• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : الوجاهة الشرعية والعرفية .
                          • الكاتب : محمد السمناوي .

الوجاهة الشرعية والعرفية

قال الامام الباقر عليه السلام : ( اللهم اجعلني عندك وجيها بالحسين عليه السلام ). 
الوجاهة على قسمين الأولى : وجاهة عرفية ؛ والثانية : وجاهة شرعية .
أما الأولى : العرفية ؛ فهي الوجاهة التي تكون بين الناس  وهل من الضروري أن يكون وجيها عند الله تعالى ؟
الجواب : كلا وألف كلا ، الناس في هذا العصر وحتى في العصور الماضية مع شديد الأسف تبحث عن الوجاهة العرفية تاركين الوجاهة الشرعية ، فاخذوا يبحثون عن المواقع والمناصب الاجتماعية ،ووصل بهم الحال أن يرغبوا أن يُقصدوا  ولايَقصدون الناس  ، يحب أن يُزار ، ولا يذهب لزيارة الآخرين .
أئمة أهل البيت عليهم السلام حالوا أن ينزعوا هذه القضية من عند الناس ، ولا يكون  التركيز على هذه الوجاهة العرفية ، والاتجاه نحو طلب الوجاهة الشرعية التي عند الله تعالى .
ينقل أن شخصا من الشيعة الموالين لمدرسة أهل البيت عليهم السلام ،   كان يرى في نفسه شيئا من الوجاهة بين أهله وعشيرته وبين اقربائه يشبه حال  بعض أهل السياسة في هذا العصر وغيرهم ، هذا الشخص الوجيه كان يرى  لنفسه الاهلية ان يكون نائبا للامام المهدي عجل الله له الفرج والمخرج ، والامام عج اراد ان يقوم بتربيته وان يكون تحت عنايته ورعايته عن طريق احد سفرائه ونوابه في بغداد أيام الغيبة الصغرى ، حيث تلك الأيام التحركات للنواب الأربعة تكون بتوجيه الامام المهدي عج ، ذهب هذا السفير الى هذا الوجيه بالوجاهة العرفية لكي يجعل منه رجلا آخر .
فقال السفير للرجل الوجيه خذ هذه الأموال وهذا الكفن واذهب الى جهة نهر دجلة تجد سفينة صغيرة وفيها رجل عليك وبمجرد أن تلتقي  به أعطه الأمانة وانت مكلف تكليف خاص ومباشر من الامام عج ، بينما هو يمشي متجه نحو دجلة أخذ يحدث نفسه لماذا الامام عج لم يختاره سفيرا ونائبا له ؟، وعند اللقاء تبين أن هناك  رجلا من المحبين والموالين لأهل البيت فقير وليس لديه مايقتاة به ، وكان هناك رجلا  متوفى  ليس لديه كفن .
هذا هو حال الإنسان المؤمن عندما يغفل الانسان عن ذكر الله تعالى فان الشيطان يدخل من هذه النافذة ويوسوس له ، ولكن هذا الوجيه سرعان ما تنبه الى هذه الغفلة.! واستغفر الله تعالى ورجع الى رشده وصوابه فقال أن الامام عج  وهو حكيم وقد وضع الشيء في موضعه في اختيار الرجل المناسب في المنصب المناسب .
أهل البيت عليهم السلام يحترمون الناس ويحبونهم بمقدار  طاعتهم ومعرفتهم لله تعالى .
اهل البيت عليهم السلام لايريدون أن تكون هذه الوجاهة دنيوية فقط ، إذن ماذا يريدونها ؟ 
الجواب الامام  الباقر عليه السلام  : ( اللهم اجعلني عندك وجيها بالحسين عليه السلام في الدنيا والآخرة ). 
أهل البيت عليهم السلام يريدون أن تكون الوجاهة شرعية وهو أن تكون وجيها عند الله،  والذي يكون وجيها عند الله يكون وجيها عند الناس ، ومن كان وجيها عند الناس ليس بالضرورة أن يكون وجيها عند الله تعالى . 
إذن : الوجاهة الشرعية هي مطلب  أهل البيت عليهم السلام ، بمعنى ياايها الناس اطلبوا الوجاهة الشرعية من الله تعالى على الصعيد الدنيوي والاخروي معا .
