• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : منْ مِن القادة اليوم يقدم نفسه ودمه وأهله وأصحابه: .
                          • الكاتب : فلاح السعدي .

منْ مِن القادة اليوم يقدم نفسه ودمه وأهله وأصحابه:

انظر للحسين (عليه السلام) ومن ينظر للإمام الحسين بن علي بن أبي طالب (عليهما الصلاة السلام)  فأنه ينظر إلى محط الرسالات السماوية الداعية إلى التكامل البشري والتكافل الأسري والنبع الأخوي وصوت الحق الدوي, ينظر إلى القيم والمبادئ والأخلاق التي فقدت اليوم عند أغلب القادة في العالم بل وعجزوا أمام الوصول إلى تطبيق جزء منها ...
وينظر إلى الانتصار الذي لا يقف أمامه قلة العدد وقلة الناصر وقلة المعين وقلة العدة وقصر المدة ...
الانتصار الذي لا يقف أمامه خذلان الأصدقاء وخذلان الضعفاء ومغروري الدنيا ...
الانتصار الذي لا يقف أمامه الخوف والرعب والقتل والتشريد والسبي ...
الانتصار الذي لا يقف أمامه فقدان الأمن وكثرة المحن وكبر الفتن ...
الانتصار الذي لم يشغله شيء عن عبادة الرب الجليل والتوجه إليه وقراءة القرآن والاستغفار والصلاة وكثرة الدعاء ...
الانتصار الذي لم يقف أمام بغض الآخرين من الأعداء القتلة ليحّول ما يحمله الحسين (عليه السلام) من الخلق العظيم إلى سخط, بل بقيت الرحمة تنبع من قلب الحسين (عليه السلام) الذي مازال يبكي على القتلة الذين قتلوه بسيوفهم ورماحهم وهو ينظر إليهم بعين الرأفة والعطف لكي لا يدخلوا النار بسببه ...
فأي قائد في العالم يقف بجيشه أمام الجيش المقابل ويبكي على أفراده ويدعوهم إلى بر الأمان دعوة الحبيب للحبيب ودعوة الأخوان...؟  
فما أعظم رجل قد تربى في بيت لم يكن له مثيل على الأرض, فما أعظم رجل قد سقي الرحمة الكاملة من رحمة الخالق العظيم.
  فما أعظم الرجل الذي نبعت منه أعلى مكارم الخلاق وأتمها, فما أعظم الرجل الذي مارس أجمل لحظات الفراق والقتل بصدر الانشراح, الرجل الذي أكرمه الله تعالى بالإمامة الحقة والقرآن العظيم والتفقه في الدين وهو من الشاكرين,  رجل كسب من الأصحاب من هم خير الأصحاب على مستوى الخليقة حتى كانوا خير من أصحاب رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم), وخير من أصحاب الإمام المهدي (عجل الله تعالى فرجه الشريف) وأرواحنا لمقدمه الفداء إن شاءالله,  رجل لا يقف أمامه رجال, وقائد لا يقف أمامه أي قائد ليقول أنا قائد بعد الحسين (عليه الصلاة والسلام).
 رجل غذى التأريخ بأعظم كلمات الحق والقوة والعطاء والقيم والمبادئ التي تبني الإنسان الحقيقي فهو القائل (( لا والله لا أعطيكم بيدي إعطاء الذليل ولا أفر فرار العبيد ))
وهو المنادي: (( ياعباد الله إني عذت بربي أن ترحمون، أعوذ بربي وربكم من كلّ متكبر لا يؤمن بيوم الحساب (( وهو المخاطِب أصحابه (عليهم السلام) جميعا (( قوموا رحمكم الله إلى الموت الذي لا بد منه، فإن هذه السهام رسل القوم إليكم ((. 
وهو القائد الذي لم تلهه المعركة والقتال عن أهم مبدأ يؤمن به ومن لا يترك مبدئه الذي يؤمن به فهو المسيطر والغالب مهما كانت الظروف, وذلك حينما سأل إبراهيم بن طلحة الإمام زين العابدين عليه السلام: من الغالب...؟ فقال (عليه السلام): (( إذا دخل وقت الصلاة فأذّن وأقم تعرف من الغالب)).
 ولقد كان الحسين (عليه السلام) هو الغالب لأنه تحقق أهم أهدافه السامية, بعد محاولات الجاهلية لأماتته وإخراجه من معترك الحياة, وبعد هذا فلينظر القادة اليوم في العراق وفي العالم أجمع, من مثلك يا أبا عبد الله بهذه الروح والعطاء...؟
والنفس الأبية, والخُلُق الحسن, والتواضع الكبير والرحمة للصغير والكبير, والعطف على العدو والأسير.
مَنْ مِن القادة اليوم يقدم نفسه ودمه وأهله وأصحابه لأجل أن تحيا الأمة وتسمو أهداف الحق والعدل ...؟
F_m1333@yahoo.com



  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=3615
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2011 / 02 / 23
  • تاريخ الطباعة : 2025 / 02 / 3