• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : آلو ... رابعة العدوية ؟ .
                          • الكاتب : نعيم ياسين .

آلو ... رابعة العدوية ؟

        خطيب الانبار الذي خطب بقطيعه في ساحة الاعتصام هناك دعا الى مزيد من القتل الطائفي مثنيا على مجرمي البعث والقاعدة لما ارتكبوه من جرائم في عيد الفطر ضد المدنيين الابرياء . هل وجد مثل هذا الخطيب في ساحة رابعة او النهضة حتى يقمع الجيش المصري المعتصمين هناك بالرصاص والغازات السامة ؟ لماذا قمع المعتصمون هناك ولم يمض عليهم سوى اسابيع بينما المعتصمون في الانبار مضى عليهم اشهر عديدة وهم يقطعون الطريق الدولي ويشتمون اغلبية الشعب العراقي ويقتلون الجنود القريبين من ساحاتهم ويدعون الى الزحف المسلح نحو بغداد ويستدعون تركيا واردغان للتدخل في العراق ومخيماتهم مملوءة بالاسلحة وبالارهابيين المطلوبين للقانون ؟ ماذا نتوقع لو اقتحمت القوات العراقية ساحات الاعتصام في الانبار كما اقتحم السيسي بقواته ميدان رابعة العدوية والنهضة في القاهرة مع ان الفرق بين المعتصمين هنا وهناك كالفرق بين الرذيلة والفضيلة ؟ المتوقع فيما لو طهرت القوات العراقية الانبار من دنس الارهاب ودعاته : 
1 - اتهام المالكي بالقتل المجاني مع سبق الاصرار والترصد باعتباره القائد العام للقوات المسلحة .
2 - اتهام القوات العراقية بالافراط في استخدام القوة ضد مدنيين عزل .  
3 – سيصور الاعلام القذر ارهابيي الاعتصام في الانبار بانهم مدنيون يطالبون بحقوق مشروعة .
4 - ستعد عملية ضرب وتفريق معتصمي الانبار عملية تصفية جسدية واجتثاث لاهل السنة في العراق .
      وهكذا تمتد قائمة الاتهامات المتوقعة , وهي قد حصلت بالفعل عندما تصدت القوات العراقية لارهابيي الحويجة , ولكن من هي الجهات التي سيعلوا صراخهاوفحيحها وتعلوا شكواها ؟ . 
هذه الجهات يمكن حصرها بما ياتي : 
1 – القوى السياسية التي تشكل غطاء سياسيا للارهابيين وتبرر جرائمهم , وفي مقدمة هذه القوى بعض البرلمانيين , وها هوالنجيفي وبعض المتواطئين يتذكرون حقوق الانسان ويشوهون عمليات " ثار الشهداء " في تصريحات تستخف بدماء العراقيين بينما ولم يرف لهم جفن ولم تدمع لهم عين على اطفال العراق الذين ذبحوا من الوريد الى الوريد بمفخخات القاعدة المدعومة من احقر البشر عندنا في متنزهاتهم وهم يلعبون ببراءة الطفولة في ايام العيد . 
2 – الاعلام الماجور الذي يعمل على تفتيت الوحدة الوطنية خدمة لاجندات طائفية واجنبية 
3 – بعض القوى والشخصيات المنافقة المحسوبة على التحالف الوطني كتلة الاغلبية .
4 – قوى اقليمية افتضح تدخلها في شؤون العراق واخر فضائح هذه القوى ما كشفه السفير الامريكي السابق في بغداد كرستوفر هيل من وثائق تثبت التدخل السعودي في العراق ودعم الرياض المالي واللوجستي لارهابيي القاعدة .
ان التناقض في المواقف للعواصم في المنطقة من الاحداث وصل حدا يثير الاشمئزاز والسخرية وينم عن ارتباك وتخبط في السياسة الخارجية لبعض دول المنطقة , فالاخواني اردوغان في تركيا يقمع تظاهرات العلمانيين في ساحة تقسيم في اسطنبول ويؤيده في ذلك عبر التصريحات والفتاوى القرضاوي , والسيسي ومعه العلمانيون في مصر يقمعون الاخوان المتظاهرين ومؤيدي الرئيس المعزول مرسي في ساحتي رابعة والنهضة ويستنكر ذلك القرضاوي ويعتبره جريمة بينما اردوغان يدعو مجلس الامن والمنظمات الدولية الى التدخل , والمتظاهرون في الانبار في العراق هم وجه القاعدة ولسانها يقتلون ويفخخون ولا احد يمطرهم حتى بالمياه الصالحة للشرب !! ومع كل قبحهم تلام حكومة المالكي وتعنف , مالذي يحدث في عالمنا , وماهي حقيقة الاهداف والنوايا ؟ . 
      اعتقد يقينا ان مجريات الاحداث في كل من تركيا ومصر وموقف الحكومتين هناك ضد متظاهري ساحة تقسيم في طرابلس وساحة رابعة العدوية في القاهرة يعطي دفعة قوية جدا لقلع جذور الارهاب في المنطقة الغربية من العراق وحماية العراقيين من القتل اليومي المجاني , لان متظاهري اسطنبول والقاهرة لايشكلون خطرا على وحدة بلدانهم , ولم يتخذوا القتل بالمفخخات وسيلة لبلوغ اهدافهم , ومن هنا على المالكي ان يمضي في عمليات تطهير المنطقة الغربية ولا يلتفت الى الاصوات الشاذة هنا وهناك لان حماية ارواح الناس فوق كل اعتبار " ومن احياها فكأنما احيا الناس جميعا " .  



  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=35079
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2013 / 08 / 17
  • تاريخ الطباعة : 2025 / 02 / 3