كيف نحصل على الوجاهة الشرعية ؟ 
وماهو الطريق والمنهج في تحصيلها؟ 
الجواب : الطرق كثيرة بعدد أنفاس الخلائق لكن من أقصر الطرق واوضحها ، وأفضلها ، واقصرها ثلاث طرق نذكرها على شكل مفردات مختصرة .
الأول: إقامة الصلاة ، وليس إتيان الصلاة ، ببيان قد البعض يصلي ولكن صلاته تدخله جهنم لانها لم تناه لا عن فحشاء،  ولا عن منكر  صلاة في خارج الوقت دائماً صلاته قضاء وتحويل الصلاة الأدائية الى قضائية عمدا حرام شرعا ويصدق على صاحبها أن مستهزأ بالله تعالى .
الصلاة  المعراجية هي الطريق في تحصيل الوجاهة الشرعية ؛ لا تلك الصلاة التي لا تنهى عن الفحشاء والمنكر ، وما أجمل هذه الليالي الرمضانية المباركة التي تساعد المؤمن على التوفيق للصلاة المعراجية ،  ولكن عجيب من البعض يستيقظ في وقت السحر ، ويتناول الطعام ، ولا يلتفت الى أهمية الوقفة الإلهية والاستغفار في الأسحار !! 
والاعجب من ذلك أن يتناول السحور ( الطعام ) ولا يصلي الصلاة الواجبة في وقتها بحيث يحول الصلاة الأدائية الى قضائية كباقي السنه  !!!. وفقنا الله جميعا في التعرض الى هذه النفحات الإلهية في هذا الشهر المبارك.
يقول احد العلماء أن احد المؤمنين المتشوقين لرؤية ولي العصر عج ذهب الى حج بيت الله الحرام عشرون مرة ذهب بالمرة الأولى بنية الوجوب والأخرى بنية اللقاء بالإمام صاحب الزمان عج 
ملاحظة : وردت أدعية كثيرة في ليالي شهر رمضان تحث على الطلب من الله تعالى في التوفيق لحج بيت الله :( اللهم ارزقني حج بيتك الحرام ) ، وعندما توفق للحج هناك في عرفات دعوا ما شأت واكثر بتنوع الطلبات والحوائج الأخرى .
احد العلماء يقول لابنه إذا وفقت للحج عليك بالالتفات يمينا وشمالا لعلك تحصى بنظرة بالوجه البهي لمهدي ال محمد صلى الله عليه واله وسلم.
أكثر اللقاءات بالإمام المهدي ع في الغيبة الصغرى والكبرى هي في بيت الله الحرام .
نعم رؤية الامام عج فيها خير الدنيا والآخرة  هذا الرجل ذهب الى الحج بنية اللقاء بولي العصر عج ، وفي مرة جاءت القافلة تطلب منه الالتحاق فرفض وقال لا اذهب هذه السنه لأني زعلان على الامام عج حيث ذهبت لأكثر من عشرين مرة ولم أوفق للقاء ، فمضت القافلة ماهي الا ساعة وإذا به يلتحق بالقافلة ويركض خلفها ويقول انتظروني .! 
فقيل له ماالخبر ؟
فأجاب الان تغير الحال سمعت هاتفا يقول أن اقبل هذه السنه ترانا أن شاء الله .
الأذن  وطبلتها مخلوقة لسماع أصوات البلابل والعصافير والبشر  وهذا الهاتف سمع بالأذن الأخرى المعنوية او الحواس البرزخية وقلب عرشي ، نعم وصل هناك الى مكة وبالفعل التقى بالإمام ع وسأله الامام عج هل تعرف فلان في بغداد ؟ فأجاب نعم ، فقال له الامام عج رحمه الله قد توفي فقد كان مقيما للصلاة .
بمعنى انك تصلي لمدة عشرين سنه ولكن غير مهتم بها فكيف تطلب مني اللقاء ، التزم بصلاتك فلتكن الصلاة معراجية فان الامام عج هو الذي يزورك ويقصدك .
ورد عنهم عليهم السلام : ( لا تنال شفاعتنا أهل البيت من استخف بصلاته ). 
الثاني: حب أهل البيت عليهم السلام ، ولو قلت معرفة أهل البيت عليهم السلام لكان افضل ؛ لان المعرفة تفضي الى الحب ، محبة أهل البيت عليهم السلام فيها الرفعة والشرف والكرامة في الدنيا والآخرة .
