المثل المشهور، وإليكم قصة هذا المثال ازدواجية المعايير، المعايير المزدوجة أو الكيل بمكيالين هو مفهوم سياسي صيغ في عام 1912م، يشير إلى أي مجموعة من المبادئ التي تتضمن أحكاماً مختلفة لمجموعة من الناس بالمقارنة مع مجموعة أخرى. 
"والكيل بمكيالين" مبادئ ينظر إليها على أنها مقبولة لاستخدامها من قبل مجموعة من الناس، ولكنها تعتبر غير مقبولة ومن المحرمات، عندما تستخدم من قبل مجموعة أخرى. الكيل بمكيالين، يمكن وصفها بأنها نوع من التحيز وظالمة لأنها تنتهك مقولة أساسية في الفقه القانوني الحديث: أن جميع الأطراف يجب أن تقف على قدم المساواة أمام القانون. 
الكيل بمكيالين أيضاً انتهاكاً لمبدأ العدالة المعروفة بإسم الحياد، والذي يقوم على أساس افتراض أن نفس المعايير ينبغي أن تطبق على جميع الناس، والتحيز ذاتي على أساس الطبقة الاجتماعية، أو رتبة أو العرق أو الجنس أو الدين أو الجنسية اتجاه أو آخر من أشكال التمييز. والكيل بمكيالين ينتهك هذا المبدأ من خلال عقد مختلف الناس للمساءلة وفقاً لمعايير مختلفة.
من هنا فإننا نأتي إلى الوضع في سوريا فإن التكفيريين والمتأسلمين يعتبرون ما يحصل هناك هو ثورة محقة للشعب ضد النظام الحاكم، مع تحفظنا على هذا الرأي، فإن المجموعات المسلحة هناك قد تجمعت من كل حدب وصوب ومن أرض الشتات لكي تقاتل على الأراضي السورية، وكل هذا من أجل نصرة الدين. وما هذا الدين الذي يأمرهم بقتل الأبرياء والأطفال والنساء ونبش قبور الأولياء والصالحين، كل ذلك بحجة نصرة الدين الذي هو منهم بريء كبراءة الذئب من دم ابن يعقوب.
وإن أردنا أن نأتي بالأمثلة فهي كثيرة وكثيرة جداً وقد يندى لها الجبين، من مجزرة حطلة وقتل المسلمون الشيعة هناك، إلى نبش قبر الصحابي حجر بن عدي، وإلى قصفهم مرقد السيدة زينب (عليها السلام)، وغيرها وغيرها من هذا الأمور البشعة التي ذكرتنا بتاريخ بني أمية الأسود.
 أما عن حال أرض الكنانة، فقد قام جزء كبير من الشعب مصري بحركة تصحيحة من أجل استنقاذ البلاد والعباد من المشاريع التي سارت فيها نفس هذه الفئة التي تدعو للجهاد في سوريا والتي وصلت إلى سدة الحكم في مصر.
فقد أعتدى أتباعهم وأنصارهم على الشيخ حسن شحاتة وذنبه فقط أنه كان من المحبين لأهل البيت (عليهم السلام)، وأرادوا أن يهدموا الآثار الفرعونية على أنها تماثيل للشرك، وأرادوا أن يستعدوا كل من يعادي إسرائيل، بل على العكس فإنهم وطدوا علاقتهم بإسرائيل من خلال مراسلات، وكل تلك الشعارات التي كانوا يهتفون بها:"على الفدس ريحين شهداء بملايين".
لم تساعدهم على إقفال سفارة العدو الصهيوني في القاهرة، ما هذا؟! هل هذه هي صفات المسلم؟! والله إنه عصر العجائب.. ويمكن أن نضيق هؤلاء وتفكيرهم وتكفيرهم إلى عجائب الدنيا السبعة...



  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=34574
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2013 / 08 / 05
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 29