قال تعالى (( ولا تقفُ ما ليس لك به علم إن السمع والبصر والفؤاد كلُّ أولئك كان عنه مسؤولاً )) .
سوف تسأل في الدنيا وقبل يوم القيامة عن كل كلمة قلتها دفاعاً عما لم تكن عالماً به او مطلعا عليه من حقيقة المسائل العقائدية والروائية التي يطرحها الحيدري في قناة الكوثر ؛ كما انه سوف تكون المسوولية عليك كاملة في كل ما يمكن ان يترتب على دفاعك عنه من اتباع أشخاص من عامة الناس ومن صدور ضلال من القول والعمل من أي شخص يستمع لكلامه بتوسط تمجيدك لهذا الشخص ودفاعك عنه ؛ وهذا ما أستفيده من كلامك ايضا ولا احتاج لادلة من الخارج ؛
فأولاً : قلت فإن كان ما يطرحه حقاً فقد صحح المسيرة وان كان خاطئا حرك العقول .
أقول : الذي ظهر لنا انك غير عالم بما يقوله الحيدري ولذا انت متردد فيه ولا تستطيع الجزم بصحته ؛ ولذا تردد الامر في كلامه بين الصحة والخطأ ؛ ولا ان الصحة والخطأ في العقيدة ليس حكمهما على حد سواء ؛ فإن إصابة الحق تعني الجنة والثبات مع أهل البيت عليهم السلام و الخطأ فيها يعني الضلال والخروج عن خطهم وما رسموه لشيعتهم ؛ و لا ثالث لهذين الامرين .
فكيف تتكلم بنحو وكأنما الحيدري شخص يكون في صوابه وخطأه نجاة الحوزة وانتشار العلم !!؟.
ثانياً : يلزم على ما ذكرته ان تكون من المصوبة كالاشاعرة الذين يرون أنه لا واقع وراء فتوى المجتهد بل ما يراه هو الواقع والحق فدائما هو مصيب وان أخطأ لأنه لا بوجد واقع وراء كلامه قد يصيبه المجتهد او يخطأه .
ثالثاً : قلت على كل من يشكك في صحة كلامه فليرد عليه بالطريقة العلمية .
اقول : واين الطريقة العلمية التي يسير عليها الحيدري ؟! سوف أبين لك عوار هذه الطريقة التي تدعي انها علمية:
1- يستقي الاقوال والروابات من كتب العامة والتي يرد عليها الاشكال ثم يسقطها على كتب الخاصة الخالية منها ؛ وذلك بقصد توحيد توجيه الاشكال لكلا الطائفتين ؛ وهذا خلل عظيم في المنهج ينقض به كل ما بناه من عقيدة هو يعتقد بها ان لم يكن من الاول هو قاصد للهدم لا للبناء .
2- تعميم القضايا الجزئية بلا معمم لها ؛ أي انه يلغي الخصوصية بنحو تنقيح المناط الظني الذي لا يغني من الحق شيئا ؛ فتراه يرى رواية واحدة عن تمبم الداري ودون ان يلتفت الى وجودها مروية عن احد الائمة فيبادر الى التعميم قائلا بكثرة الروايات الاسرائلية في كتبنا !؟
3- يسارع في مقام عرض الدليل العلمي الذي يدعيه بما هو ليس بدليل اصلا ؛ وأقصى أدلته على كل مطلب هو : كثرة مؤلفاته وتوافر دروسه وتفرده بالتحقيق في المطلب رغم عدم صحة هذه الدعاوى لاثبات ما هو ادون مما يدعيه .
4- اشهاره سيف التحدي للحوزة العلمية والمرجعية النجفية على وجه الخصوص ؛ وكما قال السيد عادل العلوي في نصيحته له : وهل ان الولد يتحدى أمه وانت تقول انك ابن الحوزة وهي أمك التي ارتضعت من لبنها ؛ ان صح ارتضاعه منها دون غيرها .
هذا غيض من فيض مما طفح به المنهج الموضوعي العلمي للحيدري ؛ فيا ترى هل يستحق هذا ان يتصدى للرد العلمي عليه ؟ ام يكتفى ببيان حجمه الطبيعي الواقعي ؟
ومن الواضح جدا انه يسعى لأن تصدر المرجعية في حقه كلاما فيفرح بذلك ويتغنى به انتصارا بأنه استطاع تحريك قلم المرجعية او أشغل فكره به للحظات ؛ وليعلم أن العاقبة للمتقين وبقية رسالتك أترفع عن الرد عليها .
تنويه علماً ان الشيخ فاضل البديري يرى اجتهاد محمود الصرخي واعلميه الشيخ محمد
اليعقوبي فما هو سر التنوع ولماذا. |