• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : لجنة التحقيق وهجرة الكرد الجماعية من كردستان سوريا ! .
                          • الكاتب : مير ئاكره يي .

لجنة التحقيق وهجرة الكرد الجماعية من كردستان سوريا !

قبل البدءِ في الحديث عن لجنة التحقيق وهجرة الكرد ، أو تهجيرهم من كردستان سوريا من قِبَلِ مايسمى بالجيش السوري الحر ، وفي مقدمته المجموعات والحركات الإسلاموية التكفيرية المتطرِّفة أود أن أشير سريعا الى ثلاثة قضايا أعتقد أنها تتعلّق بما نحن عليه من شأن وموضوع ، والقضايا الأنموذجية الثلاث هي : 

1-/ في التاريخ البعيد الماضي هاجمت قوات عسكرية رومية بيزنطية بلدة مسلمة كانت متاخمة لحدودها مع الدولة العباسية ، فسلبوا ونهبوا وسبوا عددا من الناس ، فصرخت إمرأة مسلمة أثناء السبي ، فقالت : { وامعتصماه } ! . فلما تناهت هذه الصرخة الإستغاثية الى أسماع الخليفة العباسي وقتها المعتصم [ 795 – 842 ] ، قال : { لبَّيْك ياأختاه } ، فأعلن النفير العام ، وكتب الى ملك الروم بأنه سيرسل جيشا لمحاربته أوله عنده في بيزنطة وآخره في بغداد . وبالفعل جهَّز المعتصم جيشا كبيرا بتعداد نصف مليون جندي ، فكانت معركة المعمورية المعروفة في التاريخ ! . 

2-/ لجأ مسؤول إداري تركي – عثماني من ولاية الموصل في بدايات القرن الماضي الى الزعيم الكردي يومها الشيخ الشهيد عبدالسلام البارزاني في قرية بارزان ، فطلب والي الموصل منه تسليمه ذلك الشخص ، فأبى الشيخ عبدالسلام بارزاني ولم يستجب لطلبه . بعدها أرسل الوالي رسالة تهديدية الى الشيخ عبدالسلام يُخيِّرُه فيها بين التسليم ،  أوالحرب ، فرد الشيخ : هذا محال ، أنا لاأسلِّم إنسانا لجأ الينا ، هذا لايجوز لاشرعا ولاإنسانيا ، فرفض الشيخ عبدالسلام تسليم اللاجيء اليه الى والي الموصل ، فآختار الخيار الثاني إضطرارا فكانت الحرب والعدوان على بارزان من قبل الوالي العثماني في الموصل ! . 

3-/ إن الدول الغربية لاتقبل أبدا محاكمة مواطنيها في الدول الأجنبية الأخرى ، حتى إن كان مجرما . هذا ناهيك أن تقوم دولة ، أو جماعة بقتل عدد من مواطنيها في دولة أخرى ، فإنها في هذه الحال ستشن الحرب عليها ! . 

لجنة التحقيق : كيف ، لماذا ، والى أين ...؟!

لقد توالت الأخبار وتَتْرَى منذ عامين عن الأوضاع السيئة والمأساوية للشعب الكردي في كردستان سوريا على المستوى الأمني والمعيشي والاقتصادي والسياسي والغذائي والصحي والانساني . وقد تطورت الى الأسوء فالأسوء في العام الماضي ، والى يومنا هذا حيث تتجه نحو الكثير من التأزيم والخطورة البالغة . وذلك نتيجة لتردي الأوضاع المذكورة من جانب ، ونتيجة للحملات والهجمات الشرسة والشاملة التي يتعرَّضون لها من قبل الجيش الحر ، وبخاصة الحركات والجماعات التكفيرية من جانب آخر ..! 

وقد إرتكبت تلكم الجماعات الارهابية جرائم بشعة بحق المدنيين الكرد رجالا ونساءً وأطفالا وشيوخا ، حيث تمثَّلت في القتل والذبح من الوريد الى الوريد والتشريد والتهجير والتدمير والتخريب لبيوتهم ومساكنهم ، مضافا الى سلب ونهب أموالهم وممتلكاتهم . علما أن عددا لابأس به من هذه الجرائم الوحشية هي موثقة بالفيديو ، وهي موجودة على اليوتيوب أيضا ..!

لهذه الأسباب الكارثية والفجائعية والخطيرة جدا إرتفعت أصوات الإستغاثات لأبناء شعبنا الكردي في غرب كردستان تناشد وتستغيث مما يحيط بهم من الكوارث والأخطار ، وذلك لأجل إغاثته ومساعدته وتقديم الدعم والإسناد له بأسرع وقت ممكن ..

لكن كما يبدو إن هذه الإستغاثات لم تجد – كما ينبغي – آذانا صاغية لمزيد من الأسف والحسرة البالغة ، فأين المعتصم العباسي ، وأين الشيخ عبدالسلام البارزاني ، وأين الكرد مثل حاكم غربي ليدرء الأخطار عن مواطنيه ، أو ليُلبِّيَ كل تلكم الإستغاثات ، فيقول : 

{ لبَّيْكم وسعديكم ياشعب غرب كردستان ، ها أنا في المقدمة ، وبكل الإمكانات تحت أمركم ، وفي خدمتكم ، وفي نصرتكم وآستنصاركم ، وبعدها ليكن الذي يكن ..! } . 

