• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : هل نفرح بأعتقال الأرهابيين ؟! .
                          • الكاتب : علي جابر الفتلاوي .

هل نفرح بأعتقال الأرهابيين ؟!

سؤال موجه لكل عراقي غيور على شعبه ووطنه ، وهو يرى الاستهتار والاستخفاف بالدم والمال العراقي  .

هل نفرح بأعتقال الارهابيين والمفسدين ؟

الكل سمع أو رأى موجات الأرهاب الأخيرة في العراق ، التي بدأت مع بداية شهر رمضان المبارك ، وأخذت تتصاعد بوتيرة كبيرة في بغداد وبقية المحافظات ، حتى جاء اليوم الثاني من عيد الفطر المبارك ، أذ فجّر الارهابيون الكثير من السيارات والعبوات الناسفة في بغداد والناصرية والفلوجة وكربلاء وصلاح الدين وبابل والطوز في كركوك ، وأذ نذكر هذه الهجمات الحاقدة ، لا ننسى الجهود الكبيرة التي تقوم بها قوات الامن العراقية البطلة في منع وقوع  مثل هذه الهجمات الاجرامية أو ملاحقة أوكار الجريمة لألقاء القبض على الارهابيين ، لكن قوة الهجمة الشرسة الواسعة المدعومة من خارج الحدود ، تركت تأثيرتها السلبية على الساحة العراقية  رغم جهود قوات الأمن في صدّها ومنعها ، ومما يساعد على وقوع الهجمات أضافة لشراسة الهجمة المدعومة من دول الشر ، الثغرات داخل المؤسسة الامنية ، منها مهنية بحتة وهذا امر متوقع ووارد ، لكن الثغرات الاخطر هي القصدية ، والدوافع لذلك متنوعة ، منها الرشى واستلام المال السحت مقابل دماء الابرياء من أبناء الشعب ، او بسبب الارتباط المباشر بالارهاب ، وتعتبر هذه الاختراقات  للمؤسسة الامنية من أكثرها خطورة على الوضع الامني العام .

رغم التعرف على بعض الشخصيات السياسية اوالرسمية المتعاونة او المتورطة في الارهاب والفساد ، وهذا مايؤكده بعض المسؤولين ، الا أن الكشف عن أسمائهم لم يتم لحد الان ، وأننا كمواطنين نرى بعض السياسيين او المسؤولين لا زالوا يعملون في الظلام ، ولا أحد يستطيع أن يعترض او يوقف عملهم وهذا مما يؤسف له كثيرا  أذ أصبح الدم العراقي او المال العام خاضع للمزايدات والصفقات السياسية ، والذي يجلب الاطمئنان الى النفوس ، أنّ هذه العناصر المجرمة الفاسدة قليلة جدا ، وبعضها مشخص ، وهي في طريقها للتعرية أوالتصفية والقاء القبض ، رغم أن بعضها تحت رعاية وحماية نفوذ بعض الدول ، وبعضها الاخر يحتمي ببعض بنود الدستور، وهذا خلل كبير في الدستورعندما يحمي المتهمين بالفساد او الارهاب .

أبناء الشعب العراقي وهم المتضررون من الارهاب والفساد ، يفرحون عندما يسمعون بالانتصارات التي تحققها القوات الامنية العراقية ، ويفرحون عندما تلقي قوات الامن القبض على المفسدين والارهابيين ، لكنهم يحزنون ويتألمون عندما يسمعون عن المئات من الارهابيين القتلة محكومين بالأعدام ولا ينفذ فيهم الحكم لأسباب مجهولة وخفية على الكثير من الناس ، بل يحزن ابناء الشعب العراقي أكثر عندما يسمعون بهروب المئات من هؤلاء المجرمين من سجونهم وبتسهيلات من مسؤولين في الدولة مثل ما جرى في سجني التاجي وابوغريب ، الشعب والاخيار في العالم يتساءلون ، لماذا لا تُنفذ أحكام الاعدام بهؤلاء المجرمين ؟ 

رئاسة الجمهورية تقول أنها وافقت على جميع قرارات الاعدام الواردة اليها ، أذن من المسؤول عن تأخير التنفيذ ؟ 

في عملية أعدام صدام وقّع المالكي حكم الأعدام ونفذه خلال ساعات ، وفوجئ الاصدقاء قبل الاعداء بسرعة تنفيذ الحكم ! الامر الذي أغاظ الكثير من السياسيين والمسؤولين في الدولة ، وأغضب أمريكا وحلفائها من دول الشر في المنطقة ، مما دفع حلفاء هذه الدول ( السعودية وقطر وتركيا ) من المشاركين في العملية السياسية ومن ورائهم امريكا ، لطرح مشروع قانون في البرلمان ، يدعو لسحب صلاحية توقيع الاعدام من رئيس الوزراء ، وأعطائها الى رئيس الجمهورية او نائبه ، وقد وافق مجلس النواب العراقي على هذا المقترح بسرعة فائقة ! والعاقل يفهم !

