• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : اراء لكتابها .
                    • الموضوع : مهلا يا دكتور: الفرس لم يخطفوا التشيع (3) .
                          • الكاتب : الشيخ احمد سلمان .

مهلا يا دكتور: الفرس لم يخطفوا التشيع (3)

  بسم الله الرحمن الرحيم

اللهم صل على محمد وآل محمد
(قل هاتوا برهانكم ان كنتم صادقين)
 
نكمل مع سعادة الدكتور مقاله الذي نشره في عكاظ بعنوان (الفرس خطفوا التشيع):
 
قال سعادة الدكتور: (وحينما قتل الحسين، قتل معه ثلاثة من أبنائه وهم : أبو بكر وعمر وعثمان، لكن لم يذكرهم الشيعة الفرس بسبب أسمائهم وكونها تكشف نسبهم للحسين وفوق كل ذلك لأنهم ليسوا من زوجته الفارسية)
 
سامحك الله يا دكتور!
لا تميّز بين أبناء الحسين بن علي عليه السلام وأخوته!
فالذين قتلوا يوم العاشر بهذه الأسماء هم أبناء أمير المؤمنين عليه السلام وليسوا أبناء الحسين من زوجته العربية كما زعمت, علما أن عمر بن علي الأطرف لم يقتل في يوم عاشوراء لكي يذكروه في عداد القتلى, وأبو بكر يا سماحة الدكتور ليس اسما بل كنية كما هو معروف عند كل عربي!
ولو راجعت أي كتاب عني بذكر أنساب العلويين لوجدت هذه الاسماء في مشجراتهم, لأنها في نهاية الأمر أسماء لا تدلّ على شيء..
وقد قال ابن تيمية الحراني في منهاج السنة: فلم يكن النبي صلى الله عليه وسلم والمؤمنون يكرهون اسما من الأسماء لكونه قد تسمى به كافر من الكفار فلو قدر أن المسمين بهذه الأسماء كفار لم يوجب ذلك كراهة هذه الأسماء مع العلم لكل أحد بأن النبي صلى الله عليه وسلم كان يدعوهم بها ويقر الناس على دعائهم بها وكثير منهم يزعم أنهم كانوا منافقين وكان النبي صلى الله عليه وسلم يعلم أنهم منافقون وهو مع هذا يدعوهم بها وعلي بن أبي طالب رضي الله عنه قد سمى أولاده بها فعلم أن جواز الدعاء بهذه الأسماء سواء كان ذلك المسمى بها مسلما أو كافرا أمر معلوم من دين الإسلام فمن كره أن يدعو أحدا بها كان من أظهر الناس مخالفة لدين الإسلام. (منهاج السنة 1/15)
ولذلك نجد أن كثيرا من أجلة علماء الشيعة ورواة أحاديثهم قد تسموا بهذه الأسماء مثل: عمر بن أبي سلمة, وعمر بن أذينة, وعثمان بن مضعون, وعثمان الهروي والكثير الكثير..
 
قال سعادة الدكتور: (منذ البداية اختطف الشيعة الفرس التشيع لعلي والحسين وآلهم تقية بقصد قتل العرب من خلال الهجوم على السنة)
 
لا ندري عن أي بداية يتحدث الدكتور!
فالتشيع انما انتشر في بلاد فارس في القرن الثامن للهجرة مع العلامة الحلي –العربي- فهل الاختطاف حصل في هذه الفترة؟
الجواب قطعا لا: لأن من راجع كتب السلفية وجد تكفيرا للشيعة وطعنا في التشيع قبل هذا التاريخ بكثير!
فمن قرأ كتاب السنة للخلال, والسنة للبربهاري, وأصول العقائد للالكائي ونظر في كلمات مالك وأحمد وشعبة وأعلام القرن الثاني والثالث علم أن حرب التكفير والتبديع واباحة دماء الشيعة انما بدأت مبكرا قبل دخول الفرس في التشيع بل عندما كان التشيع عربي محض وكان مركزه العراق وبالتحديد الكوفة..
أما قوله أن التشيع كان لأجل قتل العرب فهذا من عجائب هذا الزمان!
ألم يقرأ الدكتور أنّ عدد ضحايا حرب الجمل بلغ على أقل التقديرات 10000 قتيل بين صحابي وتابعي؟
ألم يقرأ الدكتور أن عدد قتلى وقعة صفين 70000 قتيل كما ثبت عن ابن سيرين؟
ألم يقرأ الدكتور عن الابادة الجماعية التي قام بها الصحابي بسر بن أرطأة في اليمن حتى بلغ عدد القتلى 30000 قتيل وباع نساء المسلمين في الأسواق؟
ألم يقرأ الدكتور أن الصحابي سمة بن جندب قد قتل أكثر من عشرة ألاف مسلم في العراق كما أثبت ذلك المؤرخون؟
ألم يقرأ الدكتور عدد قتلى وقعة الحرّة التي قيل أنهم بلغوا 10000 قتيل وأن الدماء وصلت الى القبر الشريف؟
ألم يقرأ الدكتور عن اجرام الحجاج بن يوسف وكيف قتل أكثر من 120000 مسلم؟
كل هذه الجرائم كانت قبل تشيع الفرس فلماذا أغمض الدكتور عنها عينيه ولم يعر لها اهتماما؟
الانصاف يا سعادة الدكتور أن تعامل الكل بنفس الموازين فمن قتل بريئا فعليك تجريمه كائنا من كان لا أن تهتم بفئة دون أخرى أو جنس دون آخر لكن أين الانصاف!
 
