• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : أصالة المرجعية في القرآن والموروث الروائي القسم الاول .
                          • الكاتب : سماحة الشيخ حلمي السنان القطيفي .

أصالة المرجعية في القرآن والموروث الروائي القسم الاول

  قد يغلب على مصطلح المرجعية ما هو المتعارف عليه الان من المصاديق الموجودة خارجاً وهي ما يتمثل في الفقيه الجامع لشرائط التقليد واذا رجع الناس له في تصحيح أعمالهم صار مرجعاً لهم في مقام الاستناد او الالتزام بتلك الفتاوى . وهذه الغلبة لكثرة الاستعمال لا تلغي او تتنكر لوجود مصطلح للمرجعية بالمفهوم القرآني .

ولعل من أنكر تشكيلة المرجعية قد استغل هذه النقطة فركَّز جل اهتمامه لانكار المرجعية او التشكيك في أصالتها محتجاً بعدم مفهوم قرآني للمرجعية ؛ وهو إخفاء للحقيقة وتدليس وتغرير بالعوام . 

فهناك مصطلح ومفهوم قرآني للمرجعية يقوم بدور التأسيس لمفهوم المرجعية ؛ كما أنه يقوم بدور التمثيل لما يصح ويصدق عليه هذا المفهوم .

وهناك عدة آيات تدل على ذلك: 

فمنها : قوله تعالى (( فاسألوا أهل الذكر ان كنتم لا تعلمون )) 

ان هذه الاية القرآنية تؤسس لمرجعية علمية معينة وليست لأجل بيان وجوب السؤال فقط أو لأجل بيان المسؤول من هو !

وإنما مفاد البنية التركيبية للآية بمدلولها الاسمي لا الحرفي هو تأسيس الدليل على وجوب المرجعية في حياتنا العلمية والعملية .

وكي لا تذهب بالقارئ الافكار يمينا وشمالاً نقول :

ان في الاية دلالتين :

الاولى : الارشاد لوجود مرجعية علمية منحصرة .

الثانية : الأمر بالوقوف عند هذه المرجعية بلحاظ حيثية أنهم أهل الذكر ؛ فليست كل مرجعية أيضاً مما يرتضيها القرآن ويؤسس لها بل خصوص المرجعية المتصفة بأنها أهل الذكر ؛ ولذا يصح سلبها عمن عدا هذا العنوان الوصفي فمن لم يكن من أهل الذكر لا مرجعية له بالمفهوم القرآني . وهذا أمر واضح يفهمه العقلاء ولا يحتاج إلى مزيد مؤونة كي يتخلل الى اذهان البعض محاولة التشكيك في أصالة المفهوم القرآني للمرجعية .

ومنها : قوله تعالى (( ياأيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم )) 

في هذه الاية يؤسس القرآن أيضاً لمرجعية عامة لنوع المؤمنين ولذا صاغ الخطاب لهم بخلاف الاية السابقة .

فإنه لم يقل أحد من الفقهاء والمتكلمين ولا المفسرين عن الإطاعة بأنهامأخوذة بنحو الموضوعية ولو أخذت كذلك كان له وجه ايضاً ؛ إلا انهم اتفقوا على أنه بنحو الطريقية .

واذا كانت كذلك فالأمر بالاطاعة إرشاد لحكم العقل بوجوب اتباع من نصت الاية عليهم وهم الله تعالى المتمثلة أوامره ونواهيه في القرآن ، والرسول وأمير المؤمنين مع بقية أئمة أهل البيت المتمثلة أوامرهم في الموروث الروائي . 

إذن فالاية القرآنية تنص على مرجعية خاصة بالمفهوم القرآني ؛ وبالتالي فهي تؤسس للمرجعية أيضاً .

وهناك آيات أخرى متعددة تدل على ذلك .

إذن فالمرجعية ليست فكرة ومفهوماً دخيلاً على الاسلام كما يصوره البعض ؛ كما أن الأصل المؤسس لها هو القرآن قبل الموروث الروائي .

و البعض يصورها للناس على أنها من الموروث الروائي فقط وليس لها أصل قرآني محاولة منه لإضعاف جانبها ؛ فيندرج تحت قول الشاعر :

كضرائر الحسناء قلن لوجهها 

حسداً وبغضاً إنه لذميم 

أو يصورها لهم كذلك باعتبار أن السعي لها لم ينته للمطلوب وهو حصولها له وانتهاؤها إليه.

نسأل الله الثبات على الولاية وعلى خط المرجعية الرشيدة المهتدية بهدي محمد وآل محمد صلوات الله عليهم أجمعين 

 




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=35325
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2013 / 08 / 21
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 04 / 16