ورد في زيارة وارث :( اشهد انك كنت نورا في الأصلاب الشامخة والأرحام المطهرة ).

الحديث عن النور وتجلياته ؛ وما معنى النور ؟ ، ومافائدته  في هذا الوجود ؟ .

النور في اللغة : هو الظاهر بنفسه والمظهر لغيره ، وان من الأسماء الإلهية الحسنى هو اسمه المبارك النور ، ومن شدة نور الله تعالى ووضوحه لا نراه بهذه العين الحسية المادية ، .

يقول الأصفهاني : 

       ونوره المحيط بالاكوان 

                         يجل ان يدك بالأبصار 

ويقول الحكيم السبزواري الملا هادي طاب ثراه : 

    يامن اختفى لفرط نوره 

                    الظاهر الباطن في ظهوره 

ومعنى ذلك ان الله تعالى من شدة نوره لا نراه  

لانه لا تدركه الحواس ولا يقاس بشيء في الناس بحسب تعبير الامام الباقر عليه السلام.

النور : هو من المخلوقات الإلهية الله هو :( الله نور السموات والأرض ).

وقد ورد في العديد من الأدعية  من ان الله تعالى خالق النور ومنور النور كما في أدعية السحر في شهر رمضان المبارك :( اللهم اني أسألك بنورك بأنوره وكل نورك  نير اللهم اني أسألك بنورك كله  ).

وان اول مخلوق نوراني خلقه الله تعالى وافاضه الى هذا الوجود هو النور النبوي ، وقد ذكر النبي الخاتم صلى الله عليه واله وسلم هذه الحقيقة بشكل واضح وصريح عندما سأله جابر بن عبد الله الأنصاري الصحابي الجليل رضوان الله عليه بقوله : اي شيء خلقه الله في هذا الوجود يارسول الله ؟ 

فأجاب النبي المصطفى صلى الله عليه واله وسلم : اول شي خلقه الله تعالى في هذا الوجود هو نور نبيكم ( نوري ) وخلق منه كل شيء ، وفي بعض الأخبار ان الله تعالى لما خلق النور شطره الى نصفين قال للأول كن محمد وقال للآخر كن علي وقد ورد انا وعلي من نور واحد وفي دعاء الندبة : (انا وعلي من شجرة واحدة وسائر الناس من شجر شتى) .

وفي الأدعية والزيارات نقول السلام على النور الأول والنور الثاني ، ومضيت بنور الله اذ وقفوا كما في زيارة الغدير المروية عن الامام علي بن محمد الهادي عليه السلام ، ولهذا نقول ان كل شيء ثابت للنبي الخاتم صلى الله عليه واله وسلم هو ثابت للامام علي عليه السلام ماعدا النبوة نعم الامام علي عليه السلام هو عبد من عبيد محمد ص واله لكنه هو نفسه بنص القران الكريم ( انفسنا وأنفسكم ) .

يقول الأزدي طاب ثراه 

لك ذات كذاته حيث لولا أنها مثلها لما أخاها 

انما المصطفى مدينة علم وهو الباب فمن أتاه أتاها .

قد غذيتما من ثدي وصال كان من جوهر التجلي غذاها .

ويقول بولس سلامة المسيحي يخاطب الامام علي ع حيث يقول الامام علي لم يكن من الأنبياء بل كانت مقاماته مقامات الأنبياء أخلاقه أخلاق الأنبياء .

فيقول : 

لا تقل شيعة هواة علي. ان في كل منصف شيعيا 

هو فهر الزمان لا فهر شعب يدعيه ويصطفيه نجيا 

جلجل الحق في المسيحي حتى عدة من فرط حبه علويا 

فأن لم يكن علي نبيا فقد كان خلقه نبويا 

فياسماء اشهدي ويا ارض قري واخشعي أنني ذكرت عليا.

نعم الامام علي هو نور الله تعالى في الأرض بعد النبي الخاتم ص واله وكان يحمل صفات الجمال والكمال للأنبياء  عليهم السلام جميعا 

منها كان يحمل جمال يوسف ، وقد ورد في الحديث النبوي : ( من أراد ان ينظر الى جمال يوسف فلينظر الى وجه علي بن ابي طالب عليه السلام ). 

نعم جميع الفضائل والمقامات ورثها الامام علي ع 

قيل للمتنبي لماذا لا تمدح علي بن ابي طالب ع 

فقال : 

    وكتمت مدحي للوصي تعمدا 

               اذ كان نورا مستطيلا شاملا

    فإذا استطال النور قام بنفسه

                وصفات نور الشمس تذهب باطلا

الزهراء(عليها السلام ) هي نور الأنوار هي جوهرة القدس من الكنز الخفي 

       بدت فأبدت عاليات الأحرف 

وقد تجلى من سماء العظمة 

      من عال الأسماء أسمى كلمة 

هي ام الكلمات المحكمة 

 في غيب ذاتها نكات مبهمة

وقد ورد في زيارتها صلوات الله تعالى عليها :( وسللت منها أنوار الائمة ) ما من نور عند الائمة الأطهار  الا ويرجع اصل هذا النور إليها عليها السلام 

شعت فلا الشمس تحكيها ولا القمر 

       زهراء من نورها الأكوان تزدهر 

خجلا من نور بهجتها تتوارى الشمس في الأفق 

وحياء من شمائلها يتوارى الغصن في الورق 

تقول السيدة عائشة زوج النبي كنا نلظم الابرة بنور وجه فاطمة عليها السلام 

الامام الحسن عليه السلام هو نور الله في الأرض الامام الحسين عليه السلام عندما ولد تقول الزهراء ع كنا في الليالي المظلمة نستضيء بنور وجه الامام الحسين عليه السلام .

ومن وظائف هذا النور هو إنارة الوجود وإنارة دار الظلام الا وهي الدنيا دار الذنوب والمعاصي  وكشف الحقائق ، وقد ورد أنهم نوره وبرهانه وانتجبكم لنوره وايدكم بروحه .

وقد أشرقت الأرض وسوف تشرق مجددا بهم كما في قوله تعالى :( وأشرقت الأرض بنور ربها) وقد ورد في الزيارة الجامعة الكبير وأشرقت الأرض  بنوركم وفاز الفائزون بولايتكم ، ورب الأرض امام الأرض .

الامام  السجاد عليه السلام عندما وارى اباه الامام الحسين عليه السلام في ملحودة قبره قال: ( أما الدنيا فبعدك مظلمة والآخرة فبنور وجهك مشرقة .

فأي شهيد أصلت الشمس جسمه 

                     ومشهدها من نوره متولد

والحمد لله أولا وآخرا وظاهرا وباطنا