العجيب في الأمر هو انه في الثامن من هذا الشهر طلب السيد مسعود البارزاني رئيس إقليم كردستان عبر رسالة منه الى اللجنة التحضيرية للمؤتمر القومي الكردي يُكلِّفُه بتشكيل لجنة لتقصِّي الحقائق ، أو [ الإشاعات ] على حد تعبير سيادته في كردستان سوريا ، وآستكمالا للأمانة والموضوعية وللموضوع نفسه الذي نحن نتحدث عنه أدرج فيما يلي نص رسالة السيد مسعود بارزاني الموجهة الى اللجنة التحضيرية للمؤتمر المذكور : 

{ الى اللجنة التحضيرية للمؤتمر القومي الكوردي 

تحية طيبة 

منذ فترة تنتشر في بعض الأوساط السياسية والإعلامية أنباء وإشاعات حول قيام المجموعات الإرهابية في غرب كردستان بإعلان النفير العام ضد المواطنين الكرد ، وان الإرهابيين التابعين للقاعدة يهاجمون المدنيين العزل ويقومون بقتل وذبح نساء وأطفال كرد .

ولغرض الوقوف على حقيقة تلك الأنباء نطلب منكم تشكيل لجنة خاصة لزيارة غرب كردستان والتحقيق من صحة الأنباء . فإذا ما تأكد ان المواطنين الكرد الأبرياء من النساء والأطفال يتعرَّضون للقتل والإرهاب فإن إقليم كردستان على إستعداد تام وبكل مايملك من جهد وقوة للدفاع عن المواطنين الأبرياء والعزل في غرب كردستان . 

مسعود بارزاني 

رئيس إقليم كردستان 

08 / 08 / 2013  } 

بداية لابد من توجيه آيات الشكر والعرفان لسيادة الرئيس مسعود البارزاني على جهوده الكريمة المبذولة في توجيه هذه الرسالة القيمة والدفاعية الى اللجنة التحضيرية للمؤتمر القومي الكردي . وذلك لغرض تشكيل { لجنة خاصة } حول { الأنباء والإشاعات } عن الإرهاب الذي يتعرض له الكرد في غرب كردستان ، وعلى جهوده وحكومة الإقليم بشكل عام حول الخدمات المشكورة المقدمة لشعب كردستان سوريا في مخيم دُمِزْ وغيره كذلك  . 

لكن مع هذا كله فليعذرني سيادته بالتوسُّع قليلا في الموضوع لإلقاء الضوء عليه ، أو طرح عدد من التساؤلات التي تدور في مخيال الكثير من الكرد . وذلك من باب أن لكل مواطن الحق ، بحسب الديمقراطية والعدالة الاجتماعية ياسيادة الرئيس في الإهتمام والمتابعة بشؤون شعبه ووطنه . 

ان الشيء الذي شغل ذهن الكثير هو انه لماذا لم يُكلِّف سيادة الرئيس رئاسة الإقليم نفسها بتشكيل لجنة تحقيقية وفنية وإعلامية خاصة ، وتحت إشرافه المباشر ، أو حكومة الإقليم ، أو برلمان الإقليم للوقوف على حقيقة الأوضاع في غرب كردستان ..؟

وذلك بسبب ان المؤتمر القومي الكردستاني هو في طور التشكيل من جهة ، وهو لايمتع بالرسمية من جهة ثانية ، وليس له حول ولاقوة على الصعيد المالي والعسكري والإداري والتنفيذي من جهة ثالثة ، فكيف إذن بمقدور كيان إفتراضي في طور النشوء والتكوين أن يعالج مأساة كبيرة وتراجيديا عظيمة كالتراجيديا والمأساة الكردية في غرب كردستان ، ثم أين وصل الأمر بهذه اللجنة ، هل تشكَّلت أم مازالت في طور التشكيل كالمؤتمر نفسه ، وممن تشكَّلت ، وهل ذهبوا ، هذا في حالة تشكيل اللجنة الى غرب كردستان وقاموا بالتحقيق الميداني الموثق والموسع ، وماهي نتائج التحقيق ...؟

كما يبدو من تطورات الأحداث السريعة ، لكن بشكل سلبي ومأساوي جدا فإن حجم الأخطار هي كبيرة على الشعب الكردي في كردستان سوريا ، إذْ يتم إفراغها منه . وهذا أمر بالغ الخطورة من جميع الجهات . لهذا فقد دخل قبل يومين الى إقليم كردستان حوالي [ 5000] كردي من كردستان سوريا ، وعدد مثلهم هم على المعبر الحدودي على وشك الدخول . وهذا كله مؤشر خطير على إفراغ كردستان سوريا – كما قلنا – من شعبها ، أو المحاولات الجدية والمدروسة في تحقيق ذلكم الهدف . وذلك لأهداف كثيرة ، منها تعريب كردستان سوريا بغية الوصول الى حقول النفط والغاز في كردستان سوريا ، وبعدها يصبح إقليم كردستان بين قطبي الرحى ، بالإضافة الى ماسيكون ذلك من تهديد للحركة الكردية في كردستان تركيا . وهذا ما تريده وتسعى اليه تركيا بطبيعة الحال ...!




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=35118
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2013 / 08 / 18
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 04 / 19