على أي حال المسؤولون المعنيون كل يدفعها عن نفسه ، ويلقيها على المسؤولين الاخرين ، حتى أن المسؤولين المتورطين في الارهاب او الفساد ، او المتعاونين مع الارهاب  يدّعون نفس هذا الادعاء ، وعندما نسمع تصريحاتهم في الاعلام لا نشك أبدا في وطنيتهم وولائهم للعملية السياسية ، لكن قناعتي من خلال التجربة أن أكثر السياسيين زعيقا بالتهجم على الارهاب والفساد ، هم أكثرهم تهاوناً او تورطاً في هذين المستنقعين الآسنين .

عندما نسمع الناطق باسم القوات الأمنية وهو يعدد أنجازاتها في عملية (ثأر الشهداء)  بعد التفجيرات التي حدثت في ثاني أيام العيد ،  عندما قال :  أن العملية أسفرت عن أعتقال أكثر من ( 327 ) مطلوبا بتهمة الارهاب  وعلى أكثر من ( 120 ) متورطا بجرائم جنائية مختلفة ، عندما نسمع هذه الاخبار نفرح من جهة ونتألم من جهة أخرى ، نفرح لأن قواتنا الامنية تقوم بواجبها في ملاحقة الارهابيين والمجرمين وتلقي القبض عليهم ، لكن رحلة الألم والحزن تبدأ  من خطوات الحجز والتحقيق حتى أصدار الحكم ولن يحصل الأطمئنان الا بعد تنفيذ الحكم بحق المجرمين ، وهذا نادرا ما يحصل مما يدعو لأستمرار الألم والحزن ، لأن أحتمالات اللعب مع المجرمين مفتوحة ، سيما وأن اللاعبين والمتلاعبين متواجدون في الساحة  أذ ربما يتدخل الفساد في هذا الموقف او ذاك ، فتفبرك أفادات لصالح المجرمين في بعض المراحل ، حتى أذا سيق المجرمون الى القضاء صدر الحكم مخففا ، وغير متناسب مع حجم الجريمة ، بل ربما تقود بعض الافادات المفبركة بمهارة ومهنية في التزوير الى أصدار حكم البراءة على مجرمين قتلة ، وقد يحصل أن يؤخر تقديم المجرمين الى القضاء ويتم ذلك ايضا بأتفاق شيطاني حتى تتاح فرصة الهرب من التوقيف ، ويحصل أحيانا أن يصدر حكم القضاء العادل بحق المجرمين ، ويبدأ التلاعب في تأخير التنفيذ ، وربما لن ينفذ الحكم حتى تحين فرصة الهروب المناسبة وتهيأ بأتفاق وصفقة ، لهذه الاسباب التي نعرفها ، وأسباب أخرى خافية علينا تجري خلف الكواليس ، نقول أننا لا نشعر بالفرح الكامل عندما نسمع بأعتقال الأرهابيين  لأننا ربما نتفاجأ بأخبار لاحقة تحزننا مثل ما حصل في سجني ابو غريب والتاجي  وحصل سابقا في سجون أخرى ، ولن تتم عملية الهروب الا بأتفاق وصفقات وتعاون وهذا ما يجلب الألم والحزن أكثر .

ليس هذا فحسب ، بل أن بعض الارهابيين المجرمين يفرحون عندما يلقى القبض عليهم ، لأنهم يعتبرون أنفسهم في أجازة أستجمام عندما تبدأ رحلة التوقيف أوالسجن حيث الأكل الجيد ، والخدمة الفاخرة ، والهواء المكيف ، وخدمات الموبايل ، الى غير ذلك من وسائل الترفيه ، مع الانتظار والأمل بالافراج من خلال الافادات المفبركة ، او الهروب من السجن في أي فرصة سانحة ، علما أن بعض المجرمين يمارس عمله الاجرامي من داخل السجن بواسطة الموبايل .

 وآخر خبر سمعناه تصريح وزير العدل الذي قال فيه أن بعض المحامين يستغلون بعض الثغرات القانونية لتأخير تنفيذ الحكم ، منها دعوة أعادة المحاكمة ، لذا طالبت النائبة سميرة الموسوي مجلس القضاء الأعلى بعدم الرضوخ للتهديدات والابتزاز الذي يقوم به بعض المحامين لأعادة محاكمة بعض المجرمين ، وهذه أحدى اللعب التي تمارس في الساحة ، ورغم هذا الدلال للمجرمين أثناء مرحلة التوقيف ، او السجن بعد أصدار الحكم ، يصيح بعض السياسيين وبعض أعضاء مجلس النواب أن أبسط حقوق الانسان غير متوفرة للموقوفين والسجناء ، ويعنون طبعا المتهمين بالارهاب أو الفساد فقط  ، أذ لا يعنيهم الاخرون .

 بعد هذه المؤشرات ألا يحق لنا ان لا نشعر بالفرح الكامل عندما نسمع بأعتقال الارهابيين أو المفسدين ، ولن يتحقق الفرح ألا بتنفيذ الحكم بحق هؤلاء المجرمين  وهذا حسب المؤشرات بعيد المنال ، وضريبة ذلك أن يضحي الشعب بمزيد من الدماء ، وهذا ما يتمناه بعض السياسيين المتعاونين مع أعداء العراق . 




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=34985
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2013 / 08 / 15
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 04 / 19