تبدي مؤسسة الامام الشيرازي العالمية تقديرها الكبير لتهنئة نيافة الحبر الأعظم البابا فرنسيس الأول المحترم، ورسالته للشعوب الاسلامية، بمناسبة عيد الفطر المبارك، شاكرة مبادرته الاخيرة الداعية الى السلام والتسامح والمودة بين اتباع الديانات المختلفة.
وتعرب المؤسسة عن سعادتها ومساندتها لدعوته نيافته الرامية الى افشاء السلام والإخاء بين الشعوب والمجتمعات دون تمييز، والارتقاء الى القيم السماوية الانسانية الرفيعة، ومد جسور المحبة والوئام والاحترام المتبادل بين اتباع الديانات، استرشادا بقوله عز وجل، (يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوباً وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ اتقاكم).
وتؤكد المؤسسة ان المجتمع الدولي عامة وبلدان الشرق الاوسط خاصة، باتت شعوبها ومجتمعاتها في امس الحاجه الى السنن الالهية والرسالات التي نقلتها الرسل والانبياء والاوصياء عليهم السلام، والتي جاءت لتنقذ البشرية من جاهليتها العمياء ومن تخبطها في عهودها المظلمة التي كانت تهلك بالنسل والحرث.
فما يجري في الوقت الحاضر من اعمال عنف اثنية وطائفية مقيته، تحركها افكار ظلامية متخلفة انسانيا وحضاريا، باتت تؤرق الانسانية جمعاء، وتعود بالحضارة البشرية الى العصور المظلمة، بعد ان حيدت كرامة الانسان وحرمته، وساد منطق القوة بدلا من قوة المنطق العقل، وارتفعت وتيرة الكراهية والتكفير بشكل مقزز يدمي القلوب، وبما يخالف جملة وتفصيلا التعاليم السماوية ووصايا الانبياء والرسل.
ان رسول الله محمد صل الله عليه واله قد حرم دم الانسان وماله وعرضه وعصمه عن الاخرين في احاديثه الشريفة، فيقول (ص): دم المسلم على المسلم حرام، ويقول ايضا: من آذى ذميا فقد آذاني وكنت خصمه يوم القيامة، فيما اكدت وصيه الامام علي عليه السلام على تساوي المسلم بأخيه غير المسلم في الحقوق والواجبات اذ يقول في وصيته لواليه على مصر: الناس صنفان... إن لم يكن أخا لك في الدين فهو نظير لك في الخلق.
فيما ادركتنا المدرسة الشيرازية وامامها الراحل بالعديد من الوصايا والتعاليم التي تنص على احترام الانسان مهما كانت معتقداته، ولا يجوز التقليل من مكانته او التعدي على حرمته، نفسا كانت او اموالا، الى جانب الحث على ديمونة العيش المشترك والقبول بالآخر والتسامح واللاعنف.
لذا تشد المؤسسة على موقف نيافة البابا داعية الى رفد ودعم مبادرته املا في ان تسهم بإفشاء السلام والحد من معاناة الشعوب المقهورة بالاستبداد والطغيان والعنصرية ووقف المذابح والحروب العبثية.
والله ولي التوفيق
مؤسسة الامام الشيرازي العالمية
واشنطن