ليست كل العيون صادقة فى حوارها ، إنما هناك عيون خبيرة بالكذب والخداع.
عيون تخادع عيون لم ترَ من الحياة سوي بهائها ، ليسما لم تر َ اعينهم الأضواء بعد ، تبهر بكل ما بى الحياة ، عيون نزعت عباءة الطفولة ، لترتدى ثوب الشباب .
توقعها فى شبكة الوهم ، بكلمات الغزل ذات السحر والموسيقي ، والنظرات الخاطفة ، فتقع دون أن تدرك فى شبكته ، يرقبها تغرق فى وهمها ، لتحن لحظة الحقيقة ، يتركها تتألم و مجروحة ليذهب لغيرها .
نال ما سعى من أجل كل هذه الأيام ، وأحيانا الشهر ، وهي المتعة في مشاهدتها تتألم ، لتصبح اسم ورقم فى قائمة حريمه ، لتكن النهاية الموت ، قتيلة قتلها العشق ، تظل متذكرة ما بها وتخاف الوقوع في الحب مرة ثانية ، فتصبح قلب شبحه الحب وما أكثرهم .
أدعى منى طالبة فى الصف الثالث الثانوى ، حياتى تدور حول أهلى وأصدقائى ، أوقات فراغى أقضيها فى قراءة الروايات الرومانسية ، التطلع لنيل الحب فى يوم ٍ ما.
حب روميو وجوليت ، عنترة وعبلة و آخرون.... حب عرفته فى الروايات والأفلام الرومانسية.
حب يقهر الظروف ، يقف صامدا كالجبال ، لا ينفذ كالبحر ، يحلق بى لعنان السماء كالطيور ، حب خيالي كطيور العنقاء ، يجذب بسحره فأكون طوعه ، صافى كالسماء لا يشوبه غش ولا خادع ولا غاية ، أحلق كلما نظرت لعينيه.
كانت حياتى تسير كالمعتاد ، لا جديد بها كل يوم ينقضى في الدروس والمذاكرة ، و ذات يوم شعرت بخطوات تلاحقنى وتتعقبنى .
فى البداية فكرت مصدفة شخص طريقه كطريقي ، لكن بدأ الأمر يتكرار ، عادى مصادفة ، بدأ الأمر يتطور ، بدأ يسمعنى كلمات غزل ، وأحيانا أبيات شعر لتسحرنى وتحلق بى لعنان السماء.
أعجبنى كلامه ولكنى عاجزة عن رؤيته ، يا ترى من يكون ؟؟ وما مظهره ؟؟ كلماته أتذكرها تتردد بأذانى كل لحظة.
ـ الشعراء فى جمالك .. سيكتبوا أجمل الاشعار .. لؤلؤة تخطف الانظار .. بهوى العشق من عينيك .. بهوى الكلمة من شفتيك .. آلا تكوني رحيمة وتسمعني صوتك .
كنت مجبرة أسمعه صوتى ، لأننى أردت النزول من سيارة الأجرة : - هنا لو سمحت.
ـ صوتك جميل كأنغام الموسيقى .
وهنا بدأ يتعقبنى مرة ثانية ، الفضول يتصارع بداخلى ، لا أستطيع تملك نفسى، أرغب بالنظر للخلف ورؤيته ، لكن صعب كيف سأفعل ذلك ؟
كلماته رقيقة بشدة ، ليست أول مرة أستمع لكلمات غزل ، ولا لهذه الأبيات الشعرية ، لكن هى الأولى التى تهز كيانى ، شعرت بأنه يقولها من قلبه كما لو كان هو شاعرها ، ليعزف لحن الإعجاب بداخلي .
لم أملك غير التهور ، استدرت فجأة لتلتقى عينى بعينه لأجد شابا خلابا ، ملامحه جريئة ، عيناه رقصتا علي اوتار قلبي بلونها البنى .
مظهره كنجوم السينما ، شعره مسدول على جبينه ، مهندم الشكل... وقور .. شاب لكن مهتم بمظهره كثيرا ً.
احتضنت عيناه عينيّ ، فغرقت فى بحره ، نسيت من أكون ؟ وأين أنا ؟ ، أيقظنى كلامه ، عدت بعدما ارتويت بماء عذب ليس له مثيل .
ـ ابتسامتك تزيدك جمالا.. تمنيت لقاء عينى بعينك.. ما اسمك؟....
سألنى عن اسمى ، عجزت عن الكلام ، لما أقف هكذا؟؟ تحركي يا اقدامي ، هيا تحركى تحركى.
تتحرك وكأنها معلق بها قيود ثقيلة ، تحركى كى أهرب من كلامه ، عدت للمنزل وحاولت نسيان ما حدث. |