قال سعادة الدكتور: (وحقدوا على الصحابة وأم المؤمنين عائشة رضي الله عنهم وسبوهم رغم كونهم قريبين للرسول عليه الصلاة والسلام، وشتمهم لهم هو تقية وانعكاس لعدم محبتهم للرسول بسبب كونه بشر بسقوط إمبراطورية كسرى، لكنهم لا يستطيعون التعرض للرسول بشكل مباشر)
 
والله اننا نقف متحيرين أمام الاتهامات التي توجّه لنا من مخالفينا! 
تارة نوصف بالغلو في رسول الله صلى الله عليه وآله وفي أهل بيته الأطهار وأننا نرفعهم لمرتبة الألوهية, وتارة أخرى نوصف بأننا نبغض النبي صلى الله عليه وآله ونحقد عليه, وشتان بين الأمرين!
ان ما جاء به الدكتور لا يعدو كونه مجرد تخمين شخصي ذكره أحد المتقديم وسار عليه المقلدة طول هذه القرون, ولو طلبنا منهم أن يأتونا بدليل على هذه الدعوى لما انبرى أحد لذلك..
فأول من قال هذا الكلام هو أبو زرعة الرازي: إذا رأيت الرجل ينتقص أحدا من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فاعلم أنه زنديق، وذلك أن الرسول عندنا حق والقرآن حق، وإنما أدى الينا هذا القرآن والسنن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، وإنما يريدون أن يجرحوا شهودنا ليبطلوا الكتاب والسنة، والجرح أولى بهم، وهم زنادقة (تهذيب الكمال 19/96)
علما أن مسألة الصحابة هي مسألة انتقائية, لأن القوم قد طعنوا في جملة من الصحابة لكن باؤهم تجرّ وباؤنا لا تجر:
- منهم عبد الرحمن بن عديس البلوي وهو صحابي من أهل بيعة الرضوان: قال محمد بن يحيى الذهلي: لا يحل أن يحدث عنه بشيء هو رأس الفتنة (تاريخ الاسلام 3/531) واتهمه عبد الرحمن بن الجوزي بأنه وضاع كذاب على رسول الله صلى الله عليه وآله (الموضوعات 2/88)
- ومنهم أبو الغادية يسار بن سبع الجهني: وهو صحابي قتل الصحابي الجليل عمار بن ياسر حكم عليه الألباني أنه من أهل النار (الصحيحة 5/18).
- الوليد بن عقبة بن أبي معيط: هو أشهر من أن يعرف وأخباره ملأت الكتب والدواوين قال في حقه ابن عبد البر: وله أخبار فيها نكارة وشناعة تقطع على سوء حاله وقبح أفعاله (الاستيعاب 1554)
- هند بن أبي هالة: ترجم له محمد بن اسماعيل البخاري صاحب الصحيح في كتاب الضعفاء (الجرح والتعديل 9/116)
والكثير الكثير من الصحابة الذين طعن فيهم علماء أهل السنة وأعرضوا عنهم!
أما مسألة التعرض لرسول الله صلى الله عليه وآله فيكفي اللبيب هذا الشاهد ليعلم من المصيب:
ذكر ابن حجر العسقلاني في ترجمة خالد بن سلمة بن العاص الذي روى له البخاري في صحيحه هذه العبارة: كان ينشد بني مروان الاشعار التي هجى بها المصطفى صلى الله عليه وسلم! (تهذيب التهذيب 3/84)
فتتدبر..
 
قال سعادة الدكتور: (فلقد آذوا الرسول في عرضه باتهامهم أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها بالزنا)
 
