• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : الإصلاح والصلاح .
                          • الكاتب : محمد السمناوي .

الإصلاح والصلاح

الإصلاح هو البناء والإعداد الذاتي للأمة على المستوى والصعيد التربوي والعقائدي (الفكري) فيكون الانطواء تحت هذه المفاهيم هو الألفة والمحبة والسعادة والموآخاة بين الناس.

قال تعالى : ((وَمَا كَانَ رَبُّكَ لِيُهْلِكَ الْقُرَى بِظُلْمٍ وَأَهْلُهَا مُصْلِحُونَ)) (1). أما الصلاح فمعناه ما كان يقابل الفساد والانحراف ، فيكون الصلاح هو ضد الفساد ، وهما مختصان في الاستعمال بالأفعال وقوبل في القرآن تارة ً بالفساد ، وأخرى بالسيئة.

قال تعالى : ((خَلَطُوا عَمَلًا صَالِحًا وَآَخَرَ سَيِّئًا)) (2).

وقال تعالى : ((وَلَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ بَعْدَ إِصْلَاحِهَا)) (3).

وقال تعالى : ((وَالَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ )) (4).

وقال تعالى : ((فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ)) (5).

وقد ورد هذان المعنيان في دعاء يوم الأحد للإمام زين العابدين (عليه السلام) :(( وإياك أسترشد لما فيه الصلاح والإصلاح )) (6).

وفي دعاء الصباح عن الإمام علي (عليه السلام) : (( وألبسني اللــَّـهُمَّ من أفضل خِلـَع ِ الهداية والصلاح )) (7).

ويوجد الكثير من الآيات القرآنية والأدعية والروايات التي تتحدث عن الإصلاح والصلاح وتفسير معانيها . (8)

عن الإمام علي (عليه السلام) : (( سبب صلاح النفس الورع )) (9). وعنه (سلام الله عليه): (( من أصلح نفسه ملكها ومن أهمل نفسه أهلكها )) (10).

وعنه أيضا ً (عليه السلام): (( ليس على وجه الأرض أكرم على الله سبحانه من النفس المطيعة لأمره ِ)) (11).

إن الإصلاح الذي قام به الامام الحسين بن علي (عليه السلام) هو إصلاح على جميع الأصعدة والمجالات. 

منها : إصلاح الواقع المأساوي الذي كانت تعيشه الأمة الإسلامية. 

منها : إصلاح الواقع السياسي والاجتماعي والاقتصادي.

منها : إصلاح الواقع الأمني وهو تحقيق الأمن على جميع أصعدته (الأمن الاجتماعي) (الأمن السياسي) (الأمن الاقتصادي).

قال تعالى : (( الذين آمنوا ولم يُلبسوا إيمانهم بظلم ٍ أولئك لهم الأمن وهم مهتدون)) (12).

منها : إصلاح العدو اللدود لمملكةِ رب العالمين التي هي تلك النفس الأمارة بالسوء. وقد ورد عن الامام أمير المؤمنين (عليه السلام): ((أعدى أعدائك نفسك التي بين جنبيك)) (13). 

بنو أمية أرادوا أن يقلبوا هذه الحقائق عند الأمة بتشجيعهم على الفساد والانحراف وسلب جميع الدعائم التي تساعد على إصلاح الواقع بل أخذوا ينشرون الثقافة الأموية عن طريق التبليغ وبيان بعض الأحكام التي شُرِّعتْ ضمن قوانين الشريعة الأموية ، ومن ضمن تلك الأحكام.

منها : كل من خرج بوجه السلطان فبخروجه هذا هو خروج عن الإسلام ويجب القضاء عليه ،والامام الحسين (عليه السلام) خرج بوجه السلطان فقالوا إن قتل الامام الحسين (عليه السلام ) واجب.

منها : عندما احرقوا الخيام وروعوا النساء كانوا راجين الثواب ، وهكذا عندما طلب الامام عليه السلام منهم أن يمهلوه ببعض الوقت لكي يصلي بأصحابهِ قالوا إن صلاتك باطلة وغير مقبولة ، هذه هي الثقافة الأموية ، والتبليغ الأموي السيئ الفاسد .والتركة التي ورثوها من قدوتهم معاوية بن ابي سفيان الذي صلى الجمعة في يوم الاربعاء ,وكذلك حال الحكام من بعدهم حيث كانوا يأمرون الناس ان يأتموا بالمرأة في صلاتهم وهي مجنبة وزانية هذا هو حال التعاليم الاموية الفاسدة وقد وصفوا في احدى الزيارات المروية عن السيد بن طاووس في مصباح الزائر:( هتكوا منكم الستور، و ابتاعوا بخمسكم الخمور، وصرفوا صدقات المساكين إلى المضحكين والساخرين. وذلك بما طرقت لهم الفسقة الغواة، والحسدة البغاة، أهل النكث والغدر، والخلاف والمكر، والقلوب المنتنة من قذر الشرك، والأجساد المشحنة من درن الكفر ) (14)أراد يزيد بن معاوية بسلطته الشيطانية الفاسدة المظلمة إخماد تلك الأنفاس الإلهية النورانية المتجلية بنور الولاية الحسينية .

ومن هنا بين الامام الحسين عليه السلام هذه الحقيقة بشكل واضح وجلي بقوله : ومثلي لا يبايع مثله (15)

ومـثـلـي لا يـبـايــع مــثــلــه والنور ما قيست به الظلمات

يقول ابن الأثيـر في شخصية يزيد بن معاوية : إن المنذر بن الزبير قال عن يزيد ما نصه : ((والله إنه يشرب الخمر ، والله إنه ليسكر حتى يدع الصلاة)) (16).

 

 

المصادر :

 

 

1- هود : 117.

2- التوبة : 102

3- الأعراف :56 

4- البقرة : 81

5- الحجرات : 10

6- الصحيفة السجادية – دعاء يوم الأحد.

7- بحار الانوار :ج84 ,340 – دعاء الصباح.

8- المفردات للراغب الأصفهاني :ص489.

9- ميزان الحكمة ج10 ص144. 

10- ميزان الحكمة ج10 ص146.

11- ميزان الحكمة ج10 ص125.

12- الأنعام : 82.

13- بحار الأنوار :ج7 ص64.

14_مصباح الزائر,المزارمحمد بن المشهدي ج1ص246

15_بحار الانوار :ج44 ص325

16_كامل ابن الأثير 4: 45، تاريخ ابن كثير 8: 216




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=35923
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2013 / 09 / 01
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 04 / 16