المفضل بن عمر من خواص الامام الصادق عليه السلام يقول الامام ع :( أني احبك واحب من يحبك) .
والمحبة كلما كانت بين طرفين تكون أجمل وأحلى واكمل ، وازكى ، واطيب ، واطهر ،وقد ورد في دعاء الافتتاح :( الهي انك تدعوني فأولي عنك ، وتتحبب الي فاتبغض إليك ).
نعم المحبة لا تكتمل الا بالعمل والحب العملي هو مطلب أهل البيت ع لان النظري ليس مطلوب إطلاقا والكثير اليوم على الفضائيات يدعي الحب لاهل البيت عليهم بشعارات  ، ولكن انظر ماذا يصنعون بشيعة اهل البيت عليهم السلام في العالم في مصر وسوريا والخليج وافغانستان من النواصب والتكفيريين  .
يقول الامام الصادق عليه السلام للمفضل بن عمر :( لو كان مافي قلبك من المعرفة لشيعتنا جميعا لما اختلف اثنان ) مضمون الحديث .
الثالث : طريق الامام الحسين عليه السلام ( اللهم  اجعلني عندك وجيها بالحسين عليه السلام في الدنيا والآخرة )، الامام الحسين روحي فداه له خصوصية إقامة مأتم الامام الحسين عليه السلام له خصوصية الذي يبذل في خدمة الامام عليه السلام يحضى بعناية الله تعالى ، والإمام عليه السلام .
احد المؤمنين فقط فكر في ذهنه أن يبني حسينية ولم يوفق توفي وعندما حفروا القبر وجدا مصحفا شريفا في ملحوده قبره ، واحد العلماء أوصى أن يدفن  معه المنديل. الذي كان يحمله في أثناء بكائه على مصيبة الامام الحسين عليه السلام هذه خصوصية ،وكذلك البكاء على البكاء على الامام ع محطة قرب الهي وباب من أبواب الله وطريق واضح لتحصيل الوجاهة الشرعية والقبول في الساحة الإلهية انظر الى المرحوم العارف العالم الفقيه السيد كاظم الرشتي طاب ثراه كيف كان يحث على البكاء ، والجلوس في مأتم سيد الشهداء عليه السلام ، وقد ذكر مرارا وتكرار أن حتى الأعداء والقتلة والمجرمين الذين سفكوا دم ريحانة رسول الله في ظهيرة يوم عاشوراء وقد بكوا عليه وكل من شاهدهم من الأعداء بكى حتى يزيد بن معاوية بكى على الامام الحسين. عليه السلام فقد ورد عن أن أهل الشام لم يبكوا على الحسين ع فإنما هو بالفطرة الثانية المعوجة المغيرة الميتة ، وأما بالفطرة الأولى حين الذهول عن الثانية فقد بكوا وضجوا كيف لا ؟ 
ويزيد لعنه الله قد بكى كثيرات نظر (  بحار الأنوار ج45ص 196 تاريخ الطبري ج5 ص 465 الكامل في التاريخ ج2 ص 576 مقتل الحسين للخوارزمي ج2 ص 74).
وخولى الاصبحي لعنه الله كان يسلب زينب ويبكي وهكذا امثالهما المعاندين لعنهم الله 
انظر بحار الأنوار 45 ص 82 آمالي الصدوق ص 139 سير أعلام النبلاء ج3 ص 303 ونقل كذلك ابن سعد في تاريخ الطبري ج5 ص 452 الكامل في التاريخ ج2 ص. 572 البحار ج45 ص 55. هذا ماذكره السيد الرشتي طاب ثراه .
وقال في موضع آخر أن الجزع والبكاء على الامام الحسين عليه السلام دليل معرفة الله والوصول الى قربه ، فبكاؤه إذا أعظم العبادات والطاعات والقربات ، ودليل الإيمان ، ولذا قال عليه السلام :( أنا قتيل العبرة ، ما ذكرت عند مؤمن إلا قد بكى واغتم بمصابي ). انظر بحار الأنوار ج44/ص280/ وكذلك كامل الزيارات ص 108. 
والحمد لله رب العالمين ، وصلى الله على رسوله الأمين محمد واله الطيبين الطاهرين .



  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=34938
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2013 / 08 / 14
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 04 / 20