الذي يعلمه طلبة المدارس فضلا عن المثقفين فضلا عن دكتور محترم ومكرم مثلكم أن الذين طعن في عرض رسول الله صلى الله عليه وآله واتهم عائشة بنت أبي بكر بالزنا: هم الصحابة!
فكل الكتب التاريخية والحديثية والتفسيرية الموجودة عندكم يا سعادة الدكتور تنص على أن الذين اتهموها: 
- حسان بن ثابت شاعر رسول الله صلى الله عليه وآله
- حمنة بنت جحش ابنة عمة رسول الله صلى الله عليه وآله
- مسطح بن أثاثة الذي شارك مع المسلمين في غزوة بدر
- عبد الله بن أبي بن سلول المنافق المعروف
فهل هؤلاء يا سعادة الدكتور من الشيعة؟
هل هؤلاء من الفرس؟
علما أن كل الشيعة لا يرون صحة حادثة الافك من أساسها, ولا يثبتون نزول آيات الافك في عائشة لأن القصة الصحيحة الثابتة عندهم هي أنَّ المتهَّمة هي مارية القبطية..
بل حتى من كتب أهل السنة لا يمكن اثبات اتهام عائشة بهذه الفرية وقد بسطت الكلام في هذا الأمر وحققت هذه النسبة في كتابي (براءة نساء الأنبياء من الزنا)
 
قال سعادة الدكتور: (وكذبوا على الله بقوله إنه خاف وخشي أن يذكر ولاية علي كي لا يكفر به العرب)
 
والله يا دكتورنا العزيز اني لأربأ بك أن تذكر هذا الأمر وتنسبه للشيعة..
فهذا الكلام كذب صريح لا يقوله عامي فضلا عن عالم من علماء الشيعة بل لو سألت صبيانهم لأنكروا هذا الكلام
وما هذا القول الا كغيره من الكمّ الهائل من التهم التي نسبت زورا وبهتانا للشيعة لكنها سرعان ما تزول اذا هبت عليها رياح البحث العلمي ووضعت في غربال التدقيق..
لا أقول الا: سامحك الله
 
قال سعادة الدكتور: (ومقابل سب الصحابة، يؤله الفرس المجوس آل البيت لكي يصدقهم الناس بسبهم أصحاب الرسول. وغير مستغرب ذلك من الشيعة الفرس فقد تعرضوا للإله والملائكة والنبي والصحابة. وعلي والحسين. وطالت أكاذيبهم وافتراءاتهم التاريخ والأخلاق والقيم الإسلامية (انظر كتاب: لله ثم للتاريخ، كشف الأسرار وتبرئة الأئمة الأطهار. بقلم السيد حسين الموسوي))
 
كما يقال: اذا عرف السبب بطل العجب
نشكر الدكتور على الأمانة العلمية التي جعلته يضع لنا المصدر الذي يستقي منه معلوماته, وينقل منه اتهاماته وهو كتاب (لله ثم للتاريخ)
نفيدك يا دكتورنا العزيز علما أن هذا الكتاب قد رد عليه علماء الشيعة ودحضوا ما فيه من افتراءات وعلى رأسهم العلامة المحقق الشيخ علي آل محسن حفظه الله الذي أثبت بالدليل القطعي والبرهان الجلي أن المؤلف هو شخصية وهمية وأن هذا الكتاب من وضع بعض المناوئين الذين عجزوا عن المواجهة المباشرة والجلوس على طاولة البحث العلمي والمناظرة فتستروا بشخصية خلقوها في بنات أفكارهم.
وان شئت الاطناب راجع كتاب: لله وللحقيقة
 
قال سعادة الدكتور: (فمعاداة الشيعة الفرس للصحابة والتحريض بقتل أهل السنة خبث وعبث لا يقبله العقل كونه عملا غير إنساني وخاليا من القيم الدينية الصحيحة، وضد علي والحسين وآلهم، وفوق ذلك كله يجري ضد الدين الإسلامي، فلا دين ولا طائفة صحيحة تقر هذا الشكل من التوجه والسلوك، ولكن ليس غريبا ذلك من قوم اختطفوا التشيع نكاية بالإسلام وإصرارا على تخريبه..)
 
من أراد أن يدين جرما عليه أن يعمم ولا يخص به فئة دون فئة, فنحن نتفق معك أن معاداة الاسلام أمر مرفوض والعمل على تخريبه كذلك, والجرم الأعظم هو استباحة دم المسلمين والاستهانة بحرمته, ونجرم من يقوم بهذا الفعل كائنا من كان سنيا شيعيا صوفيا زيديا...
هذه الأمور هي مشتركات بين كل الطوائف الاسلامية يجب تفعيلها وجعلها كأوليات
أما النعرات الطائفية العرقية فهي من رواسب الجاهلية الجهلاء ومن الأمور التي نهى عنها المصطفى صلى الله عليه وآله, فلا فرق بين عربي ولا عجمي الا بالتقوى والعمل الصالح..
فلن تفيد العربي عروبته يوم القيامة ولن تضر الأعجمي أعجميته يوم القيامة, فالمدار يومئذ على العمل: ماذا قدمت في هذه الدنيا؟
ولن يتقدم المسلمون ويلحقوا بركب الدول المتقدمة الا اذا تخلصوا من كل شوائب الجاهلية وتمسكوا بالقيم الاسلامية لاسيما حبل الله الذي امرنا بالتمسك به والالتفاف حوله: كتاب الله وأهل بيته الأطهار.
 
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
انتهى..



  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=35067
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2013 / 08 / 16
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 04 / 19